يتوالى قضم العدو للأمة، والأرض تُنقص من أطرافها؛ في فرحة العدو بهذه الجولة؛ ومنها تسليم الجولان؛ فمن سلمها..؟ وما نظرة المؤمنين..؟

الخبر

1) جاء على موقع “فرانس24/ أ ف ب/ رويترز” تحت عنوان “ترامب يوقع إعلانا يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان”:

“قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين بتوقيع إعلان تعترف الولايات المتحدة بموجبه بسيادة إسرائيل “الكاملة” على مرتفعات الجولان، والتي استولت عليها الدولة العبرية من سوريا عام 1967 وضمتها إليها في 1981، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. وأدانت دمشق القرار الأمريكي.

وقال ترامب في البيت الأبيض وإلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “لقد جرى التخطيط لهذا الأمر منذ فترة”. ويعد هذا الاعتراف خروجا على الإجماع الدولي.

ووصف نتانياهو الاعتراف بـ”التاريخي” وقال إن مرتفعات الجولان ستظل إلى الأبد تحت السيطرة الإسرائيلية. وقال “لن نتخلى عنها أبدا”.

وخاطب ترامب قائلا “يأتي إعلانكم في وقت أصبحت فيه الجولان أهم بالنسبة لأمننا أكثر من أي وقت سابق”. (1موقع ” فرانس24/ أ ف ب/ رويترز” بتاريخ 25/3/2019، على الرابط:
ترامب يوقع إعلانا يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان
)

2) وجاء على موقع “الجزيرة نت”، تحت عنوان: (ترامب يوقع اعتراف أميركا “بسيادة” إسرائيل على الجولان):

“وقال الرئيس الأميركي إن أي اتفاق سلام في المستقبل يجب أن يحفظ “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من أي تهديدات”، سواء من سوريا أو إيران، وأضاف أن التحالف بين واشنطن وتل أبيب “غير قابل للتفكيك، ولم يكن قط أقوى مما هو عليه الآن”.

من جانبه، أشاد نتنياهو كثيرا بخطوة ترامب، وقال إن الأخير “نفذ كل تعهداته، سواء بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، أو بفرض عقوبات صارمة على طهران، أو بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والآن بسيادة إسرائيل على الجولان”. (2موقع “الجزيرة نت” بتاريخ 25/3/2019، على الرابط:
(ترامب يوقع اعتراف أميركا “بسيادة” إسرائيل على الجولان)
)

التعليق

1) تم تسليم الجولان من قبل بالخيانة، حينما أعلن “حافظ الأسد” وزير الدفاع آنذاك؛ بسقوط الجولان، بيما قائد الجبهة آنذاك يرسل اليه أنه لا يوجد جندي صهيوني واحد؛ فيوبّخه ويأمره بالانسحاب، ثم يأتي الصهاينة بعدها بساعات ليحتلوا أرضا لا دفاع فيها ولا جندي.

2) أعلنت الأنظمة آنذاك أن رجوع الجنود كان مقصودا به حماية “النظام” من السقوط، وأن الحفاظ على “النظام” هو النصر وإن سقطت الجولان، تماما كما فعل إخوانهم من الطواغيت آنذاك في مصر؛ فتركوا سيناء للصهاينة بحجة الحفاظ على “النظام” وأنه هو المكسب وإن ضاعت بلاد المسلمين..!

فإذا عرفنا أن هذه الأنظمة المستبدة “وَهْم” لا أكثر؛ فقد رجع الناس بالوَهْم ليعانوا ويعاني أبناؤهم وأحفادهم من ضياع مقدرات الأمة، ووقعهم تحت سياط الجلاد الذي أقاموه بأنفسهم!! بينما فاز العدو ببلاد بها ثلث مصادره للمياه وأعلى قمة جبلية في سوريا فيهدد سوريا بأكملها، وبها عشرون ألف مستوطِن صهيوني، وطردوا منها المسلمين وجعلوا مكانهم عشرين ألفا آخرين من “الدروز”.. لضمان الطائفية المبغضة للأمة والمباينة عنها.

3) لا يزال الخطر الطائفي الممتليء حقدا على “الأمة”؛ على “أهل السنة” متمثلا في النصيرية حيث سلّموا “الجولان” منذ (1967)، ثم ذبحوا مليونا من المسلمين وهجّروا نصف الشعب في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، بإشراف دولي وصهيوني ومجوسي.

4) كافأت الأنظمة المجرمة والمستبدة، أو أعطت أجر الحفاظ عليها، للعدو الصهيو أمريكي؛ فإنه لما وقف بجانبها وكان الثوار على مشارف قصر حكام النصيريين العلويين الكفار، كان الثمن هو هذا الإعلان الذي لا يقاومه هؤلاء إلا بتصريح قميء يُرمى في أقرب سلة قمامة.

5) لا تتمادى كثيرا في النقمة على “الطائفية” فالطواغيت المستبدون سواء انتسبوا الى التوحيد والسنة والسلف..! أو العلمانيين الصرحاء، أو “الاسلاميين” المتراجعين، هذه الأمثلة كلها تقوم بنفس الدور، فيسلّمون القدس فيما يسمى “صفقة القرن” ويسارعون الى العدو ويتنافسون فيما بينهم في خدمة العدو وتقديم التنازل.

إن واقع أكثر الدول والأنظمة التي يحتل طواغيتها الدول الإسلامية اليوم؛ ولا سيما العربية منها، هم محتلون معتدون على بلدان المسلمين وشعوبها؛ بل قد يكون احتلالهم هذا أشد وأنكى من احتلال اليهود الغاصبين لفلسطين التي يتباكى عليها حكام المسلمين ويُظهرون عداءهم لليهود ويصفونهم بأنهم محتلون.

والحقيقة التي ينبغي أن تُذكر هنا هو أنه لا يُطمع في سقوط دولة اليهود وتحرير مقدسات المسلمين منهم، ولا الجولان ولا غيرها؛ قبل أن تسقط تلك الأنظمة الطاغوتية المحتلة لبلدان المسلمين الحامية لليهود والمدافعة عنهم.

6) يجب ألا تتمادى أيضا في تحميل هؤلاء الذنب وحدهم، فثمة علماء سوء ودعاة كذبة ووعاظ فجرة؛ ساندوا الباطل حتى عاد الى الحكم بعد الثورات التي خلخلت أيديهم قليلا عن الحكم وظهرت مبادي وإمكان تسلم الشعوب لزمام أمرها وتقريرها ما تريد.

لقد ساند هذا الرجوع للطغاة “علماء”..! ودعاة..! ووعاظ..! سقطوا أول ما جاءت الفتنة ونكصوا، أو بدت ضغائنهم وظهرت حقائقهم..

7) ثم هناك من “الجماهير” من خرج خلف الطغاة يباركون خطواتهم ويعطونهم السند ويطالبونهم بقتل المؤمنين، وقتل كل من ينادي بشريعة الله؛ إذ هي الإرهاب عندهم..! أو من ينادي بولاء الإسلام؛ فهو خيانة للأوطان عندهم..! أو من يقيم للعقيدة وزنا؛ فهو داعٍ للفتنة في قولهم..!

وعندئذ جاء الطغاة تزفهم أغاني وراقصات، وطنطنات علماء السوء، وتلبيس “النُخبة”؛ فجاؤوا متمكنين فباعوا ما تبقى، والذنب يطالهم ويطال كل من رشحهم وأيدهم وهتف لهم وباسمهم..!

ثم لما سلّم “ترامب” الجولان عاد الطغاة وأذنابهُم وإعلاميوهم يلومون الشعوب قائلين لهم “هذا جزاء  وعاقبة أن طالبتم بحقوقكم، وتسببتم أن أحرقنا عليكم البلاد وخربناها لكم؛ فلا تلومونا..!!”.

سيبقى التاريخ يتعجب، وتبقى أمتنا في هذا العجب.

8) إن الأرض لا يقررها توقيع “كلب” هنا أو هناك. إنما يقرر الأمورَ جندُ الله على الأرض. لكن هذا الجند لا بد له من أمة تنحاز الى دينها؛ فتعود الى جند الله ويعود بهم جند الله، ليفيء المسلمون الى دين الله؛ هويةً وراية لا يعتدّون بسواها، وشريعة لا يبغون منهجا سواه.

ألا إنهم ـ إن شاء الله ـ عائدون.

………………………………………….

هوامش:

  1. موقع “فرانس24/ أ ف ب/ رويترز” بتاريخ 25/3/2019، على الرابط:
    ترامب يوقع إعلانا يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان“.
  2. موقع “الجزيرة نت” بتاريخ 25/3/2019، على الرابط:
    (ترامب يوقع اعتراف أميركا “بسيادة” إسرائيل على الجولان).

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة