الضفة الغربية تتعرض لأكبر عملية تهجير منذ عام 1967م، حيث يواصل الاحتلال تدمير البيوت والمساكن والبنية التحتية لعدة مدن ومخيمات في الضفة، ويقتل ويأسر ويبطش بمن شاء والسلطة الفلسطينية لا تحرك ساكنًا.
الاحتلال لا يوقفه عن تمدده وبطشه وعدوانه مسالمة ولا موادعة ولا إلقاء سلاح، فإنه لم ولن يجد أعظم خضوعًا ومسالمة من السلطة الفلسطينية، ومع ذلك لم يمنعه ذلك من البطش والعدوان والتمدد واغتصاب الأراضي والممتلكات.
بل التاريخ يشهد أن المسالمة معه لا تزيده إلا عنفوانًا وطغيانًا وتجبرًا، فإن الاحتلال لا يطلب ولا يريد من الفلسطينيين إلا السِّلم المخزية التي فرضها أبو بكر رضي الله عنه على أهل الردة.
فقد جاء وفد أهل الردة من أسد وغطفان يسألون أبا بكر الصلح، فخيرهم، إما حربٌ مجلية، وإما سِلمٌ مخزية. قالوا: أما حرب مجلية فقد عرفناها، فما سلم مخزية؟ قال: «تدون قتلانا، ولا نودي قتلاكم، وتشهدون على قتلاكم أنهم في النار، وتردون إلينا من أخذتم منا، ولا نرد إليكم ما أخذنا منكم، وننزع منكم الحلقة والكراع -أي: السلاح-، وتُتركون تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة رسول الله والمؤمنين رأيا يعذرونكم عليه».
وهذا عين ما يريده الاحتلال:
ألا وهو نزع سلاح المقاومة، وإذلال الفلسطينيين، وإخراجهم عن ديارهم، والتحكم بمصيرهم، وأن يكونوا تحت قهره وسلطانه ورأيه، يقتل من شاء، كيف شاء، متى شاء، ويهجرهم حيث شاء، بلا ضمان ولا تعويض ولا محاسبة.
فليحذر المسلمون، لا سيما الفلسطينيون، من السِّلم المخزية التي قد تُحاك لهم من حيث لا يشعرون.
المصدر
صفحة الشيخ فيصل بن قزار الجاسم على منصة X.
اقرأ أيضا
أجهزة السلطة الفلسطينية: أمن مَن؟
ماذا قدم أبو مازن للقضية الفلسطينية