من مات وهو قائم على أمر الله هو المنتصر (النصر الأكبر)، قد حاز إحدى الحسنيين، وإن مات مقتولا لا يحوز شيئا من الدنيا، وقد ترك أعداء الله قد علوا في الأرض.

النصر الأكبر في الميزان الإسلامي

تعلَّموا وعلِّموا أولادكم أنَّ (النصر الأكبر) الذي يسعى إليه كلُّ مسلم هو:

أن يموت وهو قائم على أمر الله، متَّبعٌ لدين محمد صلى الله عليه وسلم.

فهذا هو النصر الأكبر، وهذا هو الرشد، وهذه هي الهداية، وهذا هو توفيق الله.

وسواء في ذلك أن يموت منتصرا متحكما، أو يموت شهيدا مقتولا مظلوما، أو يموت ساجدا، أو على سريره.

ولا يهم بعد ذلك عاش مظلوما وهو قائم على أمر الله، أو عاش فقيرا وهو قائم على أمر الله، أو غير ذلك.

رسالة إلى كل شاب يبحث عن معنى النصر

علِّموهم أن الواحد منهم ليس له اختيار بين هذا (النصر الأكبر) وبين أي شيء آخر.

أخبروهم أنَّ الممسوخين وإخوة الممسوخين من بني إسرائيل: كانوا قد قتلوا أنبياء الله!

كان لهم الخيار أن يؤمنوا أو يكفروا، فقتلوا النبيَّ من أنبياء الله فيهم، يتلوه نبيٌّ .. ونبيٌّ.. كشعياء النبي، ويحيى بن زكريا النبي.

ثم هم أرادوا أن يقتلوا محمدا صلى الله عليه وسلم لما بُعث فيهم.

حتى إنَّه سوف يُبعَث بعض الأنبياء يوم القيامة، ويقف أمام الله تعالى رب العالمين، وليس معه سوى شخص واحد قد آمن به، أو اثنين.

ويأتي بعضهم وليس معه أحدٌ أبدًا!

لم يؤمن به أحد، وهو نبيٌّ يكلمه الله وحيا، فأقام على أمر الله، فيأتي منتصرا يوم القيامة، وهو النصر الأكبر.

الثبات على الأمر: طريقك إلى إحدى الحسنيين في الدنيا والآخرة

لقد أذن الله تعالى أن يقع هذا في ملكه، فإنه لا يقع شيء في الدنيا إلا بإذنه، فأذن للناس أن يختاروا في الدنيا.

وله في ذلك حكمته تعالى، أن يتخذ الشهداء من المؤمنين فيأجرهم وينهي لهم حياتهم الدنيا كأحسن ما يرجون.

وما شاء الله من حكمة، سبحانه.

وقد جعل تعالى الجزاء الأوفى في الآخرة.

أما الدنيا فإن الله يربِّي عباده، ويختار لهم، ويحكم ما يريد.

وقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لأعدائه: {هل تربَّصون بنا إلا إحدى الحسنيين}.

فسمّى الله تعالى موت القائم على أمر الله مقتولا في المعركة: إحدى الحسنيين.

والثانية: أن ينتصر القائمون على أمر الله، انتصار الدنيا، فيكون في هذا الانتصار: رزق الدنيا، وأجر عظيم في الآخرة بالقيام على أمر الله، مع السلامة من آلام الدنيا.

الخيار الواحد والنتيجة المضمونة: الثبات على أمر الله طريقك إلى «إحدى الحسنيين

من مات وهو قائم على أمر الله هو المنتصر (النصر الأكبر)، قد حاز إحدى الحسنيين، وإن مات مقتولا لا يحوز شيئا من الدنيا، وقد ترك أعداء الله قد علوا في الأرض.

كذلك قُتل الأنبياء فانتصروا.

فنحن ندافع عن أرضنا، ومقدساتنا، أداء لما أوجبه الله علينا، وغاية ما نريده القيام على أمر الله حتى الممات.

والله بعد ذلك يربِّينا كما يشاء، ويحكم فينا بما يريد، فإن له ما في السماوات وما في الأرض وما فيهن.

ونصر الدنيا رزق وسلامة وخير، والشهادة نصر وأجر أعظم وخير.

والقيام على أمر الله هو (النصر الأكبر) والمطلوب الأوحد، والجزاء في الآخرة هو الجزاء الأوفى والأبقى، وهو غاية الرجاء.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

المصدر

صفحة الشيخ خالد بهاء الدين، على منصة ميتا.

اقرأ أيضا

قوة وثبات المسلمين يوم كنا عظماء

الثبات على دين الله .. وميادين الثبات

من عوامل الثبات على دين الله

التعليقات غير متاحة