عندما تجيء الضربات لبلاد الحرمين من حيث يخافون ويتوقعون؛ وبعدما ساندهم الحليف “الصليبي” إذ بهم يتفاجؤون بتبرئه منهم، مع الإبقاء على علاقة تدر أموالا..!

الخبر

” قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين (16/9/2019)، في معرض تعليقه على مستجدات الهجوم على “أرامكو” السعودية، إنه “لم يعد السعوديين بحمايتهم ولكننا سنساعدهم”.

وقال ترامب أيضا: “يبدو أن إيران تقف وراء الهجوم على المنشأتين النفطيتين في السعودية”، لكنّه أضاف أنه “يود بالتأكيد تجنّب” اندلاع حرب مع طهران.

الأموال

وأضاف أن “السعودية سيكون لها الدور الأكبر في تحديد القرار وهذا سيتضمن دفع المال وهم يدركون ذلك بصورة تامة”.

وفي السياق، قال ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة اليوم الاثنين إن بلاده وقعت على اتفاق لشراء أولى منظوماتها من صواريخ باتريوت الأمريكية.

تسريبات مقصودة

لا تزال تداعيات الهجوم على منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية تتوالى، في حين قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن واشنطن أبلغت الرياض أن المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن إيران كانت مصدر الهجوم”. (1موقع “عربي 21” 16/9/2019، على الرابط:
ترامب: لم أعد السعودية بالحماية.. ونود تجنب حرب مع طهران
موقع “الجزيرة”، 16/9/2019، على الرابط:
جهود استخباراتية.. واشنطن تبلغ الرياض بمصدر هجوم أرامكو
)

التعليق

قديما قال الشاعر العربي عندما نصح قومه وحذّرهم فلم يسمعوا منه حتى فاجأهم العدو؛ فقال ناعيا قومه:

بذلتُ لهم نصحي بمنعرج اللّوى .. فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد !

والنصح الواجب هنا هو ما بحّ به صوت الدعاة والعلماء والمفكرون والناصحون أن الحائط الصليبي وَهْم، وأن وأن الاحتماء به والركون اليه وموالاته فساد عقدي ديني وفساد للدنيا.

وقد جرى قدر الله تعالى أن يعامل العصاة بنقيض مقصودهم؛ قال تعالى ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ * لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ﴾ (يس: 74-75) وقال تعالى ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾ مريم (81 – 82)، وقال تعالى ﴿قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ * أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ﴾ (الأنبياء: 42-43).

والأمريكيون يستدرجون أهل بلاد الحرمين للمواجهة مع الإيرانيين؛ لتبقى المنطقة مشتعلة وللإستنزاف المادي الضخم، ولإشغال المنطقة الدائم بنفسها.

وثمة هدف آخر وهو من أهمها وهو نتيجة لما سبق؛ وهو أن يخرج الكيان الصهيوني من الاستهداف والمواجهة، بل ويتأخر في سلم العداء للمنطقة، فيصبح أهل المنطقة أعداء لبعضهم يستنزف بعضهم بعضا ويفني بعضهم بعضا، ويصبح الكان الصهيوني بلؤمه المعهود والموروث فيواليه البعض علنا ويسقط عداوته..! ويراهم أصدقاء ويُهديهم بلاد المسلمين في فلسطين ومقدساتهم في القدس. ويواليهم البعض الآخر سرا فيتفقون على خطوط العداء ونهاية المواجهات.

الأول هم عرب الخليج والمنطقة، والثاني هم الرافضة في إيران وأذنابهم في لبنان واليمن وسوريا والعراق.

كما أن أموال المسلمين هي هدف غربي؛ أن يتم عصر الخليج تماما حتى يعودوا بَدْوا لا يملكون، وقد صرح غربيون صليبيون بهذا الهدف تصريحا لا تلميحا؛ إذ يرون أن أهل المنطقة من المسلمين لا حق لهم في هذه الثروات وقد صرح “ترامب” نفسه بهذا في حملته الانتخابية حيث يرى أن الصلييين في أمريكا أحق بهذه الأموال مقابل الدفاع عن المنطقة؛ برغم تبرّيه اليوم من الدفاع ومن الوعد به..! ومع هذا يريد المال بشرهٍ مقزز.

إن الحيرة التي تصل بحكام الخليج الى حالة الخبل والاضطراب والجهل بالقادم  والشك في القدرة على مواجهته ورؤية القادم مفتوح الاحتمالات مظلم الملامح.. كل هذا جراء مخالفة أمر رب العالمين؛ بولاء المسلمين دون الكافرين، وبإقامة الدين ليعز أهله، وبامتلاك القوة لإرهاب العدو وردعه.

وفي الخاتمة نذكّر بسقوط الفخر الكاذب والادّعاء بالأفواه والتفاخر في قنوات الإعلام ـ كذبا ورياء ودعاية للطاغوت الصغير ـ بقوة ما تمتلكه المملكة وحكامها والقدرة على سحق إيران وإنهاء الحرب؛ في حين أنهم متعثرون منذ أربعة أعوام مع عصابات بعض جنودها حفاة ، وبعضهم يلبس  “شبشب” وهو ذاهب للحرب، ويملأ فاه بالقات في مناظر مقززة ومبكية على أن هؤلاء هم أداة ـ للأسف ـ “ناجحة” أمام طواغيت لا يعقلون.

………………………..

هوامش:

  1. موقع “عربي 21” 16/9/2019، على الرابط:
    ترامب: لم أعد السعودية بالحماية.. ونود تجنب حرب مع طهران 
    موقع “الجزيرة”، 16/9/2019، على الرابط:
    جهود استخباراتية.. واشنطن تبلغ الرياض بمصدر هجوم أرامكو

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة