يا هذا أخبرنا إذا كان قتال أهل غزة ليس شرعيا كما تزعم فهل إثبات الولاية الشرعية للأنظمة اللادينية الإباحية وموالاتها ومعاداة دعاة الإسلام الأحرار لأجلها أمر شرعي؟
وهل العمالة والجاسوسية لأهل الفساد والإجرام على جهة التعبد والتقرب إلى الله أمر شرعي؟
أي العملين أعظم جرما؟!
قتال المقاومة للصهاينة على تقدير كونه ليس شرعيا أم تصرف الدجالين الخراصين حين يلبسون الأنظمة الملتزمة بطاعة غير الله تعالى اللباس الشرعي ويصبغون عليها صبغة الولاية الدينية التي لا تثبت إلا بإقامة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وليس بفهم المخابرات والجواسيس.
وأيضا فإن حماس هم ولاة الأمر في غزة وعلى تقدير أنهم قد أخطؤوا فهم مجتهدون في طاعة الله تعالى فهم مأجورون أجرا واحدا لأنهم ينصرون الإسلام ويذبون عن المقدسات.
ومعلوم أنه ليس خطأ من يسعى لنصرة الإسلام كخطأ من يباشر الحرب على الإسلام كالأنظمة التي تستميتون في الدفاع عنها لإكسابها الشرعية بل هذا ليس خطأ بل هو جريمة كبرى مكتملة الأركان تنفذ في سياق مؤامرة عالمية للإجهاز على البقية الباقية من دين الإسلام.
أين خطأ المقاومة؟!
وأين خطأ المقاومة من عمالة الأنظمة الملكية للبيت الأبيض. لا وجه للمقارنة عند من يملك ذرة من الشرف وسلامة الفطرة والإنصاف ومع ذلك لا تتكلمون عن مروقهم من الدين ومحاربتهم له ولا على تسابقهم إلى بذل الولاء والطاعة والنصرة للبيت الأبيض ضد المسلمين.
طبعا الجواب هنا معروف فأنتم تعتقدونهم ولاة أمور شرعيين مع إعلانهم الصريح عن محاربة الشرع وعلمائه ودعاته الصادقين الأحرار وبيع الأمة ومقدراته في سوق النخاسة.
فأنتم تثبتون لهذه الأنظمة الولاية الشرعية رغم أنها جادة ومجتهدة جدا في حرب الإسلام وتقزيمه فهي نائبة الصليبية والصهيونية في محاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وفي الصحيح: (كَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً، فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ، فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ، قَالَ: فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ، فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ مِنْكَ، فَقَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ، فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ، وَقَالَ: يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي)
لقد دعت عليه أمه: (اللهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ) فكيف نسمي الدفاع عمن يبذل الحب والولاء والطاعة والنصرة للأنظمة التي تبيح قوانينها الفواحش وتتمتع فيها المومسات بالحرية في تعاطي الفجور جهارا.
فإذا كانت النظرة إلى المومسات عذابا يدعى بنزوله على من خالف وآثر صلاة النافلة على فريضة إجابة والدته فما حكم النظر إلى الذين يوالون ويحبون ويطيعون وينصرون أنظمة تحميهن وتبيح فجورهن هل يستطيع ذو نخوة وفطرة النظر إلى وجوههم.
شاهت الوجوه الصفيقة. ونعوذ بالله من الخذلان.
اخلع جلباب العمالة والبس لباس الرجولة ولو مرة في حياتك وأجبنا على هذه الأسئلة.
دعي ماذا علمت سأتقيه …
ولكن بالمغيب خبريني …
اللهم أنزل نصرك …
اللهم كما نصرت المقاومة في غزة بداية فثبتها ومكن لها اللهم عليك بأعدائها البارزين والمستترين. اللَّهُمَّ احصِهم عددا واقتلهم بددا ولا تُغادر منهم أحدا، ومزِّقهم شرّ مُمزّق وَألقِ الرعب في قلوبهم وشتِّت شملهم. اللهم ربنا لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم عبره وآية.
المصدر
صفحة د. سليم سرار، على منصة ميتا.
اقرأ أيضا
نعيش بعزة الإسلام أو نموت بشرف
لا تسألوا مستثمر “أنصاف الفرص” عن اليوم التالي في غزة