165 – مفهوم 13: دور العقل والآيات (المعجزات) في الإيمان بالرسل
يقتصر العقل في مجال الإيمان بالرسل على النظر في سيرهم وحسن عبادتهم لربهم، والنظر في مصداقية الآيات والمعجزات التي جاءوا بها؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة) [رواه البخاري (4981، 7274)، ومسلم (152)]، وعلى هذا فدور العقل مع القرآن الكريم فيما يتعلق بالإيمان بالرسل هو: تدبره وتصديق خبره عن الرسل جميعًا وكل ما ورد في حقهم، وتطبيق ما ورد باتباعهم والاقتداء بهديهم.
فلا بد إذًا لتصديق أي رسول أو نبي من الجمع بين النظر في سيرته والنظر فيما يظهر على يده من معجزات وخوارق، والأمر الخارق وحده لا يكفي؛ إذ قد يجعله الله على يد أحد الكفار فتنة له ولمن يتبعه بسبب مخالفتهم لشرع الله وهديه؛ وذلك كما يحدث على يد المسيح الدجال آخر الزمان من خوارق، مع أنه مكتوب بين عينيه (كافر) يقرؤها كل مؤمن بالله. أمَّا حين يخبر من تظهر على يده آية أو معجزة ممن كان قبل نبينا صلى الله عليه وسلم أنه نبي، مع حسن سيرته وعبادته لله، فهو حينئذ مصدَّق، ومعجزته دليل على صدقه.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445