51 – مفهوم 2: علاقة الحكم بالتوحيد
كما يتنزه الله عزّ وجلّ عن أن يكون له ولد، وعن أن يكون له شريك يُعبد معه، كذلك يتنزه عن أن يكون معه حاكم أو مشرِّع يحكم بغير حكمه؛ فكما قال تعالى: (فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا) [الكهف:110]، فقد قال: (وَلَا يُشۡرِكُ فِي حُكۡمِهِۦٓ أَحَدٗا) [الكهف:26]، وفي قراءة ابن عامر( وَلَا تُشۡرِكۡ )بصيغة النهي؛ فحكمه كعبادته: العبادة له وحده، والحكم له وحده. وهذا مقتضى عظمته وكبريائه على جميع خلقه: (فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ) [غافر:12].
وقول الله تعالى: (أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُ) [الأعراف:54] يشير إلى اختصاص الله بكلٍّ من أحكام القدر والشرع؛ فقوله: (لَهُ ٱلۡخَلۡقُ): هو خالق جميع المخلوقات؛ وذلك يتضمن أحكامه الكونية القدرية، وقوله: (وَٱلۡأَمۡرُ) يتضمن أحكامه الدينية الشرعية [ينظر تفسير السعدي للآية].
المصدر:كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم