من باب النصح للجهاد والمجاهدين وحفاظًا على مكتسبات الجهاد العظيمة من أن تضيع بسبب مخالفة شريعة أو تنازع وافتراق على مسائل من الجهاد غير محسومة يأتي هذا الكتاب بمثابة رسالة خاصة تعني بالجهاد والمجاهدين.

التعريف بالكتاب

المؤلف: الشيخ عبد الله بن فيصل الأهدل

عدد الأجزاء: 1

عدد الصفحات: 228

قضية الكتاب وموضوعه

إن انتشار فريضة جهاد الدفع اليوم في بقاع كثيرة من بلدان المسلمين قد أدى إلى تزايد عدد المسلمين المشتغلين في زماننا هذا بإقامة هذه الفريضة وغالبهم من تلك البلاد نفسها من جميع الطبقات التي ظلت محرومة من العلم الشرعي دهرًا طويلًا .

ومع أن القواعد العامة المتعلقة بالجهاد هي من أوضح ما في القرآن والسنة من أحكام ومع أن أحكام الجهاد مبسوطة في أمهات كتب الشريعة إلا أن غياب الأمة المجاهدة بعد سقوط الخلافة أدى إلى انحسار تعليم أحكام الجهاد من المدارس وحلقات العلم على الرغم من تكالب قوى الكفر والطغيان على احتلال بلاد المسلمين من جديد.

ولا شك أن بقاء الوضع بهذه الصورة – مع تزايد جهاد الدفع وتنامي الداخلين فيه – خلل يجب تداركه.

ومن باب النصح للجهاد والمجاهدين وحفاظًا على مكتسبات الجهاد العظيمة من أن تضيع بسبب مخالفة شريعة أو تنازع وافتراق على مسائل من الجهاد غير محسومة يأتي هذا الدليل بمثابة رسالة خاصة تعني بالجهاد والمجاهدين.

أهم الأهداف التي تناولها هذا الكتاب

أوضح الكاتب حفظه الله أن: هذا الدليل بمثابة رسالة خاصة تعني بالجهاد والمجاهدين لعله أن يحقق الأهداف التالية:

1 – سد النقص الموجود في فقه قضايا الجهاد المعاصر – ولا سيما جهاد الدفع – وفق منهج علمي واقعي الفهم يعتمد منهج أهل السنة والجماعة في فقه العقيدة والأحكام والسلوك مما يكون له الأثر في اجتماع كلمة المجاهدين وعدم تفرقهم.

2 – مشاركة المجاهدين في الأجر ومساعدتهم على أداء هذه العبادة العظيمة وفق المنهج الصحيح.

3 – المساهمة في المحافظة على توجيه الحركات الجهادية وحمايتها من تبني أفكار وعقائد مخالفة لعقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة.

4 – وضع لبنة في بناء منهج علمي لشباب الحركات الجهادية ينطلق من عقيدة أهل السنة ويحافظ على اعتدالها وسلامة مخرجاتها ونتائجها .

5 – نصر إخواننا المجاهدين على من ناوأهم وعاداهم وجمع كلمتهم والذب عن أعراضهم ودفع الشبهات التي يثيرها عليهم خصوم الجهاد وبيان ما هم عليه من الحق ومناصحتهم فيما أخطأوا فيه من باب “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”.

6 – تحذير المجاهدين من مبطلات الجهاد ومن ضياع مكتسباته واستلاب ثمراته من قبل أعدائه المنافقين وبخاصة عندما تدب الفرقة والنزاع بين المجاهدين ويجد المنافقون في ذلك الفرصة للاختراق وإشعال الفتن.

7 – إحياء سنة المناصحة والمحاسبة والمراجعة بين المجاهدين فلئن كانت الحاجة ماسة إليها لكل عبد مسلم يخاف مقام ربه فهي بالنسبة للمجاهدين اليوم أشدُّ حاجة وإلحاحا لكثرة الفتن والضغوط والنوازل والاختلافات.

محتويات الكتاب

ويشتمل الكتاب على مقدمة وتمهيد وبابين وخاتمة.

مقدمة الكتاب

وقد اشتملت على بيان أهمية الجهاد في نشر الإسلام وأن حكمة الله البالغة اقتضت أن لا يتم التمكين لهذا الدين وأهله إلا بالجهاد والصراع مع الباطل وأهله ، وبين نوعي الجهاد وأن جهاد الطلب قد اختفى وذلك باختفاء الدولة والخلافة الإسلامية التي كانت ترفع رايته وتفتح القرى والمدن وتنشر التوحيد والحكم بشرع الله فيها، وأما جهاد الدفع فلا يخفى اليوم على أحد أن فريضة جهاد الدفع قد قامت وبشكل واسع وذلك في بقاع من ديار الإسلام التي غزاها الكفار كما حصل في هذا العصر في فلسطين وأفغانستان والعراق والشيشان والصومال وكشمير وغيرها.

ثم تحدث عن أهداف الكتاب، وختم المقدمة ببعض التنبيهات الهامة لقادة المجاهدين وعموم الأمة.

التمهيد

وتناول فيه الكاتب ـ باختصار ـ القاعدة المهمة التي ستبنى عليها مباحث الكتاب وتتطلق منها:

وهذه القاعدة متمثلة في أن سبيل الله وسبيل رسوله يقوم على أمرين:

  • الأول: أن تكون الدعوة إلى الله وفي سبيله لا إلى غيره ولا في سبيل غيره، وبهذا يتحقق الإخلاص في الدعوة والجهاد.
  • الثاني: أن تكون الدعوة والجهاد في سبيل الله على بصيرة وعلم وموافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولما كان الجهاد في سبيل الله عز وجل من أشرف العبادات ومن أعظم شعائر هذا الدين لزم لقبوله عند الله عز وجل ولتحقيق ثمراته وأهدافه في الدنيا أن ينطلق من هذين الوصفين العظيمين: الإخلاص فيه لله تعالى والدخول فيه على بصيرة وعلم بأحكامه وحدوده التي شرعها الله عز وجل في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .

ثم ذكر أركان النصر والتوفيق الثلاثة:

  • أن يكون القيام في حق وليس في باطل.
  • أن يكون القيام لله تعالى -الإخلاص- وطلب رضاه.
  • أن يكون القيام بالله استعانة وتوكلا عليه وحده .

الباب الأول: القيام بالحق والعلم بالشرع والبصيرة في الدين

في هذا الباب تحدث الكاتب حفظه الله عن الركن الأول من أركان النصر ألا وهو: العلم بالشرع والبصيرة بالحق وأنه أمر لازم لكل مسلم فضلا عن الداعية إلى الله والمجاهد في سبيله – تعالى -: (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف:108] والجهاد من الدعوة يجب أن يكون على بصيرة؛ أي على علم.

وأكد أنه: بدون العلم بالشرع والفهم الصحيح للدين تفسد الدعوة ويتلوث الجهاد ويتخلف شرط أساس من شروط النصر وقبول العمل عند الله عز وجل ألا وهو المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإذا كان ذلك يصدق في جميع أمور الناس في عباداتهم ومعاملاتهم فإن الحاجة إلى العلم في أمر الجهاد أعظم وأكبر؛ وذلك لسعة متعلقات الجهاد وشمول أثره .

فالجهاد عبادةٌ تُستباح بها الأنفس والأموال وتقتحم في سبيله الصعاب ، والرجل إذا خرج يجاهد في سبيل الله فإنما يخرج من أهله ووطنه وماله ويغامر بنفسه التي هي أغلى ما لديه؛ فأمر هذا شأنه لا شك أنه أحوج ما يكون إلى أن يسارع فيه بعلم وبصيرة؛ حتى يكون مقبولا عند الله عز وجل ومشكورا .

ثم بين أنواع العلم التي يحتاج إليها المجاهد فقال: والعلم الذي يجب أن يستعد به المجاهدون في سبيل الله نوعان: عيني وكفائي.

أما العيني: فهو الذي يعنينا في هذا المقام وهو في حق المجاهد نوعان:

أ- نوع عام: يشترك فيه مع المسلمين جميعا وهو العلم بالفقه الواجب على كل مسلم وهو الفقه بالعقيدة والفقه بالأحكام العينية ومن ذلك فهم أصول الإيمان الستة على مذهب السلف الصالح، ومعرفة الإيمان ونواقضه والتوحيد وأنواعه وما يضاده من الكفر والشرك والنفاق .

ومن ذلك المعرفة الإجمالية بمقاصد الشريعة ومعرفة المحرمات العينية الواجبة على كل مسلم . كل هذا مما يجب العلم به على كل المسلمين ومنهم المجاهدين .

ب نوع خاص: وهو العلم بأحكام الجهاد الخاصة به ؛ إذ يتعين على المجاهد أن لا يدخل في أمر من أمور الجهاد حتى يعلم حكم الشريعة فيه ؛ لأن الجهاد فيه ذهاب الأنفس والأموال ، والمجاهد لا يملك إلا روحا واحدة فلا يجوز المخاطرة بها في أمر قد لا يكون مرضيا لله عز وجل.

ومما يلحق بالعلم بمشروعية الجهاد العلم بالراية التي سيجاهد المسلم تحتها وما غايتها، فهذا مما يجب العلم به، فلا يكفي أن يعلم هل قتال العدو واجب أم غير واجب؛ بل لابد من معرفة الراية التي سيقاتل العدو تحتها قال – تعالى -: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) [النساء:76] .

وأما العلم الكفائي: فيكفي أن يعلمه طائفة من المجاهدين وبخاصة أهل العلم والقادة منهم وذلك بالتفرغ لطلب العلوم الشرعية الخاصة بالجهاد اللازمة لسد حاجات الجهاد وتأهيل أهل الفتوى فيه من ذوي الاستعداد لذلك وإذا وجد الحد الأدنى من الكفاية سقط الوجوب عن الآخرين. والأصل في هذا أن يكون قبل ملاقاة الأعداء؛ لأن أيام القتال أيام شغل لكن إن فرض على المسلمين القتال قبل إتمام حد الكفاية من هذا العلم فينبغي إتمامه أثناء الجهاد قدر المستطاع وبخاصة في نوازل الجهاد المستجدة .

ثم قام بتقسيم فقه الجهاد وأحكامه إلى الفصول التالية:

  • الفصل الأول: فقه العقيدة والمنهج.
  • الفصل الثاني: فقه الموازنات الشرعية.
  • الفصل الثالث: فقه أحكام الجهاد.
  • الفصل الرابع: فقه الآداب والسلوك وتركية المجاهد.

الباب الثاني: الإخلاص لله تعالى والتوكل عليه وحده

وفي هذا الباب تناول الكاتب حفظه الله الركنين الباقيين من أركان النصر: الإخلاص لله والتوكل عليه . وقد وضعهما تحت باب واحد لقُرب أحدهما من الآخر ولكونهما من أعمال القلوب العظيمة والعبادات القلبية التي لا يصح توحيد العبد إلا بهما .

واحتوى على فصلين:

  • الفصل الأول: الإخلاص لله تعالى

وفيه بين الكاتب حفظه الله أن: الإخلاص لله عز وجل من أشرف أعمال القلوب التي يجب على المجاهد بخاصة العناية به والاطمئنان إلى تحققه؛ لأن الأعمال لا تصح ولا تقبل عند الله عز وجل إلا به والجهاد في سبيل الله – تعالى – من أشرف العبادات وأحبها إلى الله عز وجل ولذا ينبغي أن تكون لله وحده.

وكما أن للإخلاص أثره في نيل رضا الله – سبحانه – وما أعده للمجاهدين الصادقين فإن له أثر كذلك في الثبات أمام الأعداء لقوله – تعالى -: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح:18].

لذلك لا يكاد يذكر الجهاد في الكتاب والسنة إلا ويذكر بعده ( في سبيل الله ) ، وكذلك من يقتل في القتال مع الكفار لا يسمى شهيدا إلا إذا كان في سبيل الله ؛ قال – تعالى -: (وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ) [البقرة: 154] أي: الذين أخلصوا في جهادهم لله – تعالى – ولم يريدوا شيئًا من حظوظ هذه الدنيا الفانية .

  • الفصل الثاني: التوكل على الله

وأوضح أن: التوكل على الله – عز وجل – شرط في التوفيق والنصر ، وضعفُه أو عدمُه من أسباب الخذلان وهذا العمل القلبي من أفضل الأعمال وأنفعها للعبد ولا سيما المجاهد في سبيل الله – عز وجل – أو من يُعد نفسه للجهاد.

وأكد على أن: التربية على التوكل تأتي من الاعتناء بالفقه بأسماء الله وصفاته الحسنى فهو ثمرة هذا العلم الشريف كالفقه بصفات العلم والقدرة والأولية والقهر والعزة والرحمة والحكمة والتعبد لله – سبحانه – بها ؛ لأن من أيقن كمال علم الله – تعالى – وأنه – سبحانه – يعلم ما كان وما يكون وأنه القادر على كل شيء وأن رحمته وسعت كل شيء وأنه رحيم بالمؤمنين وحكيم في أقضيته وأحكامه وأنه القادر على كل شيء وهو القاهر فوق عباده ، ومن أيقن بهذا وتشرب به قلبُه اعتمد على من هذه صفاته ووثق به وفوض، أمره إليه – سبحانه –.

الخاتمة

وفي هذه الخاتمة وقف الكاتب ثلاث وقفات:

  • الوقفة الأولى

وفيها ذكر أهم أهداف هذا الكتاب والتي منها:

1 – سد النقص الموجود في فقه قضايا الجهاد المعاصرة.

2 – الإسهام في المحافظة على مسيرة الحركة الجهادية من تبني أحكام وعقائد مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة.

3 – نصرة الأخوة المجاهدين في الثغور على من ناوأهم وخذلهم والمحافظة على جمع كلمتهم ، والذب عن أعراضهم.

4 – مناصحة المجاهدين وتحذيرهم من مبطلات الجهاد وضياع مكتسباته ، وهذا نوع نصرة للجهاد والمجاهدين.

  • الوقفة الثانية

وفيها ذكر ببعض التنبيهات المهمة التي ينبغي لقارئ هذا الكتاب مراعاتها ومنها:

1- أن هذا الكتاب ليس موجها لفصيل معين من فصائل المجاهدين دون فصيل؛ بل هو لجميع إخواننا المجاهدين في شتى ثغور الجهاد.

2- أن هذه الدراسات التي تضمنها الكتاب لم تأت من فراغ بل جاءت من معاناة ومتابعات لقضايا الجهاد والمجاهدين وتجاربهم المختلفة حلوها ومرها.

  • الوقفة الثالثة

أكد فيها على أن: الانطلاق في مباحث هذا الدليل من قاعدة ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله ذكر فيها أركان النصر والتوفيق.

ألا وهي قوله: (فإذا قام العبد بالحق على غيره وعلى نفسه أولا وكان قيامه بالله ولله لم يقم له شيء ، ولو كادته السماوات والأرض والجبال لكفاه الله مؤنتها وجعل له فرجا ومخرجا وإنما يؤتى العبد من تفريطه وتقصيره في هذه الأمور الثلاثة أو في اثنين منها أو في واحد..).

لقراءة الكتاب كاملا

اقرأ أيضا

عرض كتاب ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي

عرض كتاب “هذا الدين” .. سيد قطب

عرض كتاب “المصطلحات الأربعة”

عرض كتاب “الثبات والشمول في الشريعة الإسلامية”

عرض كتاب مقومات التصور الإسلامي وخصائصه 

التعليقات غير متاحة