وظيفة السلطان مراعاة حرمات الله وتعظيم فرائضه، وحمل الناس على الطاعة ومنعهم من “إعلان” انتهاك الحرمة، أو تضييع الواجبات، ومنع التبجح بمعاصي الله تعالى.

الخبر

“أكد حساب “العربية” عاجل نقلاً عن مصادر لم يكشف عنها؛ أن قرار السماح بفتح المحلات التجارية (24) ساعة يشمل “أوقات الصلوات”.

الجدير بالذكر أن مجلس الوزراء قد قرر اليوم الثلاثاء السماح بفتح المحلات التجارية (24) ساعة .

وتحجج أصحاب القرار بأنه أحد أوجه الدعم التي تقدمها الدولة للقطاع الخاص ورواد الأعمال من خلال توفير البيئة المناسبة للعمل عبر تعديل الأنظمة والتشريعات والاستمرار في الإصلاحات الاقتصادية”. (1موقع المصريون، 16/7/2019، على الرابط:
قرار حكومي: سابقة من نوعها..السعودية تسمح بفتح المحلات أثناء الصلاة
)

التعليق

إسقاط حرمات الله، والسماح للناس بالتهاون بفرائض الله تعالى، ليس إنجازا، ولا تحديثا، ولا رؤيةً محترمة يبتغيها سياسي مسلم ولا مسؤول في قلبه ذرة من إيمان.

لم يكن احترام وقت الصلاة، وحمل الناس عليها ومنع اتهاك حرمتها؛ لم يكن تخلفا يتطلب التحديث..! بل وظيفة السلطان أن يعظم حرمات الله وفرائضه وأن يحمل الناس على احترامها، وأن يردع الفساق عن انتهاك حرمات الله وحدوده. فالمؤمن يأتي للصلاة والواجبات بإيمانه، ويأتي الفاسق لما يُردع به. ويبقى المجتمع في عمومه مقامة فيه فرائض الله ومصانة فيه حرماته؛ فيطيع مؤمن في عزة، ويتوب فاسق ولو بعد حين أو يُردع عن غيه، وتأتي أجيال تنشأ وهي ترى الإسلام ممارسة لا نصوصا نظرية فحسب.

وظيفة السلطان في الإسلام أن يجعل المجتمع على استقامة بحسب الاستطاعة، ويحفظ حرمات الله وحدوده بحسب الاستطاعة ويمنع المجاهرة بها. وأما ما باطن الإنسان وسره فالله تعالى به عليم، وهذا تعالجه الموعظة البليغة والتذكير المستمر.

ما يقوله بعض الفجار والملاحدة أن فرْض فرائض الله ومنع انتهاك حدوده يعارض الحرية الشخصية؛ هو من جانب جهل بدين الله، ومن جانب آخر جهل بطبيعة النفوس، ومن جانب ثالث متناقض مع بطشهم العنيف ضد من ينتهك حرمات سلطانهم الأرضي..!!

إن الناس تأْمُل أن تقيم دين الله وتنشره في ربوع الأرض وتقيم نظامه وتنشيء المجتمع الذي يحمل هذا الدين تطبيقا ودعوةً ويمارس خيرية الأمة بين البشرية.

لم ينتظر الناس أن يقلدوا أمما نصرانية وملحدة، وإباحية وفاجرة، في تقليد يتقافزون فيه كالقرود وتُمسخ فيه هوية الإسلام وملامح الشخصية المسلمة.

كلما ترك الناس هذا الفاجر أو ذاك الطاغية انسلخت مجتمعاتهم عن الإسلام ممارسة وتطبيقا، ثم انسلخوا عنه عقائد وشرائع ومفاهيم.

فليراجع الناس رؤية (2030) والتحديث المبشّر به زورا. فالتحديث يكون في جانب القوة والعلوم، لا في العقائد والقيم.

الأمن القومي للمسلمين يتمثل في ثبات العقائد والقيم والأخلاق والثقافة، وفي تطور العلوم والتكنولوجيا والتحديث. والانهيار يأتي من تغير وتذبذب العقائد والقيم والأخلاق والثقافة، وفي ثبات التخلف والتبعية..!

إن التوهين من شعيرة الصلاة أعظم فرائض الله بعد التوحيد، لن يجد فيه البائسون خيرا.. بل الخير في تعظيمها وتعفير الوجوه لرب العالمين؛ ففيه عز الدنيا والآخرة.

وإن هذا القرار وأمثاله لَيُسهم في تعرية الطواغيت لكي تعرفهم الأمة على حقيقتهم، وأنهم مبدلون للدين؛ لأن هذه القرارات وأمثالها إن هي الا إفراز للمنكر الأكبر المتمثّل في رفض شريعة الله عز وجل وتولّي أعداءه ومظاهرتهم على المسلمين.

……………………………….

هوامش:

  1. موقع المصريون، 16/7/2019، على الرابط:
    قرار حكومي: سابقة من نوعها..السعودية تسمح بفتح المحلات أثناء الصلاة

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة