يتميز هذا الدين بخصائص فريدة، منها صلته بالله وربانيته، ومنها توازنه وواقعيته، وغيرها من الخصائص التي تلبّي احتياجات البشرية؛ ومن ثم فالمستقبل له بإذن الله ووعده.

تعريف عام بالكتاب

  • المؤلف: سيد قطب
  • الناشر: دار الشروق
  • الطبعة: الخامسة عشر، 1423 هـ – 2002 م
  • حجم الكتاب: جزء واحد، وعدد صفحاته 201.

فكرة الكتاب

تدور فكرة الكتاب حول تكمن أهمية إدراك خصائص التصور الإسلامي ومقوماته في حمل الإنسان على إيجاد تفسير شامل للوجود يترتب عليه معرفة حقيقة مركزه في هذا الوجود الكوني وغاية وجوده الإنساني؛ فيتعرف على دوره في الكون وحدود اختصاصاته وحدود علاقته بخالقه خالق هذا الكون، ونتيجة لهذه المعرفة يحدد منهج حياته ونوع النظام الذي يحقق هذا المنهج والذي ينبثق عن التفسير الشامل الذي أدركه.

وما التخبط والصدام والشقاء ومخالفة الفطرة التي نراها في أيامنا هذه إلا نتيجة لإخفاق الإنسان في إيجاد هذا النظام واستبداله بأنظمة مفتعلة مصطنعة لا تقدر على البقاء لعدم امتلاكها لمقومات البقاء. فهذا الدين والتصور المبني عليه جاء لينشئ أمة ذات طابع متميز ومتفرد لتقود البشرية وتحقق منهج الله في الأرض وتنقذ البشرية من القيادات الضالة والمناهج الضالة.

وإدراك الفرد المسلم لطبيعة هذا التصور الإسلامي تؤهله ليكون عنصراً صالحاً في بناء هذه الأمة.

إذ إننا لا نسعى بالتماس حقائق التصور الإسلامي إلى مجرد “المعرفة الباردة”، التي تضاف في رصيد الثقافة بل نبتغى “الحركة” من وراء المعرفة. نبتغى أن تستحيل هذه المعرفة قوة دافعة، لتحقيق ذاتها على أرض الواقع.

نبتغى استجاشة ضمير الإنسان لتحقيق غاية وجوده الإنساني، كما يرسمها هذا التصور الرباني، نبتغى أن ترجع البشرية إلى ربها، وإلى منهجه الذى أراده لها، وإلى الحياة الكريمة الرفيعة التي تتفق مع الكرامة التي كتبها الله للإنسان، والتي بالفعل قد تحققت في فترة من فترات التاريخ، متبعة هذا التصور عندما استحال واقعاً على الأرض، وتمثَّل في أمة تقود البشرية إلى الخير والصلاح والنماء؛ تمثَّلت في جيل الصحابة الفريد الذي استمد التصور الإسلامي مباشرة من القرآن الكريم الدائم الثبوت، فقد تلقوه وقد فرّغوا له قلوبهم وعقولهم من كل غبش دخيل، ليقوم تصورهم الجديد نظيفاً من كل رواسب الجاهليات ومستمدا من تعليم الله وحده، لا من ظنون البشر التي لا تغنى من الحق شيئاً.

مجمل الكتاب

ساق إلينا المؤلف مجموعة من خصائص التصور الإسلامي والتي تجعل له شخصيته المستقلة عن باقي التصورات الأخرى وقسمها إلى سبعة خصائص في مبحثه هذا:

الربانية ـ الثبات ـ الشمول ـ التوازن ـ الإيجابية ـ الواقعية ـ التوحيد.

وقد مهّد سيد قطب لتحديد خصائص التصور الإسلامي في كتابه بفصلين هما: كلمة في المنهج، وتيه وركام.

والفصل الأول قد حدد به منهجية استلهام خصائص التصور الإسلامي. أما الفصل الثاني فقد استعرض فيه باقتضاب الكم الهائل من العقائد والتصورات والفلسفات والأساطير والأفكار والشعائر والعقائد والأوضاع التي رافقت ظهور الإسلام، وما تلاه.

خصائص التصور الإسلامي

للتصور الإسلامي خصائصه المميزة والتي تنبثق كلها وترجع إلى خاصية واحدة هي خاصية الربانية ﴿صبغة الله ومن أحسن الله صبغة﴾؟ (البقرة: 138) إنه تصور رباني، جاء من عند الله بكل خصائصه، وبكل مقوماته، وتلقاه الإنسان كاملا ليطبق مقتضياته في حياته.

وهو تصور غير متطور في ذاته، إنما تتطور البشرية في إطاره، وترتقى في إدراكه وفى الاستجابة له، لأن المصدر الذى أنشأ هذا التصور، هو نفسه المصدر الذى خلق الإنسان، فهو الخالق المدبر الذى يعلم طبيعة هذا الإنسان، وحاجات حياته المتطورة على مدى الزمان، وهو الذى جعل في هذا التصور من الخصائص ما يلبى هذه الحاجات المتطورة في داخل هذا الإطار، فالذي وضعه يرى بلا حدود من الزمان والمكان، ويعلم بلا عوائق من الجهل والقصور، ويختار بلا تأثر من الشهوات والانفعالات ومن ثم فهو شامل متوازن لا يقبل تنمية ولا تكميلاً.

الربانية

يستطيع الإنسان أن يقول ـ وهو مطمئن ـ إن التصور الإسلامي هو التصور الاعتقادي الوحيد الباقي بأصله الرباني وحقيقته الربانية، والذي لم يطاله التحريف الذي طال التصورات السماوية التي جاءت بها الديانات السماوية قبله، ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾. (الحِجر: 9)

وهذه الحقيقة المسلمة تجعل لهذا التصور قيمته الفريدة وتجعله مناط الثقة، فهو التصور المبرأ من النقص، والجهل والهوى، ومن التحريف الذي طال الديانات السماوية لتوافق هوى الباباوات والقساوة، فنحمد الله أن حفظ لنا التصور الإسلامي الرباني ولم تقم عليه الكنيسة..! لتُدخل فيه من التحريفات ما يصد الناس عنه كتحريمهم العلم واستفرادهم وحدهم بتفسير الكتاب المقدس بما يناسب أهواءهم، وسيطرتهم على العقل البشري حتى صنعوا العداوة بين الدين والعقل البشري والعلم أدى ذلك الصدام إلى التيه والتخبط الذي طال الفكر الأوربي طوال القرون الوسطى وانتهى إلى عصور الحداثة والتي طالبت بفصل الدين عن الدولة حتى لا تسيطر الكنيسة بفكرها المستبد الفاسد مجدداً على عقول الناس بفهم الباباوات.

أما التصور الإسلامي فيدَع للعقل البشرى وللعلم البشرى ميدانه واسعا كاملاً ولا يقف دون العقل يصده عن البحث في الكون. بل هو يدعوه إلى هذا البحث ويدفعه إليه دفعاً ولا يقف دون العلم البشرى في المجال الكوني. فلْندرك مقدار نعمة الله ومقدار رحمته في تفضله علينا بهذا التصور الرباني، وفى إبقائه وحفظه على أصله الرباني.

الثبات

من الخاصية الأساسية للتصور الإسلامى ـ خاصية الربانية ـ تنبثق سائر الخصائص الأخرى. وبما أنه ربانى صادر من الله، وظيفة الكينونة الإنسانية فيه هى التلقى والاستجابة والتكيف والتطبيق فى واقع الحياة. وبما أنه ليس نتاج فكر بشرى، ولا بيئة معينة، ولا فترة من الزمن خاصة، ولا عوامل أرضية على وجه العموم.. إنما هو ذلك الهدى الموهوب للإنسان هبة لدنية خالصة من خالق الإنسان، رحمة بالإنسان …

بما أنه كذلك، فمن خاصية الربانية فيه تنشأ خاصية أخرى؛ خاصية “الحركة داخل إطار ثابت حول محور ثابت“.

