حرية الصحافة مصطلح ذو حدين إما أن يقود إلى صلاح الإنسان في الدنيا والآخرة أو إلى هلاكه.

يوم عالمي مزعوم

تكاثرت الأيّام العالمية المزعومة؛ فيوم للعمَّال ويوم للحبِّ ويوم لمحو الأمية ويوم للفلسفة ويوم للشاي ويوم للنَّحل ويوم للشطرنج وهلمَّ جرًّا، حتى صار من الصعب إيجاد يوم خالٍ..

وقبل أيَّامٍ قليلة مرَّ بنا يومٌ عالمي لحرية الصحافة وهو مما حدَّدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو في الثالث من آيار/مايو من كلِّ عام وأطلقت عليه:

World  Press Freedom Day

أي: اليوم العالمي لحرية الصحافة..

وبعيدًا عن الأصل التاريخي لاختيار هذا اليوم تحديدًا -والذي أُعلِن لأوَّل مرة عام 1991م نتيجة مؤتمرٍ للصحافيين الأفارقة عُقِد في ويندهوك عاصمة الجمهورية الأفريقية نامبيا-؛ فإنَّ الهدف المقصود منه كما يدندنون حوله دائمًا هو:

تذكير الحكومات بضرورة احترامها لحريَّة الصحافة، وتعريف الجماهير بانتهاكات حقِّ الحرية في التعبير، وإزالة ضعف حرية الصحافة في مواجهة العنف السياسي والاستبداد بضمان بيئةٍ إعلامية حرَّةٍ وآمنة للصحافيين، والتذكير بالعديد من الصحافيين الذين واجهوا الموت أو السجن في سبيل القيام بمهمَّاتهم في تزويد وسائل الإعلام بالأخبار اليومية…

مفهوم الحرية في الإسلام

ونقول وبالله التوفيق:

الحرية في اصطلاح غير المسلمين تعني -كما في الموسوعة الحرَّة-:

التحرُّر من القيود التي تكبِّل طاقاتِ الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودًا ماديَّة أو قيودًا معنوية..

وأما الحريَّة في الإسلام فهي:

التخلُّص من كافة العبوديَّات المخلوقة والتحرُّر منها، والخضوع لعبوديَّة الله تعالى وحده بالتزام ما أنزل تبارك وتعالى، كما لخَّص ذلك رِبعي بن عامر عندما سأله رستم قائد الفرس: ما جاء بكم؟ قال:

(الله ابتعثنا، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها…) اهـ 1[انظر تاريخ الرسل والملوك للطبري (2/ 401)].

فأيُّ مسلمٍ يضبط نظامَ حياته في نطاق الأحكام الشرعية -الواجبات والمستحبات والمباحات واجتناب المحرّمات- فهو: الحرّ.. وما أجمل التعبير النبوي في قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «… وكلُّ النَّاس يغدو فبايعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها.2[أخرجه مسلم في صحيحه (223) من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه].

فالعبد الذي يُعتِق نفسه أي يحرِّرها من أسر العبودية هو الذي يبيع نفسَه لله ربِّ العالمين وينفكُّ من عبودية غيره، وهذا هو الذي يجب على كلِّ مسلم السعي إليه في هذه الدنيا.. والذي يوبقها هو الذي يبيعها للشهوات والهوى -ولو كان هوى الأغلبيّة-.

فشتَّان -إذن- بين من يتحرَّر من القيود المادية والمعنوية فيتخذُ إلهه هواه، وبين من يتحرّر من الهوى ليكون عبدًا لله -عزَّ وجلَّ- ويلتزم أمرَه، فالإسلام جاء بحريَّةٍ منضبطة بضوابط الشريعة الإسلامية. والحرية عندهم ليس لها مفهوم محدَّد مما يجعل استخدامها خاضع لأهواء الشعوب، ولذلك نجد من دول أوروبَّا -مثلًا- مَن يبيح الشذوذ ومنهم من يمنعه، وهكذا يظهر قُبح الحرية بالمفهوم الغربي: أنَّ إباحة ما حرَّم الله -عزَّ وجلَّ- أمرٌ خاضع لرأي الأغلبية إن شاءوا أحلُّوه وإن شاءوا منعوه!!!

مفهوم الحرية في الإسلام وعند الغرب

الاغترار بحلاوة شعار الحرية

وقد يغترُّ الكثير من المسلمين بحلاوة تلك الشعارات المعلَنة دون النظر إلى حقائقها؛ فيجب على كلِّ مسلم أن لاينسى أنَّ سبَّ رسولَ الله محمَّد -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان تحت شعار حرية الصحافة والصحافيين في التعبير عن مكنونات أنفسهم، ومثل ذلك الكثير، وقد انتشرت السخرية بمظاهر التديُّن والمتديِّنين باسم الحريَّة أيضًا؛ بل وُجِد مَن يسخر بربِّ العزَّة تبارك وتعالى تحت الشعار نفسه..

إنَّ الحريَّة مصطلح مستحدَث جرى على ألسنة الناس في العصور المتأخرة، وهذا المصطلح لا شكَّ أنَّ فيه بعض الحقِّ، لكنَّه أيضًا يشتمل على الكثير من الباطل، وطريقتنا في تبيُّن الحقِّ من الباطل هي الطريقة الشرعية التي يعمل بها كافَّة المسلمين من لَدُن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وإلى أن يرث الله -عزَّ وجلَّ- الأرض وما عليها؛ وهي الردُّ إلى الكتاب والسنَّة النبويَّة المطهَّرة كما قال -عزَّ وجلَّ-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَاوِيلًا﴾ [سورة النساء/59].

قال ابن كثير -في تفسير هذه الآية-:

“وهذا أمرٌ من الله -عزَّ وجلَّ-  بأنَّ كلَّ شيءٍ تنازع الناس فيه من أصول الدِّين وفروعه أن يُرَدَّ التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنَّة، كما قال تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ [سورة الشورى /10]. فما حَكَم به كتابُ الله وسنَّة رسوله وشهدا له بالصحَّة فهو الحقُّ، وماذا بعد الحقِّ إلَّا الضلال، ولهذا قال تعالى:﴿إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ أي: رُدُّوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنَّة رسوله فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم ﴿إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ فدلَّ على أنّ من لم يتحاكم في مجال النزاع إلى الكتاب والسنَّة ولا يرجع إليهما في ذلك فليس مؤمنًا بالله ولا باليوم الآخر.” اهـ 3[تفسير القرآن العظيم (2/ 346)].

الديمقراطية صورة من صور الحرية الموهومة

ومن صور الحريَّة الموهومة في زماننا هذا: الديمقراطية، وهي -في حقيقتها- نوعٌ من العبودية؛ عبودية هوى الأغلبية، -مع أنّ كلّ إيجابية وخير في الديمقراطية موجود في الإسلام بأكثر منه وأفضل-، وقد ذكر لنا الله -عزَّ وجلَّ- هذا في قوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا﴾ [سورة الفرقان /43].

فسمَّى أهواء هؤلاء المشرِّعين من دون الله -عزَّ وجلَّ-: إلهًا..

ثمَّ قبَّح صورتهم في الآية التي تليها فقال -عزَّ وجلَّ-: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [سورة الفرقان /44].

يقول ابن جرير -في تفسير هاتين الآيتين-:

(أَرَأَيْتَ) يا محمَّد -صلَّى الله عليه وسلَّم- (مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ) شهوته التي يهواها، وذلك أنَّ الرجل من المشركين كان يعبد الحجر، فإذا رأى أحسنَ منه رمى به، وأخذ الآخر يعبده، فكان معبوده وإلهه ما يتخيَّره لنفسه، فلذلك قال جلّ ثناؤه: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا﴾. يقول تعالى ذكره: أفأنت تكون يا محمَّد على هذا حفيظًا في أفعاله مع عظيم جهلِه؟ ﴿أَمْ تَحْسَبُ﴾ يا محمَّد أنَّ أكثر هؤلاء المشركين ﴿يَسْمَعُونَ﴾ ما يُتلى عليهم، فيَعُون (أَوْ يَعْقِلُونَ) ما يعاينون من حجج الله، فيفهمون ﴿إِنْ هُمْ إِلا كَالأنْعَامِ﴾ يقول: ما هم إلا كالبهائم التي لا تعقل ما يقال لها، ولا تفقه، بل هم من البهائم أضلُّ سبيلًا لأنَّ البهائم تهتدي لمراعيها، وتنقاد لأربابها، وهؤلاء الكفرة لا يطيعون ربَّهم، ولا يشكرون نعمةَ مَن أنعم عليهم، بل يكفرونها، ويعصون مَن خلَقَهم وبرأهم. اهـ 4[تفسير الطبري (19/ 274)].

وتأمَّل قولَه -رحمه الله تعالى-: فكان معبوده وإلهه ما يتخيَّره لنفسه. اهـ

وقارِنه بما يحدث في الدول الديمقراطية أنَّهم يتخيَّرون لأنفسهم ما يلتزمون به ويجعلونه قانونًا ملزِمًا للكافَّة من دون شريعة الله -عزَّ وجلَّ-.

ونقول لكلِّ صحفي وكاتب:

وما مِن كاتبٍ إلا سيبلى           **            ويبقي الدهر ما كَتبت يداه

فلا تكتب بكفِّك غير شيء         **           يسرُّك في القيامة أن تراهُ

إنَّ العاقل هو من يتدارك نفسَه قبل أن يُفجَأ يوم القيامة بخصومٍ ذوي حقوقٍ يتعلَّقون به؛ فالكلمة التي يُطلِقها العبد لا تُنسَى؛ بل تُحصَى.. قال الله -عزَّ وجلَّ-: ﴿أَحصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ﴾ [سورة المجادلة / 6].

فالذي يُحصِي هو الله -عزَّ وجلَّ- الذي لا تخفى عليه خافية..

كلمات الصحفي قد تقود إلى النفع أو الهلاك

قد يكتب الصحفيُّ أو الكاتب كلماتٍ يسيرة ينتفع بها كلُّ من يطّلع عليها، ثم ينفع بها غيره، وهكذا فقد يصل خيره إلى ما لا يتخيَّله أحد، وقد يهتدي بكلماته الكثير من البشر..

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:

«مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا».5[رواه مسلم (2674)].

انظر كم من الأجور ينتظرك إن أخلصتَ نيَّتك وأرشدتَ الناس للخير.

وقد يكتب الصحفيُّ كلماتٍ يسيرة تكون سببًا في هلاكه وهلاك الكثيرين، ولنتأمَّل ما جاء عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في ذلك، فمنها ما رواه أَبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّه ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ». 6[أخرجه البخاري (6478) ومسلم (2988)].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:

«أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ. فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِه ِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ».7[أخرجه مسلم (2581)].

أتدرون ما المفلس

وأما الحقُّ إذا تيقَّنه الكاتب وكان في نشره مصلحة متحقِّقة للمسلمين، فينبغي النطق به؛ فقد قال النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-:

«ألا لا يَمنَعَنَّ رَجُلًا هَيْبَة ُالنَّاس أن يقولَ بحقٍّ إذا عَلِمَه (أو شَهِدَه أو سَمِعَه)». 8[قوّاه الألباني في الصحيحة (168)].

قال الألباني عقب هذا الحديث:

“وفي الحديث: النهي المؤكَّد عن كتمان الحق خوفًا من الناس، أو طمعًا في المعاش؛ فكلُّ مَن كتمه مخافة إيذائهم إيَّاه بنوعٍ من أنواع الإيذاء كالضرب والشتم، وقطعِ الرزق، أو مخافة عدم احترامهم إيَّاه، ونحو ذلك، فهو داخل في النهي، ومخالف للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وإذا كان هذا حال من يكتم الحقَّ وهو يَعلَمه؛ فكيف يكون حال من لا يكتفي بذلك بل يشهد بالباطل على المسلمين الأبرياء، ويتَّهمهم في دينهم وعقيدتهم مسايرة منه للرعاع، أو مخافة أن يتَّهموهُ هو أيضًا بالباطل إذا لم يسايرهم على ضلالهم واتهامهم؟! فاللهمَّ ثبِّتنا على الحقِّ، وإذا أردت بعبادك فتنةً فاقبضنا إليك غير مفتونين.” اهـ

وما أجمل قوله صلَّى الله عليه وسلَّم – مناجيًا ربَّه تبارك وتعالى-:

 «اللهمَّ رَبَّ جبرائيل وَميكائيل وإسرافيل فاطرَ السماواتِ والأرض عالِم الغيب والشهادة أنت تحكمُ بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنِك إنَّك تهدي مَن تشاءُ إلى صِراطٍ مُستقيمٍ». 9[أخرجه مسلم (770) من دعاء النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في مستفتح قيام الليل].

وفَّقنا الله وعمومَ المسلمين إلى ما يحبُّه ويرضا

الهوامش:

  1. انظر تاريخ الرسل والملوك للطبري (2/ 401).
  2. أخرجه مسلم في صحيحه (223) من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.
  3. تفسير القرآن العظيم (2/ 346).
  4. تفسير الطبري (19/ 274).
  5. رواه مسلم (2674).
  6. أخرجه البخاري (6478) ومسلم (2988).
  7. أخرجه مسلم (2581).
  8. قوّاه الألباني في الصحيحة (168).
  9. أخرجه مسلم (770) من دعاء النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في مستفتح قيام الليل.

اقرأ أيضاً:

التعليقات غير متاحة