يا ابن الدعوة الغراء: خلّ عنك تمتمات جند المخابرات في السمت الإسلامي؛ ولا يغرنك طول لحية وقصير ثوب، فقد كان ابن سلول يقصد مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مصلياً في صفّه الأول، ويحدث في المجالس حديث المليء، ولم يكن إلا منافقاً معلوم النفاق بفقه قميء.

تشويه الطائفة المنصورة سنة في الدعوات غير متخلفة

﴿وَإِذ يَقولُ المُنافِقونَ وَالَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسولُهُ إِلّا غُرورًا﴾ [الأحزاب: 12]

عادة تشويه الحق وأهله، وترقيق فتنة الاستخفاف بالجهاد وأهله، وتوهين معاني الإقدام في نفوس الجيل، بصرف الأنظار عن معاني النصر والبطولة الفذة إلى معاني الضعف والفقد والخسارة المادية غير المنفكة بتاتاً عن مسيرة الجهاد على طول مسيرة الدعوة بدءًا من جهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى جهاد بقية السلف في زماننا، على يد القساميين الأبرار، درة تاج الطائفة المنصورة، عادة تشويههم هي جزء من “دين المنافقين والمرتدين” قديماً وهي جزء من صورتهم “المخابراتية المشبوهة في زماننا” وتلك سنة في الدعوات غير متخلفة، وطنطنة نبتها الخبيث غير خافية على أتباع الأنبياء في كلّ دعوة، فقد بيّن الله -تعالى- ما يواسي مسيرتنا في “حربنا معهم” ببيانٍ فيه تجلية حال، ومواساة نفسٍ مؤمنةٍ مجاهدة على ثغور المراغمة، فقال تعالى: ﴿وَكَذلِكَ جَعَلنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يوحي بَعضُهُم إِلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرورًا وَلَو شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلوهُ فَذَرهُم وَما يَفتَرونَ﴾ [الأنعام: 112].

من خصال المنافقين

فهم من شياطين الإنس الذين نبأنا الله بحالهم، وأظهر لنا حقيقة خفي مقالهم، وأن زخرف قولهم المتلفع بجلباب الحكمة والفهم والعلم ليس إلا إملاءات المخابرات المشبوهة، ولو جاءت بلباس علمي سلفي تبدو عليه أمارات الحرص.

لئام على موائد الطواغيت، ضباع على ثغور التغيظ على أولياء الله، سفلة على مواقع التواصل وحِلق العلم المأذون بها من جلاوزة المخابرات، ولهم مع ذلك في كلّ ميدان: وحيُّ تشويه وإرجاف، وهمزات إسقاط وإسفاف.

لم يغبروا في الجهاد قدماً في الإثم سبّاقة، ولم يعفروا في ساحات الشرف وجوهاً في الرجس خفّاقة، ولهم -صفاقةً- تأصيلات يسمونها جهادية، وبيانات يجعلونها ثورية، وملاحظات يقدمونها على قاعدة الحرص والخوف على الجهاد، وهم ضباط مخابرات بلحية تقطر خبثاً وتتحدر رجساً.

قد تواعدوا في بداية حربهم على أولياء الله أنّ الملتقى على مشروع الجهاد الغزي قريباً؛ فلما وضعت “جولة القتال” أوزارها، وأتى أولياء الله على أمانيّ المخابراتيين المجرمين، أدرك الظالمون وقتها أنهم إنما يعدون بعضهم بعضاً إلا غروراً، وقد صدق الله: ﴿بَل إِن يَعِدُ الظّالِمونَ بَعضُهُم بَعضًا إِلّا غُرورًا﴾ [فاطر: 40]

أرداوا قرع كؤوس خمر أمانيهم على جسد الدعوة وهي ميتة مستسلمة، فالتقوا خزايا في دار بوارٍ.

وصدق الله فيهم: ﴿بَل ظَنَنتُم أَن لَن يَنقَلِبَ الرَّسولُ وَالمُؤمِنونَ إِلى أَهليهِم أَبَدًا وَزُيِّنَ ذلِكَ في قُلوبِكُم وَظَنَنتُم ظَنَّ السَّوءِ وَكُنتُم قَومًا بورًا﴾ [الفتح: 12]

يا ابن الدعوة الغراء: خلّ عنك تمتمات جند المخابرات في السمت الإسلامي؛ ولا يغرنك طول لحية وقصير ثوب، فقد كان ابن سلول يقصد مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مصلياً في صفّه الأول، ويحدث في المجالس حديث المليء، ولم يكن إلا منافقاً معلوم النفاق بفقه قميء.

المصدر

صفحة د. نائل بن غازي، على منصة، X.

اقرأ أيضا

حزب المنافقين.. وجناياتهم على الدين

المنافقون وامتداد خطرهم .. بعضُهم من بعض

التخذيل عن الجهاد..من صفات المنافقين

من صفات المنافقين المسارعة في ولاء الكافرين

لماذا الحديث عن المنافقين وتعريتهم؟!

التعليقات غير متاحة