هناك ثبات فى مقومات هذا التصور الأساسية، وقيمة الذاتية. فهى لا تتغير ولا تتطور، حينما تتغير ظواهر الحياة الواقعية، وأشكال الأوضاع العملية.. فهذا التغير فى ظواهر الحياة وأشكال الأوضاع، يظل محكوما بالمقومات والقيم الثابتة لهذا التصور ..

ولا يقتضى هذا تجميد حركة الفكر والحياة، ولكنه يقتضى السماح لها بالحركة ـ بل دفعها إلى الحركة ـ ولكن داخل هذا الإطار الثابت.

وحول هذا المحور وهذه السمة ـ سمة الحركة داخل إطار ثابت وحول محور ثابت ـ هى طابع الصنعة الإلهية فى الكون كله ـ فيما يبدو لنا ـ لا فى التصور الإسلامى وحده .

أمثلة على الثبات

ومن الأمثلة على “الثبات“:

– حقيقة وجود الله، وسرمديته، ووحدانيته ـ بكل إشعاعاتها ـ وقدرته وهيمتنه، وتدبيره لأمر الخلق، وطلاقة مشيئته..

– حقيقة أن الكون كله ـ أشياءه وأحياءه ـ من خلق الله وإبداعه. أراده الله، سبحانه، فكان. وليس لشئ ولا لحىّ فى هذا الكون، أثارة من أمر الخلق فى هذا الكون، ولا التدبير ولا الهيمن، ولا مشاركة فى شئ من خصائص الألوهية بحال ..

– حقيقة العبودية لله.. عبودية الأشياء والأحياء. وعموم هذه العبودية للناس جميعا

– حقيقة أن الله لا يقبل من الناس دينا سوى الإسلام. وأن الإسلام معناه إفراد الله سبحانه بالألوهية وكل خصائصها. والاستسلام لمشيئته، والرضى بالتحاكم إلى أمره ومنهجه وشريعته. وأن هذا هو دينه الذى ارتضاه. لا أى دين سواه

الشمول

الخاصية الثالثة من خصائص التصور الإسلامي “الشمول” وهى كذلك ناشئة من طبيعة الخاصية الأولى: خاصية أنه رباني، من صنع الله لا من صنع الإنسان.

والشمول طابع الصنعة الإلهية الأصيل..! فالإنسان محدود الكينونة من ناحية الزمان والمكان؛ إذ هو حادث في زمن، لا يوجد إلا في زمان واحد، ومتحيز كذلك في مكان، وهو أيضاً محدود الكينونة من ناحية العلم والتجربة والإدراك؛ يبدأ علمه بعد حدوثه، ويصل من العلم إلى ما يتناسب مع حدود كينونته في الزمان والمكان، وفوق أنه محدود الكينونة ـ بهذه الاعتبارات كلها ـ هو أيضاً محكوم بضعفه وميله وشهوته ورغبته، فوق ما هو محكوم بقصوره وجهله.

الإنسان ـ وهذه ظروفه ـ حينما يفكر في إنشاء تصور اعتقادي أو منهج للحياة من ذات نفسه يجئ تفكيره جزئياً؛ يصلح لزمان ولا يصلح لآخر، ويصلح لمكان ولا يصلح لآخر، ويصلح لحال ولا يصلح لآخر، ويصلح لمستوى ولا يصلح لآخر.. فوق أنه لا يتناول الأمر الواحد من جميع زواياه وأطرافه، وجميع ملابساته وأطواره، وجميع مقوماته وأسبابه.. وفوق ذلك كله ما يعتَور هذا التفكير من عوامل الضعف والهوى؛ وهما سمتان إنسانيتان أصليتان فلا يمكن أبداً أن تدرك فكرة بشرية أو منهج بشري الشمول إطلاقا.

ومن صور الشمول في التصور الإسلامي، ردّ أمر الكون كله إلى إرادة الله الواحدة الشاملة، إرادة تخاطب الكينونة الإنسانية بكل جوانبها، وكل أشواقها وحاجاتها، وتتوجه إليها بكل رجائها وخشيتها، وتتقي غضبها وترجو رضاها، جهة واحدة تملك كل شيء، لأنها خالقة كل شيء، ومالكة كل شيء ومدبرة كل شيء، جهة واحدة يتلقى منها الإنسان تصوراته ومفاهيمه، وقيمه وموازينه، وشرائعه وقوانينه، ويجد عندها إجابة على كل سؤال وهو يواجه الكون والحياة.

ومن سعة شمول التصور الإسلامي فإنه يتناول بالتوجيه كل جوانب النشاط الإنساني، ففي الإسلام وحده يملك الإنسان أن يعيش لدنياه وهو يعيش لآخرته، وأن يعمل لله وهو يعمل لمعاشه، وأن يحقق كماله الإنساني الذى يطلبه الدين، في مزاولة نشاطه اليومي في خلافة الأرض، وفى تدبير أمر الرزق. ولا يتطلب منه هذا إلا أمراً واحداً؛ أن يخلص العبودية لله في الشعائر التعبدية وفى الحركة العملية على السواء؛ أن يتوجه إلى تلك الجهة الواحدة بكل حركة وكل خالجة وكل عمل وكل نية، وكل نشاط وكل اتجاه.. مع التأكد من أنه لا يتجاوز دائرة الحلال الواسع والتي تشمل كل طيبات الحياة.

التوازن

التوازن” في مقوماته، والتوازن في إيحاءاته. وهى تتصل بخاصية “الشمول” التي سبق الحديث عنها فهو تصور شامل، وهو شمول متوازن. وقد صانته هذه الخاصية الفريدة من الاندفاعات هنا وهناك، والغلو هنا وهناك، هذه الآفات التي لم يسلم منها أي تصور آخر سواء التصورات الفلسفية، أو التصورات الدينية التي شوّهتها التصورات البشرية، بما أضافته إليها، أو نقصته منها، أو أوَّلته تأويلاً خاطئاً، أضافته إلى صلب العقيدة..! ونذكر من أهم هذه الموازنات أبرزها:

1- التوازن بين المعلوم والمجهول.

2- التوازن بين طلاقة المشيئة الإلهية وثبات السنن الكونية.

3- التوازن بين المشيئة الإلهية الطليقة ومجال المشيئة الإنسانية المحدودة.

4- التوازن بين عبودية الإنسان المطلقة لله، ومقام الإنسان الكريم في الكون.

5- التوازن في علاقة العبد بربه، وبين موحيات الخوف والرهبة والاستهوال وموحيات الأمن والطمأنينة والأُنس.

6- التوازن بين مصادر المعرفة من وراء الغيب المحجوب، ومن صفحة الكون المشهود.

7- التوازن بين فاعلية الإنسان وفاعلية الكون.

الإيجابية

والخاصية الخامسة البارزة فى التصور الإسلامى هى “الإيجابية” .. الإيجابية الفاعلة فى علاقة الله، سبحانه، بالكون والحياة والإنسان. والإيجابية الفاعلة كذلك من ناحية الإنسان ذاته، فى حدود المجال الإنساني..الإيجابية

إن الصفات الإلهية في التصور الإسلامي ليست صفات سلبية. والكمال الإلهي ليس في الصورة السلبية التي جالت في تصور “أرسطو”. وليست مقصورة على بعض جوانب الخلق والتدبير كما تصور “الفرس” في صفات “هرمز” إله النور والخير واختصاصاته، وصفات “أهرمان” إله الظلام والشر واختصاصاته

فرْقٌ بين الذي يتعامل مع إله كهذا ويستمد منه أخلاقه، والذي يتعامل مع الله العادل، الكريم، الرحيم الذي يكره الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وينهى عن السوء. ويحب التوابين ويحب المتطهرين..

وأخيراً فارق هائل بين الإنسان الذي يظن أن إلهه هو الطبيعة الخرساء الصماء، التى لا تطالبه بعقيدة ولا شعيرة، ولا منهج ولا نظام حياة، ولا خُلق ولا أدب، ولا ضمير ولا سلوك. ولا تحس بوجوده أصلاً. وليس لها هي إدراك ابتداء؛ ومن ثم فهي لا تحس ولا تعي، ولا تدري بخير أو شر. ولا تحاسِب ـ من ثَم ـ على خير أو شر..

والإنسان الذي يعرف أن إلهه الله الحي الذي لا يموت. الصمد المقصود في الحاجات. الرقيب الذي لا يغفل. الحسيب الذي لا ينسى. العادل الذي لا يظلم . الرحيم الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.. إلى آخر صفات الله واسمائه الحسنى.

الواقعية

والخاصية السادسة من خواص التصور الإسلامي هي “الواقعية“؛ فهو تصور يتعامل مع الحقائق الموضوعية، ذات الوجود الحقيقي المستيقن، والأثر الواقعي الإيجابي. لا مع تصورات عقلية مجردة، ولا مع مثاليات لا مقابل لها في عالم الواقع، أو لا وجود لها في عالم الواقع .

ثم إن التصميم الذي يضعه للحياة البشرية يحمل طابع الواقعية كذلك، لأنه قابل للتحقيق الواقعي في الحياة الإنسانية.

ولكنها في الوقت ذاته واقعية مثالية، أو مثالية واقعية، لأنها تهدف إلى أرفع مستوى وأكمل نموذج، تملك البشرية أن تصعد إليه .

التوحيد

التوحيد هو المقوم الأول للتصور الإسلامى، بما أنه هو الحقيقة الأساسية للعقيدة الإسلامية، ولكنه كذلك هو إحدى خصائص هذا التصور، بما أن التصور الإسلامي يتفرد بهذه الصورة الخالصة من التوحيد من بين سائر التصورات الاعتقادية والفلسفية السائدة في الأرض جميعاً. وبهذا الاعتبار نتحدث هنا عن التوحيد ضمن خصائص التصور الإسلامي كما سنتحدث عنه في القسم الثاني من هذا البحث، ضمن مقومات التصور الإسلامي .

نتحدث عنه هنا ضمن الخصائص، لنبين نوع تفرد التصور الإسلامي بهذه الخاصية، من بين سائر التصورات الاعتقادية والفلسفية السائدة في جنبات الأرض .

ونبادر فنقرر أن التوحيد كان هو الخاصية البارزة في كل دين جاء به من عند الله رسول. كما أنه كان المقوم الأول في دين الله كله.

وأن الإسلام ـ على إطلاقه ـ كان هو الدين الذي جاء به كل رسول. بما أن الدين هو إسلام الوجه لله وحده، واتباع منهج الله ـ وحده ـ في كل شؤون الحياة، والتلقي من الله ـ وحده ـ في هذه الشؤون كلها، والعبودية لله وحده بطاعة منهجه وشريعته ونظامه، والعبادة لله وحده سواء في الشعائر التعبدية أو في نظام الحياة الواقعية. ولكن التحريفات والانحرافات التي وقعت في تصورات أتباع الرسل، إلى جانب طغيان الجاهليات على الديانات، لم تُبق في الأرض كلها من تصور ديني صحيح، إلا التصور الذي جاء به محمد، صلى الله عليه وسلم، وحفِظ الله أصوله، فلم تمتد إليها يد التحريف ولم تمسها كذلك الجاهليات التي طغت على حياة الناس؛ ومن ثم أصبح التوحيد خاصية من خصائص هذا الدين.

خاتمة

من أجل هذه الخصائص المتفردة نوقن بخبر الله ووعده ووعد رسوله؛ أن المستقبل لهذا الدين، وأن الإسلام مقبل على خير وعِزّ وتمكين الى يوم القيامة، وليس الى أفول كما يتوهّم المنافقون وكما يرجو الكافرون..!

…………………………………..

اقرأ أيضا:

لقراءة الكتاب كاملا

التعليقات غير متاحة