لا تزال الانحرافات العقدية مؤثرة بشدة في حياة الأمة، حتى تولد عنها الكثير من آثار التخلف. ولا يزال الطريق الصحيح هو التصحيح العقدي للمفاهيم والعقائد حتى يعتدل الطريق وتستدرك الأمة ما فاتها.

مقدمة

اسم الكتاب: “الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين وآثارها في حياة الأمة”.

المؤلف: علي بخيت بن عبد الله الزهراني

الناشر: دار الرسالة للنشر والتوزيع مكة

سنة النشر: 1416هـ – 1995م

عدد الأجزاء: 2

عدد الصفحات: 1094

فكرة الكتاب

تدور فكرة الكتاب حول:

– الكشف بوضوح عن مدى الانحرافات العقدية والعلمية الهائلة التي وقعت فيها الأمة، وكانت السبب فيما حاق بها من ضعف وتخلف وتأخر، وترسم الطريق الصحيح لعودة الأمة إلى مكانتها في الماضي، وبیان ضرورة التخلص من تلك الانحرافات التي تقف حجر عثرة في طريق النهوض والعودة، والتي أظهرت هذه الرسالة أنها كانت من الضخامة مما يفوق كل تصور ويدهش كل تفكير.

– أن الانتقال من الذروة العليا في الصدر الأول إلى ما وصل إليه المسلمون في هذا العصر لم يكن دفعة واحدة؛ ولكن الانحرافات التي أصابت المسلمين وبدأت معهم مبكرة كانت تتسع دائرتها شيئا فشيئا مع توالي القرون والأيام، وإن كانت في أول الأمر لم تظهر خطورتها ولم تستبن نتائجها، وما زالت هذه الدائرة تتسع وتكبر حتى وصل الأمر إلى ما هو عليه الآن من ضعف المسلمين وتخلفهم وتفككهم وتشتتهم وتناحرهم. ولقد مرت بالمسلمين محن كثيرة، وتعرضوا لنكبات كبيرة، ولكن مع كل هذا لم يصل الأمر إلى ما وصل إليه في هذه الأيام مما نراه ونلمسه من مظاهر الضعف والفساد، والتبعية لغيرهم من قوى الشر والكفر .

– يركز ويبرز أهمية العقيدة في حياة المسلمين، ويبين أن جميع ألوان التخلف الحضاري والعسكري والعربي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي والعلمي والفكري جاءت ثمرة مرة ونتيجة مذهلة للتخلف العقدي الذي أصاب المسلمين، وهذا الأمر هو زبدة البحث وثمرة الرسالة.

محتويات الكتاب

ويشتمل الكتاب على مقدمة وتمهيد وأربعة أبواب.

مقدمة الكتاب

وقد اشتملت على بيان الموضوع، وأهميته، والأسباب التي دعت إلى اختياره، وبعض ما اعترضه من عقبات .

التمهيد

وتناول فيه ـ باختصار ـ أحوال الأمة الإسلامية قبل القرنين محل الدراسة، وركّز فيه على أهمية العقيدة في حياة الأمة، مع بيان حال الصدر الأول من الصحابة، وأثر العقيدة فيهم، ثم عرّج على ظهور الفِرَق وبذور الانحرافات قبل القرنين المقصودين بالدراسة.

الباب الأول: الانحرافات العقدية عند المسلمين في القرنين الماضيين

ويعتبر هذا الباب عمدة الرسالة وأساسها، وقد حوى تسعة فصول:

الفصل الأول: انحصار مفهوم العبادة في الإسلام

وقد ناقش هذا الانحراف الخطير الذي ما يزال منتشرا إلى يومنا هذا؛ حيث يظن كثير من الناس أن العبادة هي مجرد أداء الشعائر التعبدية فقط، وذكَر ما نتج عنه من آثار سيئة .

الفصل الثاني: الفكر الإرجائي

الذي يخرج العمل من الإيمان، ويعتبر الإنسان مؤمنا كامل الإيمان، ولو لم يعمل في الإسلام عملا واحدا، وفداحة هذا الانحراف الذي هيمن على ساحة الفكر الإسلامي.

الفصل الثالث: ضعف عقيدة الولاء والبراء

ذلك الجدار الضخم والحاجز الصلب الذي عمل أعداء الإسلام على تحطيمه وإزالته، حتى يصلوا إلى تغريب الأمة الإسلامية وإخضاعها والتحكم بمصيرها، وهو ما وقع فعلا.

الفصل الرابع: غربة العقيدة الصحيحة ومحاربتها

حيث أضحت عقيدة السلف الصالح غريبة بل ومحاربة من جماهير الدهماء، يقودهم في ذلك العلماء والحكام، الذين ينكّلون بدعاتها، ويطاردونهم في كل مكان .

الفصل الخامس: هيمنة الفلسفة وعلم الكلام على مؤلفات وعلماء العقيدة

حيث كانت العقيدة لا توخذ إلا من كتب الكلام وعلى يد علماء الكلام، مع شيوع الفلسفة والمنطق .

الفصل السادس: انتشار مظاهر الشرك والبدع والخرافات

ويشتمل على:

أولا: ظهور الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر، وتفشّي عبادة الأولياء والأضرحة، وانتشار ذلك حتى لم يكن يسلم منه قطر ولا مَصر .

ثانيا: انتشار البدع وتفشي الخرافات؛ حيث أصبحت حياة المسلمين ممزوجة بالبدع، مليئة بالخرافات، وعظمت المصيبة باعتبار الناس مظاهر الشرك والبدع دينا يتقربون به إلى الله .

الفصل السابع: الصوفية

وقد تعرض بإيجاز إلى نشأتها، ثم أفاض في الحديث عن نظرتها المنحرفة إلى الحياة، وما لحق بها من عقائد باطلة، وكيف أنها كانت المعول الهدام الذي ضربت به الأمة في الصميم.

الفصل الثامن: ازدیاد نشاط الفرق المنحرفة

والتي تولت كبر شق عصا المسلمين، وكانت وما زالت تتأمر مع أعداء الأمة ضد المسلمين، وتكيد لهم في كل حين واستفحال شرورها في هذه الفترة .

الفصل التاسع: موقف العلماء

وأنه لم يكن على المستوى المطلوب، وتجافي كثير منهم عن المشاركة في الأحداث السياسية، مع انغماس كثير منهم في متاع الحياة الدنيا، وعدم قيامهم بالأمانة التي حملهم الله عز وجل إياها.

الباب الثاني: الانحرافات العلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين

وقد فصّله إلى فصول ثلاثة:

الفصل الأول: المستوى التعليمي

وجمود مناهج التعليم الدينية على فكر القرون المتقدمة دون أي ملاءمة مع متغيرات الحياة. وبالنسبة للمناهج الدنيوية فقد أُخرجت من صلب المناهج الدراسية لأسباب تعرضنا لها في موضعها .

الفصل الثاني: التعصب المذهبي

وأثره في انحدار الحالة العلمية، وتسببه في تفرق المسلمين، بإلإضافة إلى إشغاله المسلمين عن مدافعة الطوارق الخارجية التي كانت تصدر عن الأعداء.

الفصل الثالث: إغلاق باب الاجتهاد

وإن كان ذلك قد وقع في القرون المتقدمة؛ إلا أن المسلمين في تلك الفترة عارضوا فتحه من جديد، وشنَّعوا على من يحاول ذلك. فنتج عن ذلك آثار بعيدة المدى من التخلف والتحول إلى الخارج لاستيراد المبادىء والنظم.

الباب الثالث: الآثار المترتبة على الأحوال الدينية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين

ويشتمل على فصلين:

الفصل الأول: الآثار الداخلية

وهو ما تمثل في تفشي الضعف في الأمة ويشتمل على:

أولا: الضعف السياسي والحربي. وتمثَّل في سقوط الدولة العثمانية، وتفكك ولاياتها، وما سبق ذلك من امتيازات أجنبية وعلامات أخرى مهدت لذلك السقوط، وما وقع من ضعف حربي وعسكري كان سببا مباشرا في هزائم المسلمين أمام جحافل الاستعمار، وكان أثرا عظيما من آثار التخلف العلمي الذي لحق بالمسلمين وصنوا للتخلف السياسي وتبعا له.

ثانيا: الضعف الاقتصادي الذي أحاط بالعالم الإسلامي في تلك الفترة وأسباب حدوثه.

ثالثا: الضعف العلمي حيث التخلف في كل المجالات، والأمية التي ما زالت نسبتها مرتفعة جدا، ووصل الضعف إلى حد دراسة الدين واللغة والتاريخ في جامعات الغرب.

رابعا: الضعف الأخلاقي والاجتماعي، وسقوط كثير من القيم الأخلاقية والاجتماعية، بعد أن تحولت إلى تقاليد خاوية وعادات جوفاء.

الفصل الثاني الآثار الخارجية

ويشتمل على:

أولا: الاستعمار، والذي بسط سيطرته على كل بلاد العالم الإسلامي تقريبا، وكان مجيئه متوقعا بعد أن فسدت أحوال المسلمين الدينية، وأشرنا إلى بعض آثاره، وأن رحيله عن البلاد الإسلامية لم يكن إلا ظاهريا في أكثر الأحيان.

ثانيا: الغزو الفكري، واستيراد المبادىء والنظم من الغرب؛ وذلك بعد أن تولى قيادة الأمة زعماء التغريب والعلمنة، وقد حاولنا دراسة أهم الخطوات التغريبية الأولى التي نقلت الأمة مسافة بعيدة عن دينها، وكان الواقع الديني المنحرف مدعاة لهؤلاء التغريبيين أن يقودوا الأمة إلى حيث يريدون .

ثالثا: النشاط التنصيري في العالم الإسلامي، والذي استفحل في هذين القرنين، واستغل الظروف الاجتماعية السيئة التي كان يموج بها العالم الإسلامي من فقر وجهل ومرض وتخلف .

الباب الرابع: الصحوة الإسلامية وآفاق المستقبل

ويتضمن فصلين:

الفصل الأول: أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

في العالم الإسلامي وما قيل عن بعض الجماعات الإسلامية أنها قد تأثرت بدعوة الشيخ ومناقشة ذلك، وأن الحديث عن هذه الدعوة العظيمة يجب ألا ينسينا ضخامة الانحرافات التي ما زالت موجودة بالفعل.

الفصل الثاني: الصحوة الإسلامية في العصر الحاضر

ويشتمل على:

أولا: العقبات في طريق الصحوة، والتي تعرقل مسيرتها. وأهمها استمرار الانحرافات الدينية، وما يقع من تفرق وتشاحن بين الجماعات الإسلامية، بالإضافة إلى ضرب الصحوة وحربها من قبل أعداء الإسلام ـ منافقين ومشركين ويهود ونصاری ـ وتواطئهم على إجهاضها، ولكن الله عز وجل خیب مسعاهم رغم تضرر الصحوة بتلك الحرب الظالمة.

ثانيا: المبشرات في طريق الصحوة وآفاق المستقبل، حيث ذكرت بعض المبشرات المحسوسة كاتساع قاعدة الصحوة يوما بعد آخر، وإفلاس المذاهب المعادية للدين والشعارات المستوردة من الخارج وغيرها، ثم تحدثت عن آفاق المستقبل في ضوء الأدلة الشرعية والمبشرات النبوية وبينت أن العاقبة للصحوة، والمستقبل للإسلام، مهما ضاقت الأرض على المؤمنين في هذا العصر، وزلزلوا زلزالا شديدا.

الخاتمة

والتي حوَت أهم نتائج البحث والتي كان منها:

1- أن الأمة كانت ممكَّنة وقوية ومتصدرة للعالم حين كانت متمسكة بدينها ومحافظة على عقيدتها، وأنها لم تضعف وتتقهقر إلا حين فرطت في دينها وانحرفت في عقيدتها.

2- أن الفكر الإرجائي من أخطر الانحرافات العقدية التي وقعت في الأمة، ولهذا عظم ذم السلف للإرجاء.

3- أهمية عقيدة الولاء والبراء في حياة الأمة، وإن الأمة لم تسقط فريسة للغزو الفكري إلا بعد أن ضعفت تلك العقيدة في نفوس المسلمين.

4- أن عقيدة أهل السنة والجماعة قد أصبحت في تلك الفترة غريبة ومحارَبة من جماهير الأمة.

5- أن الدين قد تحول عند الغالبية من الناس في تلك الفترة إلى عبادة الأضرحة والأولياء وإلى التصوف بكل طرقه وطقوسه.

6- أنه بالرغم من ضخامة العقبات وكثرتها إلا أن هناك من المبشرات الشرعية والمحسوسة ما يبشر بأن المستقبل للإسلام.

………………………………

اقرأ أيضا:

لقراءة الكتاب كاملا:

التعليقات غير متاحة