تأتيك أخبار الغرب تنقل عيونُهم وإعلامهم احترام شاربي أبوال البقر وتبركهم به للوقاية من فيروس “كورونا”؛ لتعلم أنهم لا يعيبون في دينك شيئا ولكنه بغضهم وحقدهم على هذا الدين لأهوائهم وأحقاد تاريخهم.

الخبر

“أقامت جموع من الناشطين الهندوس حفلا لشرب بول البقر في العاصمة الهندية نيودلهي، لوقاية أنفسهم من وباء كورونا الذي ضرب العالم. وفي طقوس دينية، أوقد أعضاء وأنصار منظمة “هندوماهسابها” الهندوسية النار، وشربوا بول البقر لمكافحة فيروس “كورونا”.

ويبلغ تعداد الهنود نحو مليار وثلاثمئة مليون نسمة أغلبيتهم يدينون بالهندوسية، ويعتقد الكثير من هؤلاء أن البقر مقدّس. وقال أحد المتطوعين في الحفل، لوكالة فرانس برس للأنباء: “مَن يشرب بول البقر يَبرأ ويَسلم من الأسقام”. كما راح المحتفلون يردّدون ترانيم هندوسية، بينما تقدَّم الأولياء (المشركون) للبقرة المقدسة بصلوات الشكر..!!

وقبل أن يُفرغ قدح بول البقر في فمه، صرّح زعيم المنظمة، شَكرباني مهراجا، للصحفيين ـ بعدما قتلوا المسلمين وأحرقوا بيوتهم ومساجدهم ـ : “لقد اجتمعنا هنا وصلّينا من أجل أن يعُمّ السلام في العالم، وسنقدّم قدحا من بول البقر إلى فيروس كورونا حتى يهدأ ويجنح للسِلم”. وعندئذ قدّم مهراجا قدحًا من بول البقر إلى رسم كرتوني على هيئة شيطان “لتهدئته”. واقترح برلماني من أعضاء الحزب الحاكم في الهند، استخدام بول البقر ورَوَثه في علاج فيروس كورونا.” (1موقع ” BBC العربي”، على الرابط:
فيروس كورونا: جماعة هندوسية تقيم حفلا لشرب بول البقر للوقاية من الفيروس
)

التعليق

لا يزال تدني البشرية في حال الشرك لا يتوقف ولا يستحيي.

كما أنهم يمارسون هذه الفضائح الشركية في القرن المعاصر بعلومه، كما يقول الغربيون الماديون، وكان يجب أن ينهاهم الغرب وينتقدهم ويعيب عليهم؛ لكنه لا ينهاهم عن هذا ولا يرى فيه تخلفا..! بل تأتي الأخبار بدخول بعض الإنجليز في تلك الديانات الهندية الوثنية بشعوذاتها وفضائحها وتدنّيها، بحثا عن إشباع لجوعة أرواحهم ولو في طقوس يأباها العقل وتأباها الكرامة الإنسانية.

فلا يزال هذا التدني الشركي يمارَس، ولا تزال عدسة الإعلام الغربي ترصده، ولا يعيبونه إطلاقا ولا يواجهونه ولا يطعنون فيه؛ بينما يطعنون في دين الله تعالى بتوحيده الصافي. إنها البشرية عندما تعادي ربها وتنتكس في اختياراتها. وتنتقي عداءها للحق وتصالحها مع الباطل..!

وعندما يروعك عدد المشركين المقابل لعدد المسلمين في العالم إلا قليلا؛ ثم هناك أكثر منهم من الوثنيين والملاحدة في الصين، ثم من المشركين في العالم الغربي، والكثير أيضا في إفريقيا؛ فاعلم منة الله عليك بالتوحيد والإسلام، وأنه اصطفاك قبل أن تطلب، وتذكر عندها بعض النار الذي تشيب له الولدان وتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حَمل حملها حين تسمعه بأن الله يأمر آدم أن يخرج من ذريته بعث النار.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار ؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذلك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى، وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، فاشتد ذلك عليهم، فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ قال: أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفًا ومنكم رجلًا، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة. قال: فحمدنا الله وكبَّرنا، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود..» وفي بعض الروايات « وما أنتم في أهل الشّرك إلّا كالشّعرة البيضاء». (2رواه البخاري ومسلم)

فبعْث النار هم من  المشركين وهم فداء للمسلمين الموحدين.

وراجع كذلك موقف البشرية التي يمتلك رؤوسَ أموالها ووسائل إعلامها مراكزُ أغلبها في العالم الغربي الصهيومسيحي؛ فلا ينتقد تلك الممارسات بل يراها أحد مظاهر تنوع الحضارات العالمية التي يجب أن تحظى بقدر من الاحترام والتبجيل والتنويه بشأنها واحترام ثقافتها وأن تُحجَز لها مساحة في الإعلام وتنقل الى العالم ويقال لهم عليكم احترام هذه الأديان وحضاراتها وممارساتها، وأن تطلعوا عليها بالسياحة الترفيهية، وتنفقوا الأموال لتشاهدوا أهلها ورموزها وممارساتها..! بخلاف معاملتهم مع الإسلام وأهله؛ فلا يُذكر إلا في سياق الانتقاد والهجوم والافتراء والتشوية بالكذب عليه.

كما يجب أن تراجع هنا ذلك التوقان البشري نحو الغيب ونحو الأسرار، ونحو القوة الكبيرة المطلقة، قوة الإله الذي يعلم العلم المطلق ويدبر هذه الحوادث، ويملك الحماية منها. إنها الفطرة والجوعة التي تتوجه بالإنسان نحو الغيب؛ فإن استمع الى نداء رسل الله توجه الى ربه تعالى في سمو ورقيّ، وتحسَسَ الحقيقة وتوجه الى الوجهة الحقة التي يتوجه اليها كل مخلوق. ﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (البقرة: 38-39) ﴿يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (الأعراف:35-36)

خاتمة

إنْ توجَهَ هؤلاء الى أبقارهم وأبوالها تبركا وعبادة..! وتوجه غيرهم الى تماثيلهم، وآخرون الى أنفسهم وكِبرهم وإلحادهم، وتوجه آخرون الى صلبانهم، وآخرون الى افتراءاتهم حتى صدقوها ﴿وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ (آل عمران: 24). وآخرون الى شهواتهم يعكفون عليها ويفلسفونها..الخ

بل وإن برز الآن المنافقون ينكرون الآخرة وأخبار البرزخ ويُضلون الناس حال خوفهم لئلا يتوجهوا الى ربهم سبحانه..!

إن وجدت هذا فأنت الحقيق أن تتوجه الى الله الحق المبين، تعبده وترجوه، وتضرع اليه، وتلتمس عند تفريج الكروب وتنفيس الهموم وحماية الدين والنفس، ودفع الضر وجلب النفع..

وكما تعبده وتلجأ اليه في الشائد والضراء فتذكر منهجه وشرعه، وأنه الجدير والخليق بالهيمنة والحاكمية وأن يُظلك شرعه وحُكمه في كل حين عن رغبة وثقة، وعن اعتزاز وجهاد، ودعاء ألا تفارقه حتى الممات.

فإن خاف الناس ورهبوا من الموت فالثبات الثبات؛ فإن أظل الرحيل كنت على خير ملة، دين القيمة ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾، وإن عشت فمسلم حميد قد أدّيت ووفيت.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع ” BBC العربي”، ، على الرابط:
    فيروس كورونا: جماعة هندوسية تقيم حفلا لشرب بول البقر للوقاية من الفيروس
  2. رواه البخاري ومسلم.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة