0328 تحرِّي الدقة في إخراج الصدقة

328 – مفهوم 6: تحرِّي الدقة في إخراج الصدقة

ينبغي لمن تطوع بالصدقة أن يبتغي بها وجه الله كما قال تعالى: (وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ ٱللَّهِ) [البقرة:272]؛ ولذا وجب عليه أن يتحرَّى الدقة في إخراجها لمستحقيها، وقد أرشدت الآية الآتية لمن هم أحق وأولى بالصدقة؛ قال تعالى: (لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ) [البقرة:273]؛ فهم فقراء، وقد منعهم حصر أنفسهم على العمل في سبيل الله من جهاد ودعوة وغيرهما من السعي في الأرض لابتغاء الرزق، وهم مع ذلك يُخفون فقرهم بحيث لا يدركه من جهل حقيقة أمرهم، لكن صاحب الفطنة والفراسة يعرفهم من علامات الجهد والعوز التي تبدو عليهم رغمًا عنهم، وهم مع ذلك لا يُلِحُّون على الناس في المسألة: (تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗا)؛ فهؤلاء هم أولى وأحق من يُعطَون الصدقة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ليس المسكين الذي ترده التمرة ولا التمرتان، ولا اللقمة ولا اللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفَّف، واقرؤوا إن شئتم، يعني قوله تعالى: (لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗا) [أخرجه البخاري (4539)، ومسلم (1039)].

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول الزكاة والإنفاق في سبيل الله

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة