الإخفاق في إنفاذ الوعود وفي حسم الأمور يجعل الأمور الى ضعف واستخذاء، ويقلب الحقائق؛ حتى تصبح إيران مدافعة عن اليمن وهي تلتهمه..!

الخبر

“بدأ السبت (12/10/2019) رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان زيارة إلى إيران، يلتقي خلالها مسؤولين إيرانيين بينهم الرئيس حسن روحاني، بحثا عن مصالحة بين الرياض وطهران اللتين توترت العلاقات بينهما بشكل متزايد في الآونة الأخيرة.

وأكدت رئاسة الوزراء والخارجية الباكستانيتان أن عمران خان سيلتقي روحاني في طهران للتوسط بين إيران والسعودية، وأنه سيعود بعدها إلى باكستان ومن ثم يزور السعودية.

وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي قال إن رئيس وزراء الباكستاني نقل رسالة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يطلب فيها الحوار مع طهران.” (1موقع “الجزيرة”، 12/10/2019، على الرابط:
عمران خان يزور إيران اليوم ويلتقي روحاني غدا في وساطة بين طهران والرياض
)

“وصل، مساء الثلاثاء (15/10/2019) رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى الرياض لمتابعة جهوده لخفض التوتر بين إيران والسعودية، والتي بدأها بزيارة إلى طهران، الأحد الماضي (13/10/2019).

واستبق رئيس البرلمان الإيراني “علي لاريجاني”، وصول رئيس وزراء باكستان إلى الرياض بقوله إن بلاده “لا تعارض حل القضايا مع السعوديين لكن الأميركيين يمنعون ذلك”، معللا ذلك بأن “مصلحة أميركا رهن هذه الصراعات”.

وأضاف روحاني أن دولا أخرى وخاصة العراق تقوم بجهود لحل المشاكل في المنطقة وبين إيران والسعودية، إلا أن الرئيس الإيراني ربط تحسن علاقات بلاده مع السعودية بحل الأزمة اليمنية”. ​(2موقع “العربي الجديد”، 15/10/2019، على الرابط:
خان يصل إلى السعودية لمتابعة جهود خفض التوتر مع إيران
)

التعليق

إن ما يحصل في اليمن إن هوإلا مؤامرات وخيانات لتحقيق أجندات معينة لا ناقة للاسلام فيها ولاجمل. وإن ما يعانيه “آل سعود” في اليمن من هزائم وانتكاسات وضربات داخل حدودها إن هي إلا عقوبات ربّانية للخائنين المبدلين لشرع الله المفسدين في بلادهم الموالين لأعداء الله المعادين لأوليائه. وهذه سنة الله عز وجل في الظالمين، وكل أمر ليس لله يضمحل، وكل مكر يرتد على صاحبه  ﴿اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾ (فاطر: 43)

لقد تلاعبوا وتآمروا ولهوْا كثيرا حتى أصبح الحوثيون هم المهاجمين والمهدِدين للمملكة؛ حتى آلت الأمور الى أن تطلب السعودية الوساطة الباكستانية للتهدئة والانسحاب من اليمن.

وهذه مصيبة استراتيجية سيعيش فيها المسلمون في المنطقة لفترة؛ فمن يطلب الوساطة هو من صرخ أولا في لعبة “عض الأصابع”، وهو إعلان انتصار لطهران وأذنابها. وهو يعني إعطاء دفعة من القوة تتوزع على الشيعة الرافضة في الخليج؛ داخل بلدان الخليج نفسها، وفي اليمن، وفي لبنان، وفي سوريا، وفي العراق.. وبالتالي مزيد من القوة للمنتصر الحقيقي وهو إيران.. انتصار سياسي وعسكري واستراتيجي، و”مستقبلي”.

ما يحدث من زيارات “عمران خان” لإيران هو إعلان هزيمة سعودية وخيبة جديدة تجنيها الأمة تحت حكم الطواغيت، طواغيت صغارا وكبارا، ملوكا ورؤساء، عساكر وأطباء.. ملعونين أينما ثُقِفوا؛ يجرّون خلفهم خيبات للأمة وللإسلام، وأمامهم ملذاتهم الخاصة لهم ولأُسرهم، على جسد أمة جريحة.

الآن أصبحت إيران كأنها “تدافع” عن اليمن؛ بينما هي تلتهمه..! وتضع الشروط لوقف “العدوان” على اليمن قبل أن يفاوضها أحد..!

ثم إنها تفاوض على خيارات أمرُّها اليها حلو؛ فهي تفاوض على بلد بعيد عنها لكي تترك هي إيذاء بلاد الحرمين؛ وهي في كل حال آمنة سالمة في أرضها. فلو خسرت اليمن فهي لم تخسر شيئا. بينما السعوديون يفاوضون من أجل حماية ثرواتهم المستهدفة مباشرة والعارية من الحماية الفعلية، كما تفاوض على أمنها الذاتي مياها وحدودا وحُجاجا ومقدسات..!

ولو خسرت إيران اليمن فهي تبتلع العراق ولبنان وسوريا..! واليمن بالنسبة لهم أحد المكاسب في الخزينة. تلك عاقبة المنحازين عقديا لدينهم، والدارسين لما يريدون، والمخلصين في إراداتهم الباطلة؛ بعكس من يراهق ويبدد ثرواته ويعادي هويته ويتنكر لعقيدته.

هذه الوساطة وما تستهدفه من مفاوضات بدأت من موقف ضعيف، وتعطي للصفويين استطالة. فالمتحكمون في بلادنا لا عدوا حاربوا وحسموا أمرهم، ولا سكنوا ولم يتدخلوا فيما لا يحسنون إنهاءه..!

هم يستحمقون ونحن نجني أوزارهم ونحصد حصادهم المر؛ فلله المشتكي.

………………………………

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة”، 12/10/2019، على الرابط:
    عمران خان يزور إيران اليوم ويلتقي روحاني غدا في وساطة بين طهران والرياض
  2. موقع “العربي الجديد”، 15/10/2019، على الرابط:
    خان يصل إلى السعودية لمتابعة جهود خفض التوتر مع إيران

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة