تَسارُع خطوات فجرة آل سعود وأعوانهم نحو ترسخ الإباحية أصبحت أخبارا تعتمد مبدأ الصدمات المتتالية لإنهاك المجتمع واستمرار الضغط عليه لإحداث التغيير المطلوب.

الخبر

“استضافت السعودية أول مباراة مصارعة نسائية حرة في الوقت الذي تتخذ فيه البلاد خطوات نحو تخفيف القيود الصارمة المفروضة على الترفيه.

وجرت المباراة في العاصمة الرياض، بين نجمتي المصارعة الحرة ناتاليا ولاسي إيفانز ، والتُقطت صور لكل منهما بينما تحتضنان المشجعات وتلتقطان معهم الصور بعد المباراة.

وتسعى السعودية إلى التخلص من صورتها لدى البعض كواحدة من بين أكثر دول العالم قمعا للمرأة في السنوات الأخيرة من خلال تطبيق إصلاحات جديدة.

وكانت المصارعة لاسي إيفانز قد استبقت المباراة بتغريدة على تويتر قالت فيها “عندما اشتركت في المصارعة الحرة، كان هدفي هو التأثير حقا في العالم وكل من يمكنني التأثير عليه”.

وقال المصارع السعودي منصور الشهيل:

“لا استطيع وصف كم يعني ذلك بالنسبة لي، وبالنسبة لشقيقاتي الصغيرات، اللواتي يعشقن المصارعة الحرة، وبنات شقيقاتي، اللواتي يعشقن المصارعة الحرة، ويتخيلن ويحلمن بأن يصبحن مصارعات”.

وأضاف: “كنت أعتقد أن ذلك لن يحدث إطلاقا، لأنه عندما نشأت هنا، كانت فكرة جلوس الرجال والنساء في نفس الساحة لمشاهدة عرض ما أمرا لم يُسمع به، لدينا الآن سيدات يقُدن السيارات. إن التغييرات التي تحدث في هذا البلد في كل مرة أعود فيها إليه هائلة جدا، وأنا فخور للغاية بمشاركتي”. (1موقع “BBC عريي، 1/11/2019، على الرابط:
السعودية تستضيف أول مباراة مصارعة نسائية على أرضها بمشاركة النجمتين ناتاليا ولاسي إيفانز
)

التعليق

اعتاد البعض سماع ورؤية الخطوات المشينة في اتجاه الإباحية وترسيخ قيمها وإشاعة الفجور في المجتمع، وهذا عنوان جديد لخطوة جديدة ومشينة. ولا بد من توضيح أمور..

الأول: التنبه جيدا لقوله تعالى ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ (الإسراء: 16) فإذا صار المترفون هم أصحابَ الكلمة فهذا أشد وأخطر، وهو موافق للقراءة الأخرى للآية بتشديد الميم ﴿أمّرنا﴾؛ فما يحدث هو جريان المجتمع نحو الهلاك، وليس الاستمتماع الممتد؛ بل إنْ حصل بعض الفساق على متعة فمؤقتة وجزئية وثمنها فادح وخطر على مجموع هذه القرية أو البلد.

وعليه؛ فلا يفرحن غافل قصير النظر ينظر تحت قدميه والى شهوته العارضة.

ثانيا: التنبه الى مأخذ المجرمين الذين يُطلعهم سادتهم في الغرب فيه على خطة ماكرة مبنية على دراسة السلوك الإنساني و”سيكولوجية” الشعوب؛ وهو أنك عندما تجد رفضا من المجتمع لما تقوم به؛ فلا تتراجع ولا تستجب لإنكارهم ولكن أعطهم صدمة أخرى أشد؛ فتُنسِي الصدمات بعضها بعضا، ويتحسر الناس، ليس على حال العافية؛ بل على الإنحراف الأول..! ويصبحوا أمام أمر واقع يُفرض عليهم «ينكّرونكم ما تعرفون ويعرّفونكم ما تنكرون» كما جاء في الحديث الشريف.

كما يوجهونهم الى الاستعانة بالمستجيبين لهم من الفساق ليقولوا أن ما يقومون به ليس رغبتهم هم بل رغبة المجتمع وتلبية لمطالبه؛ ولا يذكرون أنهم يتعاملون مع هامش من الفساق تاركين ومصادمين لمجتمع مسلم يرفض هذا الانحراف وصوره، بل ويواجهون أمة كاملة ترفض هذا عموما، وترفض حدوثه في بلاد الحرمين خصوصا.

ثالثا: لا تغفل عن استهدافهم لبلاد الحرمين خصوصا للقضاء على ما تمثله من موجات للخير والعلم والعبادة، حتى إذا نجحوا في هذا فإما يُصدرون موجات من الإباحية من المكان نفسه ـ عياذا بالله ـ أو على الأقل يوقفون تأثير بلاد الحرمين الإيجابي على المسلمين. وما نقصده هنا من تأثير ليس للحكام الخونة المجرمين ولا علماء الزور والبهتان مناديل الطغاة؛ بل نقصد العلماء الصالحين والعُبّاد المستقيمين وأهل الخير والصلاح، وأرباب الدعوة والموعظة والعمل الخيّر البَرّ.

رابعا: نرجو التنبه جيدا الى المعالجة الخبيثة التي يقوم بها البعض بل الكثير ممن يعارض هذا الانحراف، وخاصة من الإعلاميين. ليس فقط فيمن يؤيد هذه الخطوات المجرمة بل فيمن يعارضها ظاهرا؛ إذ إن الكثير ممن يعارضها ويسلط الضوء عليها ـ للتشهير لا للإصلاح ـ كقناة الجزيرة يَعرضونها على أنها تخالف “عادات” المجتمع.

وإذا عُرض الأمر على أنه “عادات” مجتمع، وأن هذا الفجور يصادم “العادات” فسيقول من أراد الانحلال أننا نضِجّ من العادت، والمجتمعات تتغير، وقد آن لمجتمعنا أن يتغير ويكتسب عادات جديدة مواكبة لما عليه المجتمعات الغربية..!

إن حقيقة الأمر أنه “شرع” وليس عادات مجتمع؛ وما أصبح عادة للمجتمع إلا حيث اكتسبه الناس من الشرع، وصلتُه الأساسية بشريعة الله وأمره وعقوباته في الدنيا، وعقوباته وحسابه في الآخرة.

يجب أن يُعرض الأمر على هذا النحو لكن أن يأتوا بمعارَضات تافهة تُصوّر الأمر على أنه عادة فهذا مساعد في استقرار الانحراف وقبوله، وكأن المعارض يقوم بدور “ديكوري” بإبراز شبهة ضعيفة ليمرر للناس ما يقوم به الفاجر المباشر.

خامسا: لا تغفل تلك الكلمة التي يلقيها أولوهم لآخريهم ومقدَّموهم لسفلتهم حيث يقولون “إننا اختُطفنا لثلاثين عاما حيث اختَطفتنا الصحوة ونريد العودة الى ما كنا عليه”..! وهي كلمة دبرتها لهم جهة واحدة ووزعتها عليهم يبصق بعضهم بنجاستها في أفواه بعض ليهاجموا “الصحو الإسلامية” تلك الصحوة التي كانت سببا لخير كبير وأعادت الأمل في الأجيال المعاصرة.

[للمزيد راجع: قذائف الحق على عاصوف الباطل (2-2)]

أخيرا

إن المجتمعات الغربية التي يستوردون منها هذا الفجور هي في صراعها المتراجع ونزْعها الأخير قبل الهلَكة. ومواجهتُهم الشرسة للإسلام هي بسبب إفلاسهم القيمي؛ إنهم يغادرون فكيف يتعلق بأذيالهم الفساق..؟!

إن المستقبل القادم للإسلام، والمجتمعات الغربية نفْسها عطشى لهذا الدين، وحكوماتهم تحارب الإسلام وتشوهه وتحاول القضاء عليه في منابعه خوفا على مجتمعاتهم التي تتلقفه بقيمه وأخلاقه، وعقائده وتصوراته، تلقف الظاميء في الهجير لشربة الماء البارد.

فليثق ذو تقوى. وليثبت ذو دين؛ فغدا له، والصباح قريب .. إن شاء الله

…………………………….

هوامش:

  1. موقع “BBC عريي، 1/11/2019، على الرابط:
    السعودية تستضيف أول مباراة مصارعة نسائية على أرضها بمشاركة النجمتين ناتاليا ولاسي إيفانز

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة