من اتجاه سير الأحداث في الخليج، ومن خلف التصريحات النارية والتراشق المتبادل بين الشيعة الصفويين، والصليبيين يجب النظر الى النتيجة التي يخرج بها الإيرانيون؛ فهي تقوية وقفزات باتجاه امتلاك المزيد، ومزيد من التهديد.

الخبر

في القنبلة النووية

“أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية “بهروز كمالوندي”، الاثنين، أن إيران رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من (3.67 %)، لافتا إلى أن من خيارات الخطوة الثالثة التخصيب هي الوصول إلى (20 %)، وهي النسبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي”. (1CNN العربية، 8/7/2019، على الرابط:
مسؤول إيراني: خيارات زيادة تخصيب اليورانيوم حتى إنتاج سلاح نووي مطروحة
BBC العربي، 8/7/2019، على الرابط:
الاتفاق النووي الإيراني: الخطوة الثالثة لطهران قد تشمل رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة
)

العداء الرقيق..!

“أكد مسؤول إيراني الأحد (7/7/2019)، أن بلاده تلقت رسالة من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إسقاط الطائرة المسيرة في الخليج.
وقال قائد منظمة الدفاع المدني الإيرانية غلام “رضا جلالي” إن “واشنطن بعثت برسالة إلى طهران بعد إسقاط الطائرة المسيرة في الخليج، تحذرها فيها من ضربة محدودة”، مضيفا أنه “بعد إسقاط طائرتها المتسللة أبلغتنا الولايات المتحدة عبر وسطاء دبلوماسيين بأنها تريد تنفيذ عملية محدودة”” (2موقع عربي 21، 7/7/2019، على الرابط:
إيران تؤكد تلقيها رسالة أمريكية عقب إسقاط الطائرة المسيرة
)

التعليق

عندما يسمع المسلمون مثل هذه الأخبار يجب أن يدركوا ما تأخّروا في إدراكه من قبل، وما صرخ به الدعاة والقيادات الإسلامية المختلفة؛ أن العداء الظاهر بين الغرب “الصليبي” وإيران الرافضية “الصفوية” إنما هو عداء مدروس ومحكوم، وغير حقيقي. وإن أفضى الى حرب فستكون على غير مراد منهم.

لكن جريان الأمور الحالي هو التصعيد المدروس والمحكوم، وفي النهاية تخرج إيران منتصرة قد امتلكت قوى وأسلحة جديدة..!

كما يتبدّى في الخبر الثاني ذلك العداء الرقيق، وكأنه استئذان في دور محدد في مسرحية مقصود بها خداع العرب المسلمين السنة على وجه الخصوص. إنه ليس تصرف أعداء ولا محاربة؛ بل تصرف زملاء عمل..! وشركاء جريمة..!

فإذا أضفت لهذا فتوى سابقة لقادة الشيعة الدينيين بأنهم يحرّمون امتلاك السلاح النووي؛ وعلمت أن الأمور لا تعدو تطويعا لمآربهم على كل حال..

عندئذ يجب أن يفكر المسلمون العرب بطريقة مختلفة لتفسير ما يحدث، ويجب أن يتلقوا ما تحمل هذه الأخبار من دلالات ورسائل ليعرفوا أن الأوْلى بهم أمتُهم، وأن استنهاض المسلمين نحو دينهم هو السبيل الآمن لإسقاط تلك الترهات والتلاعبات والمسرحيات السمجة والهزلية.

تحت “غبار” التصريحات المتبادلة، وتحت “ضجيج” الصراخ الهزلي يقع سفهاء حكام العرب تحت الضغوط لضخ المزيد من الأموال للعدو الغربي، وتحقيق مزيد من الإرتماء في العمالة له، وقطع مسافات كبيرة للتقارب مع الصهاينة؛ بينما لا يعدو العداء المصطنع إلا هزليا.

الإسلام هو الملاذ الآمن، وشباب الأمة الذين ينحازون لدينهم ويقدمون له التضحيات؛ هم من يجب أن يكون اليهم التوجه والمؤازرة.

إن لم تحدث عودة وانحياش الى الإسلام وأهله وشبابه وجنده؛ وإن لم يكف العرب عن الاستحياء من دينهم والاعتذار عن فرائضه ـ كالجهاد وإقامة الشريعة ـ وإن لم يحدث اعتزاز بالإسلام، والانسلاخ والتبرؤ من الهويات المضعفة له والمطروحة بديلا عنه كالهوية الوطنية والقومية.. إن لم يحدث هذا عاجلا، واستمر الطغاة في مزيد من الهبوط نحو عداء الإسلام وقتل أهله ودعاته وشبابه، واستعداء المجتمع له وتخويفه منه والتبرؤ منه.. فلا ينتظرنا عندئذ إلا نفوذ مخططات العدو، وتحقيق مآرب الرافضة الصفويين والصهاينة، وقد يحدث انسياح للرافضة في بلاد الحرمين، وانسياح للنصارى في مصر، ومزيد من الضياع والهلكة.

الإسلام محور للنجاة، وكلمة الخير، وقطب التجمع؛ فهل من عاقل يستمع وسط هذا الضباب والضجيج..؟

……………………………

هوامش:

  1. CNN العربية، 8/7/2019، على الرابط:
    مسؤول إيراني: خيارات زيادة تخصيب اليورانيوم حتى إنتاج سلاح نووي مطروحة
    BBC العربي، 8/7/2019، على الرابط:
    الاتفاق النووي الإيراني: الخطوة الثالثة لطهران قد تشمل رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة
  2. موقع عربي 21، 7/7/2019، على الرابط:
    إيران تؤكد تلقيها رسالة أمريكية عقب إسقاط الطائرة المسيرة

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة