تتفاخر ممالك الخليج بطمأنة العدو الصليبي لهم باستمرار نفوذه وتبعيتهم له ورضاءه عنهم..! في مشهد مشين يتحقق به ولاء الكافرين ويسيطر به العدو على الأمة.

الخبر

“نفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية لشؤون القيادة الوسطى ريبيكا ريباريتش وجود أي خطة للقوات الأميركية لمغادرة قاعدة “العديد” الجوية في قطر، وذلك بعدما أجرت القيادة الأميركية الجوية الوسطى بقاعدة العديد أول عملية ناجحة لإدارة عملياتها من قاعدة “شاو” في ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة.

وأضافت ريباريتش أن عملية النقل المؤقت لقيادة العمليات الجوية تم التخطيط المسبق لها منذ أشهر، مشيرة إلى أن العملية ستتكرر في المستقبل من أجل توسيع العمق التشغيلي للقيادة الوسطى، وتعزيز قدرتها على السيطرة الجوية.

وكان المسؤولون في مركز العمليات الجوية المشتركة في “العديد”، الذي يضم قيادات نحو عشرين دولة، قالوا إن النقل المؤقت لقيادة العمليات الجوية من شأنه تأكيد جاهزية سلاح الجو الأميركي والتحالف الدولي لأي عمليات أو سيناريوهات في أي زمان ومن أي موقع جغرافي.

وتستضيف قاعدة العديد حاليا أكثر من عشرة آلاف فرد من القوات الأميركية، وآخرين من قوات التحالف الدولي”. (1موقع “الجزيرة”، 1/10/2019، على الرابط:
القيادة الوسطى الأميركية تنفي وجود خطة لمغادرة قاعدة “العديد”
“موقع الأناضول، 1/10/2019، على الرابط:
البنتاغون: لا نخطط لمغادرة قاعدة “العديد” في قطر
)

التعليق

تبقى عند المسلمين مأساة ناتجة عن داء خبيث يدمنه خونة الأمة ولا يستطيعون منه الفكاك. وهو داء ولاء الكافرين، وتلاشِي تأثير الفوارق العقدية، بينما يحتفظ العدو في تحركه وخططه ومواقفه بهذا الفارق جيدا.

سقطت بهذا الداء دول للإسلام وأبيدت مجتمعات وزالت ممالك ولم يعد يُعبد الله تعالى في أرض كثيرة كان يُذكر فيها اسم الله كثيرا صباح مساء وينادّى فيها بنداء “الله أكبر”.

زال الإسلام من الأندلس ومن أرض اليونان ومن شرق أوروبا، ومن شرق آسيا.

كانت الحجة المشتركة في كلٍ الشعور بالضعف والخوف من أخيه المسلم..! ليحافظ على ملكه الخاص، أو الاستنصار بالعدو في حرب ليتوسع على حساب أخيه، فزال المحارِب والمحارَب معا في فضيحة تُخجل التاريخ.

اليوم ثمة خلل عقدي وخلل سياسي.

الخلل العقدي وعلاجه

أما الخلل العقدي فغالب ولاء الكافرين يُبنى على الخواء من الاعتصام بالله تعالى؛ وحينئذ يبحث المتلهفون على حبال الأرض ومختلف المعسكرات ليتمسكوا بها، مع إسقاط الفارق العقدي؛ فيتولى وثنيا أو ملحدا، أو نصرانيا أو صهاينة. فيقع في ولاء الكافرين.

وقد قال تعالى: ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ..﴾ (آل عمران: 28)، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ..﴾ (المائدة: 51)، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (المائدة: 81)، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا..﴾ (المائدة: 55)، وقال تعالى: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (الأنعام: 14).

وقد ذكر تعالى غالب مناطات الولاء عن المنافقين، ووصفهم بها وأنهم هم من يقعون فيها. أو أن من يقع فيها يطرأ عليه النفاق لضعف قلبه في ذلك الحين.

فقد ذكر تعالى سبب توليهم الكافرين؛ فقال: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾ (المائدة: 52)، وقال أيضا عن طبيعتهم: ﴿الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (النساء: 141﴾

ولهذا لما ذكر تعالى توبة المنافقين ذكر تعالى فيها علاج هذا الداء فكل كلمة في الآية مقصودة لأنها تعالج أوصاف النفاق بتفصيل؛ فقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء:145-146).

فينبغي لمن افتقد الناصر من أهل الأرض ألا يبذل دينه لموقف آنيّ أو مُلك عارض أو إمارة بلا قيمة؛ متاعها قليل وحملها ثقيل وتبعاتها وبيلة.

الخلل السياسي

يقع غالب الكيانات الناتجة من الاحتلال الصليبي، في ولاء العدو الصليبي الذي رحل بعد ما “أنشأ” كيانات يضمن ولاءها، أو “ضمن” ولاء الكيانات القائمة سابقا بأنظمةٍ وجيوشٍ ونخبةٍ تتبع العدو ثقافيا وسياسيا بل وأمنيا.

والكيانات الصغيرة بل “القزمة” على ساحل الحيلج ـ الممالك الأربع ـ الكويت وقطر والبحرين والإمارات بطبيعتها واقعة في التبعية للكافرين؛ إذ إنها تدين بنشأتها ـ علَما ونشيدا وحدود سياسية ومقعد في الأمم المتحدة ـ للصليبيين الإنجليز والأمريكيين.

وكلا الكيانات الصغيرة على ساحل الخليج أو الكبيرة من حيث الحجم؛ كلهم يحقق التبعية للكافرين ويفخر بذلك ويغيظ أخاه المسلم بأن الصليبي يؤْثره عليه أو يرضى عنه أكثر.

والجانب الآخر هو أن هذه الكيانات متعادية؛ فالكيانات الصغيرة على ساحل الخليج ترغب في تفتيت الكيانات الكبيرة، كاليمن والسعودية، لأنها تخشى من ابتلاعها. وهي ترى أنها بين عدو رافضي في الشرق يسعى لابتلاعها، وأخ مسلم سني عربي في الغرب تخشى أيضا من ابتلاعه لها، وترى هذه الكيانات أنها لا تستطيع حماية نفسها إلا بتولي قوة من خارج المنقطة لها من الهيمنة والنفوذ ما يخيف الكتلتين اللتين تكتنفهم؛ فكان ولاء أمريكا الصليبية ومغازلة روسيا الأرثوذكسية، وكذا الصين في انبطاح استباقي لأنها المرشحة لدور القيادة بعد أمريكا وأوروبا.

وهنا تمتليء بلادنا بالقواعد الصليبية، جويةً وبحريةً، بل ومخازن للأسلحة، وقيادة للعمليات، لتكون هي نقطة هيمنة لضرب بلاد المسلمين وسرقتها ووأد أي حركة للتحرر أو خروج عن القبضة الصليبية الغربية.

أما قطر فتوالي أمريكا صراحة وتفخر الآن بأنها لا تريد نقل قواعدها منها. وهذا الذي يفخرون به هو عار مخجِل..! ونفاق أعظم.

وأما الإمارات فهي تتولى الأمريكيين لكنها وسَّعت نطاق الفُجر السياسي فكانت أرضا لمختلف العقائد؛ منبطحة للمجوس والهندوس والصليبيين والصهاينة حتى كانت تهنئة وزير خارجيتهم للصهاينة برأس السنة العبرية وباللغة العبرية..!

خاتمة

إن ما تفخر به هذه الممالك يُدينهم ويُسقط شرعية وجودهم حكاما. وما تسير اليه الأمور يؤهل لتفتيت بلاد المسلمين حتى تتقزم جميعها الى كيانات صغيرة، فتبدأ باليمن وليبيا ويتوقع بعدها بلاد الحرمين ومصر.. والحبل على الجرار؛ ما لم يستدرك المسلمون أمرهم.

إنه لا بد من وأد المخاوف المؤدية لولاء الكافرين، وبث العقائد المانعة من تولي الكافرين، ووضع النظم والأوضاع السياسية التي تضمن لبلادنا إقامة الهوية والولاء الإسلامي وتحقق الوحدة التي أمر الله تعالى بها فنحن أمة واحدة؛ ليس من الخليج الى المحيط بل من أقاصي الأرض شرقا الى أقاصيها غربا، ومن المؤمنين الآن وغدا الى المؤمنين في التاريخ السحيق، ومن الأرض ومساجدها ومؤمنيها الى الملأ الأعلى يدعون للمؤمنين ويتولونهم، والله ولي المؤمنين.

………………………………………….

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة”، 1/10/2019، على الرابط:
    القيادة الوسطى الأميركية تنفي وجود خطة لمغادرة قاعدة “العديد”
    “موقع الأناضول، 1/10/2019، على الرابط:
    البنتاغون: لا نخطط لمغادرة قاعدة “العديد” في قطر

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة