تتوزع القوات الأمريكية على العالم أجمع، وتتأهب الصين لتأخذ دورها، والروس يملؤون فراغات معينة، والرافضة الصفويون يلتهمون من الأمة مَزَعات مؤلمة؛ بينما يتحرج المسلمون أن يأخذوا دورهم..!

الخبر

“نشرت صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مستودع الأسلحة العائم الذي تمتلكه الولايات المتحدة، وأشارت إلى أن سفن البحرية الأميركية مزودة بجيش مجهز تجهيزا كاملا، يضم طائرات ودبابات وعددا كبيرا من الجنود.

وللولايات المتحدة العديد من حاملات الطائرات والإنزال البرمائي وهي الأكبر بالعالم، وتحمل على متنها معدات للنقل البري ومقاتلات ووسائل ثقيلة خاصة بالقتال البري والمشاة، تجعلها تشكل جيوشا صغيرة عائمة.

ومن بين الأسرار التي تخفيها هذه السفن هي خصائصها وما تحمله على متنها وقوتها الحقيقية. ومع حمولة تتجاوز (40) ألف طن، وطول يقدر بحوالي (257) مترا، تعد هذه السفن الأكبر حجما بعد حاملات الطائرات النووية الكبرى، كما تتميز بخصائص رئيسية تتمثل في امتلاك سطح طيران خاص بالمروحيات والطائرات، ورصيف جاف في الداخل مهيأ لعمليات الإنزال البرمائي.

جيش مصغر
يمكن أن تحمل سفينة “أل أتش دي” بداخلها وحدة تسمى “وحدة المشاة البحرية”، حيث تشكل وحدة مدمجة تحتوي على جميع العناصر اللازمة للعمل بشكل مستقل، ونشر قواتها بسرعة كبيرة. وتضم وحدة المشاة حوالي ألفي جندي من مشاة البحرية تحت قيادة عقيد وتشكلها كتيبة مشاة معززة، وفريق طائرات ومجموعة لوجستية ومقر رئيسي يضم حوالي (100) جندي.

خوض الحرب في أي مكان
وفي حال نشوب صراع، فإن القدرة العسكرية لواحدة فقط من هذه السفن، التي تبحر برفقة أسطول، كبيرة جدا. ويمكن أن تنتشر هذه السفن بسرعة كبيرة وتسيطر على جزء كبير من الساحل”. (1موقع “الجزيرة، 17/8/2019، على الرابط:
ما لا تعرفه عن الجيوش الأميركية العائمة
)

التعليق

يتحرج بعض المسلمين من بعض الآيات المنزلة، قد يقرؤونها لكنهم يشعرون بشيء من التردد أو التحرج منها، وكأنهم يستحيون مما أنزل الله تعالى.
يقرأ بعضهم ﴿يأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة..﴾ فيتحرج منها البعض.

والآية ليست خطابا فرديا؛ بل هي خطاب للأمة في مجموعها في صورة الدولة التي تقوم بمهمة الرسالة بين الأمم.

كثيرا ما لا يدرك المسلمون قيمة ما معهم، ولا قيمة ما يحملون من رسالة وما تستوجبه من شعور بالأمانة العظيمة التي يجب أن تؤدَّى..

يغفل المسلمون كثيرا عن احتياج البشرية لهذا الدين، ولرؤية منهجه ونظامه. والمفارقة الأكثر اليوم أن يتراجع المسلمون عن هذ الدين أو يرتابون أو ينفضّون.. بل كثيرا ـ إن لم يكن دائما ـ ما تحاربه أنظمتهم الحاكمة.

وكثيرا أيضا ما يغفل الناس عن معنى (النار) يوم القيامة، وأنها محل التحذير وأن الحياة يجب أن تُصرف من أجل النجاة منها، وإنجاء الخلق، وعدم تركهم يهلكون، وعدم ترك الناس فريسة للمضلين يضلون الناس أو يغوونهم بالقوة أو بالتضليل. هذا أحد وظائف وجود الأمة.

والمفارقة العجيبة أن الله تعالى الذي يعلم طبيعة تحرك المجتمعات والقوى، والذي أمر بهذا الأمر الشرعي، قد أرانا تعالى بأمره القدري حاملات الطائرات الأمريكية وأساطيلهم لا (تدافع) عن أمريكا؛ بل هي في بلادنا وشواطئنا وتجوب العالم لتردع العالم كله وتفرض رؤيتها وسياستها ونمط حياتها ولتنهب ما تشاء من الثروات..!

ومثلها اليوم روسيا، فهي لا تستعمل قوتها في بلادها بل على رؤوس أطفالنا في سوريا وغيرها.

بل والأدهى من ذلك أن إيران لا تدافع عن نفسها وحدودها بل هي تتحرك في العراق والشام وفلسطين، واليمن، بل وفي شمال وقلب أفريقيا لتخرج من أسلم لله تعالى لتدخله في عبادة الأئمة وتقديس الملالي ودعاء الأموات والسجود للمزارات.

وأما الكيان الصهيوني فحدِّث ولا حرج، فهو يمنع الماء عن أهل مصر ليبتز الجميع، وأجهزته الأمنية يستعين بها ملوك ورساء العرب، ومجالها الحيوي بعيد جغرافيا عادة عن حدود ما اغتصبت من فلسطين.

إن ما أمر الله به هو الأمر الحق، وهو قائم على تصور قد افتقدناه كثيرا، وهو أن الدولة في الإسلام قائمة على هذا الدين من حيث الولاء والهوية، ومن حيث النظام والمنهج، ومن حيث القوانين والقيم، ومن حيث الرسالة.

عندما تترك رسالتك يتقدم اليهود يحملون الفكرة الصهيونية المدمرة والحارقة للعالم، أو يتقدم الأمريكيون يحملون الرسالة الأمريكية بقيم الإلحاد والإباحية التي يحملونها للعالم، أو الفكرة الصفوية الشيعية بشركها وخرافاتها التي تفرض نفسها على المنطقة. ويسمي الجميع من عاداهم إرهابا أو وهابية أو تطرفا، بينما هم الممثلون الحقيقيون للإرهاب والتطرف والفساد الماحق.

إن العالم تجوبه رسالات وتخترقه أفكار. فإن لم يكن الدين الحق، ظن كل مبطل أن ما معه هو الحق وانخدع به ثم أضل به الناس.
بينما يجب أن يفرض المسلمون مكانهم بين الأمم ويوصلوا رسالة الله تعالى الى خلقه.

تلك الرسالة التي تجهلها اليوم أجيال، ويتنكر لها المنافقون، وتحاربها رايات كثيرة من أجل عقائد خادعة أو دنيا سيرحلون عنها قريبا؛ لكنها رسالة هذا الدين، وسيجدها كل من يقرأ كتاب الله تعالى بثقة ويقين وقبول واطمئنان.

خاتمة

لا نسوق الخبر أعلاه لتخويف المؤمن؛ بل لتفيهمه طبيعة البشر، وأنه إن نجح العدو في تحريج المؤمن مما كتاب الله من أحكام باتهامه أنها “عدوانية” و”استفزاز” وغير ذلك من الأسماء الباطلة؛ فإن العدو نفسه يقوم بالدور الذي يستنكره على المؤمن ومن أجل باطله.

أما هذه القوى؛ فاعلم أن القوة بالله تعالى، وأن المقادير بيده، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن، وأن المسلمين لو عزموا طريقهم فسيجدون من الإمكانات والإجراءات ما يجعل الله لهم به فرجا ومخرجا، حتى يقودوا الدنيا مرة ثانية بالعدل الرباني الذي أكرمهم الله به وأكرم به البشرية.

…………………………..

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة، 17/8/2019، على الرابط:
    ما لا تعرفه عن الجيوش الأميركية العائمة

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة