نحن في زمن بؤس

ليتهم كانوا طغاة عاديين… عبيد مال أو شهوة أو مصلحة!

في زمن تراجعت فيه الأخلاق وتهاوت فيه الأقنعة، نتمنى لو كان حكّامنا فاسدين فقط…
فاسد يُشترى، طاغية يُساوم، طمّاع يُرشى!
لكن الحقيقة المُرّة أنهم ليسوا عبيد المال ولا اللذة… بل عبيد مشروع صهيوني صليبي، يخوض حرب وجود ضد الإسلام وأمته.

السيسي ليس عبد مال ولا شهوة…

نحن في لحظة نتمنى فيها أن لو كان السيسي عدو الله كلب أموال! أو عبد مصلحة! أو عبد شهوة!!

نتمنى لو كان إلهه المال أو المصلحة أو الشهوة.. فاليوم رأيت نداءات من فلسطينيين وغيرهم يقولون له: اسمح بدخول المساعدات مقابل عشرة أضعاف ثمنها..

وقبل سنين خرجت مبادرة: أطلق المعتقلين، وندفع لك دية كل معتقل!!

وقبل سنين عُرِض عليه أن يصفي ملف الاعتقال والسجون مقابل تعهد الجماعة الامتناع عن العمل السياسي تماما.. بل وعرض بعض أجنحتها أن يعملوا جهدهم في تثبيت نظامه أيضا!

وأنا قمينٌ أن لو كان السيسي عبد مصلحة أو شهوة لجاءت فتاوى من العلماء أن نشتري له العاهرات من أقطار الأرض ليتمتع بهن، ثم يغاث أهل غزة، وأهل مصر..

لكن المأساة أشد من ذلك وأعمق من ذلك..

حين يصبح الحاكم وليًا للصهاينة.. وعدوًا للإسلام وأهله

المأساة أن السيسي.. وأشباهه من حكام البلاد العربية، هم أعداء الله وأعداء الدين.. وهم أولياء الصهاينة والصليبيين..

وعلى الذي يظن أني أبالغ أو أستثير عاطفة أحد أن يخرس أو يموت، فمعظم بلائنا من أمثالك الذين استحبوا العمى على الهدى..

السيسي عدو الله وعدو الدين وولي الصهاينة والصليبيين.. ولذلك هو حريص على انتهاء غزة وفنائها، وتلك مصلحته الكبرى.. كي لا تكون غزة ولا المقاومة نموذجا منتصرا.. هذه هي الكارثة الكبرى عنده.. هذه هي الكارثة التي يتحمل لكي يتجنبها كل أنواع السباب والشتائم، ويضحي لأجلها بكل مكاسب المال والمصالح.. تلك شهوته الكبرى: أن ينكسر الإسلام والمسلمون والإسلاميون..

الأنظمة العربية تريد غزة عبرة.. لقتل الأمل في الشعوب!

عبد الفتاح السيسي -وأمثاله في بقية الدول العربية- حريصون مثل الصهاينة أو أشد على انتهاء الحركة الخضراء، لتكون مثلا وعبرة، وليكون أهل غزة مثلا وعبرة.. وأبواقهم قالت وتقول هذا صراحة، وتستحث الصهاينة على إنهاء هذا الأمر سريعا، لأن طول الزمن يحرجهم.. وقد لا يأمنون معه انفلات الوضع في بلدانهم..

النظام العربي مثله مثل الصهاينة والصليبيين يريدون اختفاء أي نموذج إسلامي يمكنه أن يقاوم.. لأن هذا النموذج يثبت أنهم خونة، ويثبت أن المقاومة ممكنة، وأن النصر ممكن.. ويثبت أن الصهاينة والصليبيين ليسوا آلهة..

لذلك لا بد أن تنتهي هذه النماذج، لا بد أن تفنى.. لا بد لأهلها الحاضنين لها أن يتعذبوا.. فليموتوا من الجوع والقهر والقصف والألم والنار والدم والقذائف والتعذيب.. فليموتوا ليكونوا عبرة ومثلا.. فليموتوا لكي ييأس كل شعب أن يفكر في المقاومة أو في الكرامة..

غزة تدفع الثمن.. والأنظمة العربية تشتري بقاءها بدماء الفلسطينيين!

أهل غزة يدفعون من لحومهم ودمائهم الثمن العاجل في صراع الأمة كلها مع عدوها.. إن انتصرت غزة كانت مثلا يداعب خيال كل شعب.. وإن سُحقت كانت مثلا يؤدب به كل شعب!!

ليتهم كانوا عبيد مال لبذلنا لهم من أموالنا..

ليتهم كانوا عبيد شهوة لاشترينا لهم العاهرات..

ليتهم كانوا عبيد مصلحة لوفرناها لهم..

ولكنهم ليسوا كذلك.. إنهم العدو.. عدو الدين والدنيا.. ونكبة الدين والدنيا.. بقاؤهم في زوالنا، وبقاؤنا في زوالهم.. لا تحتمل الأرض أن يجتمع فينا نحن وهم.. لا يرضون بذلك ولا يقبلونه.. ولن ننتصر عليهم، بل لن نكون أهلا لمقارعتهم ومواجهتهم إلا إن آمنا بمثل ذلك على قدر ذلك أيضا.

لو كان فيهم خير لحركتهم المشاهد السيالة للجوعى والمرضى والأطفال المقطوعين المحروقين.. ولكن: ليس فيهم خير.. ليس فيهم خير.. ليس فيهم خير..

قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة..

ألا ليتنا نؤمن بكلام ربنا: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}، {ودوا لو تكفرون كما كفروا، فتكونون سواء}.

المصدر

صفحة الأستاذ محمد إلهامي، على منصة X.

اقرأ أيضا

سقوط السيسي يقرب فتح القدس أكثر من سقوط نتنياهو!!

هل يا ترى سنُخْدَع من جديد؟

التعليقات غير متاحة