إن أعظم علاج ينبغي أن يتنادى به المصلحون هو أن تدعى الأمة من قبل الصادقين للجهاد بكل أنواعه، قولاً باللسان، وجهاداً بالمال والسنان، فهو العلاج النافع الذي سوف يزيل هذا الظلام الحالك، وينير فجر الدين، ويعيد العزة لهذا الدين ويمكن المؤمنين.

رسالة الأمة المحمدية

الأمة المحمدية آخر الأمم، اصطفاها الله سبحانه واختارها لتكون حاملة الرسالة الخاتمة، وهذه الخيرية نوه بها الكريم المتعال فقال سبحانه: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) [آل عمران: 110]، وعن بهز بن حكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ في تفسير الآية: «أنتم تُتمونَ سَبْعِينَ أُمَّةٌ أَنتُمْ خَيْرُها وأكرمها عَلَى اللَّهِ»1(1) رواه الترمذي (٢٠٠١) وحسنه..

فالأمة المحمدية رسالتها إيمان بالله وبرسوله، إيمان تتجذر عروقه في القلب يقيناً واطمئناناً، وعلى اللسان قولاً وبرهاناً، وبالأعمال سرا وإعلاناً، وأجلّ تلك الأعمال تطهير المجتمع من رذيلة المنكرات، وإعلاء كلمة المعروف حتى تكون هي العليا، فإن تحقق ذلك استحقت الخيرية، وإلا كانت كما قال الله في بني إسرائيل: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [المائدة: 68].

فأمتنا عندما تخلت عن رسالتها الكونية، وتركت الجهاد في سبيل الله تعالى أصابها الوهن، وتسلل إليها التواني والعجز، وطمع فيها القريب والبعيد وزادتها معاول الهدم من الداخل والخارج فتركتها تجثو على ركبتيها، فتكاثرت عليها سكاكين الغدر والتدمير، فعَنْ ثَوبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَما تَدَاعَى الْأَكَلَهُ إِلَى قَصْعَتِهَا»، فَقَالَ قَائِلُ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنتُمْ يومَئِذٍ كَثِيرُ، وَلَكِنَّكُمْ غثَاء كَغثاءِ السِّيلِ، وَليَنزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوكم المهابة مِنكُمْ، وَلَيَقذفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهُنَ» فَقَالَ قَائِلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»2(2) رواه أبوداود (٤٢٩٧)، وصححه الألباني..

بداية الانحراف عن الرسالة سياسياً في الأمة

لقد أخبر الصادق المصدوق أن الأمة ستمر بخمس مراحل سياسية، أولها نبوة ورحمة، وقد شهدت الأمة بعض تلك المراحل من تلك النبوءة، فعاشت مرحلة النبوة والخلافة الراشدة فتمددت أطرافها، وصلب عودها وثبت عمودها، ثم جاءت المرحلة الثالثة وما إن بدأت الخلافة الأموية حتى ظهرت الانحرافات السياسية التي كانت في الصدر الأول، وذلك بعد انتهاء إمارة معاوية رضي الله عنه، ولا زالت تتسع تارة وتضيق أخرى حتى وهنت بفعل العوامل التي ذكرناها فامتدت إليها سكاكين التمزيق والاستعمار وكان ذلك بنهاية سقوط الخلافة العثمانية.

فقد روى الإمام أحمد عن حذيفة، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاج النبوة، فتكونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله أن يرفعها، ثم تكونُ مُلكًا عَاضًا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلكًا جبرية، فتكونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أن يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نبوة»3(3) مسند أحمد (20/355) بإسناد حسن..

ويجب التنبه على أن هذه المراحل من حيث الجملة، وإلا فقد يتخللها في فترات وأماكن تولي أهل العدل والرحمة، كحال معاوية رضي الله عنه، فإنه كان ملكاً إلا أنه كان ذا رحمة وحلم وتقوى، وكحال عهد عمر بن عبدالعزيز، فقد عد خليفة راشداً، وهكذا فبين فترة وأخرى يظهر عادل ينفس به عن الناس.

كما فسر أهل العلم عموم حديث الزبير بنِ عَدِي، قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الحجاج، فقال: «اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانُ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نبيكم صلى الله عليه وسلم»4(4) رواه البخاري (٧٠٦٨).. قال ابن الأثير رحمه الله تعالى: وفيه: «ثم يكون ملك عضوض» أي يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنهم يعضون فيه عضاً، والعضوض: من أبنية المبالغة»5(5) النهاية في غريب الحديث، (٢٢٦/١)..

وهذا ما وقع في حكم الملوك بعد الخلافة الراشدة، حيث وقعت مظالم وعسف كحال زمن الحجاج، فمر على الأمة جملة من الملوك على تلك الحال، مع مراعاتهم أحكام الشرع في الجملة، إلا أنهم راعوا هيبة ملكهم بأساليب ألحقوا بها ظلماً بالناس، ثم بعد هذا يزداد الظلم فيكون عتو وقهر وتجبر، حيث تكون الولاية: «مُلكًا جبرية». قال ابن الأثير رحمه الله تعالى: والحديث الآخر: «ثم يكون ملك وجبروت» أي: عتو وقهر، يقال: جبار بين الجبروة، والجبرية، والجبروت»6(6) النهاية في غريب الحديث، (٢٥٢/٢). رواه أحمد (٦٥٢١).، وهذا واقعنا الأليم الذي نعيشه اليوم، حيث تقع الأمة تحت حكم استبدادي ظالم تعسفي، لا يقيم للشورى إلا اسمها، ولا للحرية إلا رسمها، ولا للعدالة إلا لفظها، فوقع الظلم حتى للألفاظ فوضعت في غير موضعها.

إن أمة أصابها الوهن وركنت للظالم فساسها بالعسف لأمة تحتاج إلى إنقاذ، وإن أمة سكتت عن الظلم فقد تودع منها، كما جاء في الحديث فعن عَبْدِ اللهِ بنِ عَمرو رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِم أَنْ تَقُولَ لَهُ: إِنَّكَ أَنتَ ظَالِمٌ، فَقَدْ تُودَعَ مِنْهُمْ»7(7) رواه أحمد (6521)..

أمراض الأمة 

إن أمراض الأمة كثيرة ومتنوعة، وأخطر مرض وسرطان فيها هم أولئك الساسة الذين استولوا على السلطة بالحديد والنار، وسواء كانوا من صناعة العدو الخارجي أو كانوا من الذين تواصوا بالطغيان، لأن السلطان إذا صلح صلح الناس وإذا فسد فسد أكثر الناس، وقد قيل «كما تكونوا يولى عليكم». وأثر عن سيدنا عثمان رضي الله عنه: «إنّ الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»8(8) الدر المنثور (4/ 99)..

وأما المرض الثاني فهو بعد الأمة عن مصادر الوحي، مما ترتب عليه فراغ روحي، أبعدها عن الجد والرقي الكمالي إلى معارج البناء الحضاري، والجمال الروحي، وأقعدها عن الجهاد؛ بل صارت بعض البلاد تحارب كلّ بصيصة أمل تريد إخراج الأمة من تبعيتها، وتجعلها أمة ذات رسالة وعزة وكرامة.

وأما المرض الثالث فهو انتشار الفرق الضالة من صوفية منحرفة، وأخرى باطنية، زيادة على الغزو الفكري من مستشرقين وعلمانيين وملاحدة وحداثيين، فأفسدوا ما تبقى من دور للتعليم الأصلي، فتفشى الجهل، وكثرت الخرافات ومع ذلك لا يزال في الأمة . خير كلما وجدت من يناديها بصوت العمل والجد، والنصيحة الصادقة فتظهر تأييده وتقف بجانبه على قدر طاقتها وما هو مسموح به في حدود فعلها.

طوفان الأقصى وتردداته

في غزة العزة استيقظ العالم ذات يوم على هدير طوفان زعزع أركان دولة باغية محتلة، كانت مع السبق والإصرار أصلاً تريد تهجير البقية الباقية من أعزة المسلمين في غزة والتي أصابهم منها صداع رغم كل المكائد والحصار، وتحريش القريب والبعيد على أهل تلك القطعة التي لا تكاد تتنفس لضيقها بأهلها، ولكن رب ظالم جعل مصرعه على يد أضعف مخلوق، فكيف إذا كان هذا المخلوق قد تسلح بأعظم سلاح وهو الإيمان، وكان عدوّه قد جلب أعتى الأسلحة، وحينئذ لزم على الأول أن يعد العدة قدر المستطاع ثم يترك الباقي بعد التوكل على الله سبحانه.

اهتز العالم المهتز عن قيمه وأخلاقه وإنسانيته، بعدما رأى تلك الثلة المؤمنة القرءانية تريد تحقيق موعود الله، وأصابها الوجع فثارت وطارت تؤازر احتلالاً غاصباً، وشعباً تجمع من الآفاق عديم الأخلاق، ولكن المؤلم هو ليس الأعداء الكفار فهذا شأنهم في تفكيك الأمة ومحاربتها (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) [الفرقان: 31]

ولكن العجب فيمن ارتد عن الدين ولا يزال يلبس عباءته ويدلس على الأمة باسم الدين، من ولاة وعلماء زور، فهؤلاء أخطر عليها من العدو الخارجي.

علاج الوهن

إن أعظم علاج ينبغي أن يتنادى به المصلحون هو أن تدعى الأمة من قبل الصادقين للجهاد بكل أنواعه، قولاً باللسان، وجهاداً بالمال والسنان، فهو العلاج النافع الذي سوف يزيل هذا الظلام الحالك، وينير فجر الدين، ويعيد العزة لهذا الدين ويمكن المؤمنين، لأن النبي بين ذلك فقال: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلّط الله عليكم ذلاً لا ينزعه شيء، حتى ترجعوا إلى دينكم»9(9) أخرجه أبو داود (٢٤٦٢)، وأحمد (٤٨٢٥)..

لقد كان مع أيوب رضي الله عنه في فتح القسنطينية أناس فهموا ظواهر الآيات على غير حقيقتها فردهم إلى الفهم الصحيح ولم يؤخر البيان لأنه وقت جهاد واستبسال وطعن في نحور الأنذال، فَعنْ أَسْلَم أبي عِمْرَانَ التجيبي، قَالَ: كُنَّا بِمَدِينَةِ الرُّومِ فَأَخْرَجُوا إِلَيْنَا صَفًّا عَظِيمًا مِنَ الرُّومِ، خَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِثْلُهُمْ أو أكثر، وَعَلَى أَهْلِ مِصْرَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَلَى الجَمَاعَةِ فَضَالَة بْنُ عُبَيْدٍ، فَحمَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَفِ الرُّومِ حَتَّى دَخَلَ فِيهِمْ، فَصَاحَ النَّاسُ وَقَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ يُلْقِي يَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، فَقَامَ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَتَؤولُونَ هَذِهِ الْآيَةَ هَذَا التَّأْوِيلَ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةَ فِينَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ لَمَّا أَعَزَّ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَكَثرَ نَاصِرُوهُ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ سِرًّا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَمْوَالَنَا قَدْ ضَاعَتْ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَزَّ الإِسْلَامَ وَكَثرَ نَاصِرُوهُ، فَلَوْ أَقمْنَا فِي أَمْوَالِنَا، فَأَصْلَحْنَا مَا ضَاعَ مِنْهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعَالَى عَلَى نَبِيهِ صلى الله عليه وسلم يَرُدُّ عَلَيْنَا مَا قُلْنَا: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195] فَكَانَتِ التهلكة الإقامة عَلَى الْأَمْوَالِ وَإِصْلَاحِهَا، وَتَرَكنَا الْغَزْو»، فَمَا زَالَ أَبُو أَيُّوبَ، شَاخِصًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى دُفِنَ بِأَرْضِ الرُّومِ”10(10) سنن الترمذي (۱۹۷۲)، وقال: حسن صحيح..

فانغماس الأمة في الدنيا وشهواتها باعث على التخلي عن إقامة الدين، ورفع علم الجهاد من أهم سبل النهوض بها، وقد يكون ما وقع في أفغانستان وفلسطين إحدى الملهمات التي اشرأبت لها كثير من أعناق الشباب والشيوخ والصبيان الذين وجدوا رائحة العزة رغم الجراح المؤلمة والضربات الموجعة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يؤمنون.

الهوامش

(1)  رواه الترمذي (٢٠٠١) وحسنه.

(2) رواه أبوداود (٤٢٩٧)، وصححه الألباني.

(3) مسند أحمد (20/355) بإسناد حسن.

(4) رواه البخاري (٧٠٦٨).

(5) النهاية في غريب الحديث، (٢٢٦/١).

(6) النهاية في غريب الحديث، (٢٥٢/٢). رواه أحمد (٦٥٢١).

(7) رواه أحمد (6521).

(8) الدر المنثور (4/ 99).

(9) أخرجه أبو داود (٢٤٦٢)، وأحمد (٤٨٢٥).

(10) سنن الترمذي (۱۹۷۲)، وقال: حسن صحيح.

المصدر

الشيخ مختار بن العربي مؤمن، عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم، مجلة أنصار النبي صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضا

ويبقى الداء ما بقي “الوهن”..!

ولا تهنوا ولا تحزنوا .. فالنصر قادم

عوائق في طريق النصر

التعليقات غير متاحة