يعلن الصهاينة أنهم ينوون ضم أجزاء من الضفة، وينسقون فيما بينهم، وينسقون مع الأمريكيين مساحة ما سيتم ضمه. بينما صاحب الحق الأصيل من مسلمي فلسطين والأمة كلها غائبون..!

الخبر

“قال برلماني صهيوني مجرم، إن السلطات ستبدأ إجراءات ضم جميع المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، اعتبارا من مطلع يوليو/تموز المقبل.

وأوضح الصهيوني أن “إجراءات تشريع فرض السيادة الإسرائيلية على جميع التجمعات السكنية اليهودية في أراضي الضفة الغربية، ستبدأ في الأول من يوليو/تموز المقبل”. وأن “الجهات المعنية في إسرائيل تعكف حاليًا على رسم خرائط بأراضي الضفة الغربية، بغية التوصل إلى تفاهمات بشأنها مع الإدارة الأمريكية”، ضمن “صفقة القرن” المزعومة.

وقبل أشهر أعلن مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون تشكيل لجنة مشتركة لرسم خرائط تحدد مناطق السيادة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية ضمن “صفقة القرن” المزعومة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال أداء حكومته اليمين الدستورية أمام الكنيست (البرلمان)، إن الوقت قد حان لضم المستوطنات بالضفة الغربية.

وتشير تقديرات فلسطينية إلى أن الضم سيطول أكثر من 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة”. (1موقع “الأناضول”، على الرابط:  برلماني إسرائيلي: بدء ضم مستوطنات الضفة اعتبارا من يوليو
والرابط: قناة إسرائيلية: واشنطن تطالب تل أبيب بالتنازل عن 30% من المنطقة “ج” بالضفة
)

التعليق

كما ترى .. إن الذي يقرر في حدودنا وأرضنا، ومقدار ما سيقضمون مها هو البرلمان اليهودي، أو التنسيق بين اليهود ونصارى أمريكا. هذه هي الحقيقة العارية.

فبرلماني صهيوني ورئيس وزراءئه يقرران.. اتصالات ولجان مشتركة مع نصارى أمريكا يقررون. أما أصحاب الشأن فغائبون..! تلك أضحوكة الزمن.

ثمة ظاهرة صوتية للسلطة الفلسطينية فيما يشبه صوت صرصور الحقل، تقوم السلطة بالضجيج، ثم تقعد بعدما أزعجت من حولها دون عمل..! إذ قد قامت هذه السلطة ـ بيده وبنفسها ـ بسجن وقتل وتتبع المجاهدين الذين كان يمكن أن يكون لهم القول في المسألة والتي يهاب العدو أن يقرر في شأن الأرض خشية إغضابهم وخوف مغبة انتقامهم وتحاشيا لأفعالهم على الأرض.

من يدمر سلاحه ويقتل مجاهديه ويهين شرفاءه ويسجن أُسُوده ثم يأتي ببلاهة المتآمر ليقول: “لا..! وأرفض..!” هو محل سخرية من القريب والبعيد. ولا يلتفت أحد اليه.

وأما الدول حول فلسطين فأنظمتها وصَلت ليس فقط للإقرار بدولة اليهود؛ بل وصلوا الى التعاون معها؛ التعاون الاستخباري والأمني، والتلاقي السياسي، وتوحيد النظرة الاستراتيجية برفض التوجهات الإسلامية ورؤيتها خطرا وإرهابا..! ثم تطور الأمر الى التشكيك في الحق الفسطيني والوجود الإسلامي الفلسطيني..!! ثم تطور الأمر أكثر فداحة من ذلك؛ الى البحث عن حلول تقتطع من أراضي “الدول المجاورة” ـ بمفهوم الدولة الحديثة ـ إرضاء لليهود الصهاينة..!

ومع العمالة العقيدة والسياسية كان الرضا بالتخلف والدون، والرضا بالضعف والتبعية. والحفاظ على ذلك لطمأنة الشريك الصهيوني. وهذه تسمى في الجيش المصري “عقيدة كامب ديفيد” وفحواها الحفاظ على فارق القوة لصالح الصهاينة لطمأنة الشريك الضهويني وللتأكيد على السير في ركاب المجتمع الدولي دون خروج عن خطوطه المرسومة، وخوفا من أن يأتي قائد ما يستخدم هذه القوة بما يواجه الخط الدولي؛ فيضر البلاد..!

خاتمة

لقد حارب مَن حارب من الثورات المضادة وأتباعُها من المنافقين والفاسدين والمستغفَلين؛ قد حاربوا الفرصة التي جاءتهم لامتلاك أمورهم، وتقرير مصيرهم، وفرض إرادتهم على الصهاينة ومَن خلفهم؛ حتى يتقزم الكيان الصهيوني ولو بدون حروب مباشرة ـ على الأقل في المراحل الأولى.

وفي النهاية فما نشاهده هو نتيجة لجرائم وخيانات متتابعة، وتصفية متتابعة للمجاهدين والعلماء ثم لعقول الأمة ونخبتها الحقيقية.

فمن يبكي اليوم عليه أن ينظر الى أمس. ومن أراد الخروج من أوضاع المذلة فليُصلح المقدمات؛ دينا وعقيدة، واسترجاعا للكرامة وامتلاكا للقوة، وتحرير لإراة شعوب المسلمين.

ولا يُستغرب من هذه الانظمة المرتدة هذه الخيانات المتراكمة؛ فلقد خانت ربها مِن قَبْل بالكفر بشريعته وتولي أعدائه ونصرتهم على المسلمين؛ وهذ مصداق قوله تعالى ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ.. ﴾ الآية (الأنفال: 71)

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “الأناضول”، ، على الرابط: برلماني إسرائيلي: بدء ضم مستوطنات الضفة اعتبارا من يوليو
    والرابط: قناة إسرائيلية: واشنطن تطالب تل أبيب بالتنازل عن 30% من المنطقة “ج” بالضفة

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة