هدوءٌ خادع يسبق الانفجار… فهل ما نعيشه اليوم خارج المعركة حقًّا، أم في قلبها دون أن نشعر؟
لم تعد المواجهة محصورة في ساحات القتال ولا في صورها التقليدية، بل تمددت لتطوّق الوعي والقرار والموقف اليومي للإنسان المسلم. ومع تسارع الأحداث وتكثف الصراع، يفرض الواقع أسئلة ثقيلة حول المسؤولية، والموقع، وحدود الاختيار في زمن لم يعد يسمح بالحياد.
المعركة الشاملة: لم يعد الخيار بيد المسلم
إن ميادين التدافع والصراع بين الحق والباطل لم تعد اليوم مقتصرة على ميدان واحد أو صورة واحدة؛ فمساحة المعركة ممتدة وواسعة ومتنوعة، ولا خيار للمسلم اليوم في موقفه تجاهها؛ فقد وُضع سائر المسلمين في وسط المعركة سواء اختاروا خوضها أم جبنوا عنها، هكذا أراد الأعداء من الخارج والداخل الذين جعلوا الإسلام وأصوله وأرضه وتاريخه وتراثه ورموزه وأنصاره في وجه نيرانهم المستعرة منذ 100 سنة، وازداد استعارها ولهيبها في العامين الأخيرين منذ بداية أحداث غزة وطغيان الكيان الصهيوني وعربدته في كل الأقطار المحيطة به ومسارعة المنافقين في خدمته ومحاربة أعدائه؛ مما يزيد من الواجب ويؤكّد المسؤولية ويحتّم البذل والتضحية.
سؤال العصر: هل “معركة الإسلام” شعار عفا عليه الزمن؟
ولا شيء يثير العجب والغرابة اليوم كحال كثير من المسلمين الذين يخوضون معاركهم الحياتية الشخصية بعيدا عن معركة الإسلام العامة التي تحيط بهم وتستعر من حولهم وكأنهم لا يرونها.
وقد يقول قائل: هذه شعارات عفا عليها الزمن فنحن في زمن الدول الحديثة والسياقات الوطنية والمنظومات الدولية فما وجه قولك: “معركة الإسلام”؟
الإجابة الحقيقية: ليست قضية عقل فقط.. بل قلب وعزة وكرامة
وهذا السؤال لا يحتاج إلى كبير جواب معرفي وواقعي وتاريخي؛ لأن شواهد كل ذلك مبثوثة كثيرة محيطة متجددة يوميا؛
بل يحتاج إلى إيقاظ للقلب وإحياء للعزة والكرامة التي يؤدي فقدانها إلى تيه الفكر والعقل.
إن إعادة مفاهيم العزة والكرامة والتضحية في سبيل الله وإيثار الآخرة على الدنيا، وتعزيز مفاهيم الولاء والبراء على نصرة الإسلام لمن أهم ما ينبغي تحقيقه في النفوس والقلوب والعقول بكل قوة وصدق وأمانة،
وإن اختيار سبيل نصرة الإسلام وأهله لم يعد باباً مستحباً فحسب؛ بل بات فرضاً واجباً وأمراً مؤكداً بحسب استطاعة كل إنسان وقدرته.
المصدر
جريدة الأمة الإلكترونية.

