كثيرا ما يقف الملأ من الأمم الكافرة موقف المعاند لدين الله والجامع لحربه والصد عنه. لكن مواقف هذا الملأ تتحطم على صخرة صلابة المؤمن صاحب العقيدة الماضية.

مقدمة

عندما تأذّنت إرادة الله تعالى أن يجعل هذا الإنسان خليفة في هذه الأرض، وأهبط آدم إليها، زوّده الله تعالى بكل ما يحتاجه لعمارة هذه الأرض للقيام بأعباء الوظيفة التي خلقه الله تعالى من أجلها، ورسم له منهج حياته ليحقق له السعادة الكاملة، وليقوم بالقسط والعدل: ﴿وأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ والْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ (الحديد: 25).

وبذلك رسم الله تعالى لهذا الإنسان طريق الهداية المستقيم، فقد خلقه الله تعالى في أحسن تقويم: ﴿لقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ (التين: 4) وفطره على التوحيد والإسلام، وأخذ عليه العهد والميثاق ليؤمننَّ بالله ربه: ﴿فِطْرَتَ اللهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْق اللهِ﴾ (الروم: 30).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تُحسّون فيها من جدعاء؟» ، ثم يقول أبو هريرة رضى الله عنه ﴿فِطْرَتَ اللهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ﴾. (1أخرجه البخاري في الجنائز، فتح الباري3/ 219، 246، مسلم في القدر4/ 2047 برقم (2658) ، والحديث أخرجه أيضاً أبو داود في السنة، والترمذي في القدر، ومالك في الجنائز وأحمد في المسند 2/ 315، 346، وانظر شرح السنة للبغوي: 1/ 154 – 162، درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية، وما كتبه المحقق حول الحديث: 8/ 361-366)

وألهمه – سبحانه – طريق الخير ليسلكه، وعرّفه طريق الشر ليجتنبه: ﴿ونَفْسٍ ومَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ (الشمس: 7-10).

وبذلك جعل الله تعالى للإنسان هاديًا في داخل نفسه يمّيز فيه بالإلهام الإلهي بين الأفكار الصالحة والسيئة، والأعمال الصحيحة والباطلة، ويهدي الإنسان إلى الطريق السوي في الأفكار والأعمال.

ولكن لما كانت هداية الفطرة غير كافية، وكانت ـ لاقترانها بكثير من القوى الفكرية والخارجية التي تعمل على ترغيب الإنسان في أعمال الشر والمعصية، وتزيّنها في نظره، وتجذبه إليها جذباً عنيفاً ـ غير كافية في جعل الإنسان يميّز بين صراط الحق المستقيم وبين الطرُق المعوجّة المتعددة ويسلكه آمنا مطمئنًا، فإن الحق ـ سبحانه وتعالى ـ أراد الرحمة بالإنسان وتدارك فيه هذا النقص من الخارج، بأن أرسل إليه رسله ليساعدوا هاديه الباطني بنور العلم والمعرفة، ويوضحوا له بالآيات البينات ذلك الإلهام الفطري المبهم الذي يتضاءل نوره في ظلمات الجهل وهجمات القوى الضالة في داخل النفس البشرية وخارجها. (2الحضارة الإسلامية لأبي الأعلى المودودي ص167-168، وانظر شرح العقيدة الطحاوية 4 – 13، في ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله 6/ 806 – 812، دار الشروق)

ومن رحمة الله – سبحانه – بعباده أنه لا يحاسبهم بمقتضى هذه الفطرة العامة وإنما يحاسبهم بعد إرسال الرسل: ﴿رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ ومُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ (النساء: 165) ﴿ومَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ (الإسراء: 15) وبذلك تنقطع حجة أولئك الذين يريدون الاعتذار عن شركهم أو عدم التزامهم بدين الله تعالى ومنهجه: ﴿أَن تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المُبْطِلُونَ * وكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ ولَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الأعراف: 172-174).

أعلام الدعوة إلى الله

وتتابعت رسل الله تعالى إلى البشرية تدعوها إلى دين الله ومنهجه، وتجعلها على الجادّة من الطريق: ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾ (المؤمنون: 44)

وتضافرت جهود الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، على الدعوة إلى دين الله الذي لا يقبل من الناس سواه، وحملوا كلهم راية التوحيد، وهتفوا جميعاً بقومهم: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (الأعراف: الآيات 59، 65، 73، 85).

وقد قرر الله هذه الحقيقة قاعدة عامة في دعوة كل الرسل، عليهم الصلاة والسلام، بعد أن ذكرها على لسان كل منهم (3انظر بالتفصيل بحثاً لنا بعنوان “إن الدين عند الله الإسلام”، في مجلة البحوث الإسلامية، العدد 15، تصدر عن رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، بالرياض)، فقال: ﴿ومَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلاَّ نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ (الأنبياء: 25) ﴿ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ (النحل: 36).

طبيعة دعوة الرسل وآثارها

وهذه الدعوة التي جاء بها رسل الله تعالى هي دعوة إلى توحيد الله تعالى، وإخلاص العبادة بكل أنواعها لله الواحد الأحد، وهي تنديد بالكفر والشرك وأهلهما، ودعوة إلى اجتناب الأوثان والطواغيت مهما تعددت أشكالها وألوانها وصُورها، ودعوة إلى إسقاط الأقنعة الزائفة التي يتستر وراءها أولئك الذين يتسلطون على رقاب العباد وأموالهم، ويزعمون لأنفسهم حق السيادة عليهم، وحق التشريع لهم والطاعة والاتباع.

وإن هذه العقيدة، وهذا الإيمان بالله، سبحانه، وبأنه هو وحده الإله الحق الذي ينبغي أن يعبد وأن يطاع وأن يكون له الأمر والنهي، لأنه وحده هو الخالق: ﴿إنِ الحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاهُ﴾ (يوسف: 40) ﴿أَلا لَهُ الخَلْقُ والأَمْرُ﴾ (الأعراف: 54).

وأن كل ما عداه، من الآلهة التي يعلق الناس عليها آمالهم ويعكفون حولها، إنما هو زيف وباطل، وأن الله، سبحانه وتعالى، هو مالك المُلك المتصرف بكل شيء: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (آل عمران: 26).

وأنه هو وحده القادر الرازق المحيي المميت، مقدّر الآجال، وإليه المرجع والمصير، وأن ما عداه، مما يدعو الناس من آلهة وما يخافون في الأرض من دون الله إنما هو زيف وضلال وغثاء (4اقرأ ـ إن شئت ـ طريق الدعوة في ظلال القرآن، لأحمد فايز 2/ 79 وما بعدها): ﴿لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِن ظَهِيرٍ﴾ (سبأ: 22).

هذه العقيدة الواضحة الناصعة، تكشف الحقيقة، وتُزيل الغشاوة عن العيون، وتهتك الأقنعة التي يختبئ وراءها الطغاة، وتقوّض عقائدهم، وتزلزل عروشهم، وتكشف زيفهم، فهي خطر عظيم يهدد سيادتهم، ويُقلق أمنهم وراحتهم، ويقلب الأوضاع التي تعارفوا عليها، والقيم والتقاليد التي توارثوها عن آبائهم وأسلافهم جيلاً بعد جيل، وتنزع منهم السلطان الذي يتسلطون به على رقاب العباد فيذلونهم ويحتقرونهم، ويتسلطون به على أرزاقهم وأموالهم، فيأكلون بالباطل والإثم والعدوان.

هذه العقيدة تجعل الناس كلهم سواسية أمام الله تعالى، لا يتمايزون بالأنساب ولا يتخايلون بالألقاب.. السادة والعبيد سواء.. لا يتفاضلون إلا بالإيمان والتقوى ولا يتمايزون إلا بالسبق والبلاء، فالكل خُلقوا من أصل واحد ويعبدون رباً واحدًا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً ونِسَاءً﴾ (النساء: 1). وقال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات: 13).

من الواقع التاريخي

ولقد عبر عن تلك المعاني كلها “ربعي بن عامر”، و”حذيفة بن محصن”، و”المغيرة بن شعبة” ـ رضي الله عنهم ـ وظهر في كلامهم لرستم قائد الفرس أثر هذه الدعوة في النفوس:

موقف “ربعي”

قال رستم لربعي بن عامر رضي الله عنه: ما جاء بكم..؟

قال: الله ابتعثنا، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جوْر الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلَنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل منا ذلك قبلنا منه، ورجعنا عنه وتركناه وأرضُه يليها دوننا، ومن أبى قاتلناه أبداً، حتى نُفْضي إلى موعود الله.

قال: وما موعود الله..؟

قال ربعي: الجنة لمن مات على قتال مَنْ أبى، والظفر لمن بقي.

ولما سأله رستم، بعد نقاش: هل أنت سيد قومك..؟

قال: لا؛ ولكن المسلمين كالجسد بعضهم من بعض، يجير أدناهم على أعلاهم.

موقف “حذيفة بن محصن”

وفي اليوم الثاني بعثوا اليهم “حذيفة بن محصن”، رضي الله عنه، فجاء حتى وقف على بساط رستم، فقال له: ما جاء بكم..؟

قال: إن الله، عز وجل، منّ علينا بدينه وأرانا آياته، حتى عرفناه، وكنا له منكرين، ثم أمرَنا بدعاء الناس إلى واحدة من ثلاث، فأيها أجابوا إليها قبلناها: الإسلام وننصرف عنكم، أو الجزاء (الجزية) ونمنعكم إن احتجتم إلى ذلك، أو المنابذة.

موقف “المغيرة بن شعبة”

فلما كان من الغد أرسل رستم إلى المسلمين: ابعثوا لنا رجلاً، فبعثوا إليه “المغيرة بن شعبة”، فأقبل المغيرة والقومُ في زيهم، عليهم التيجان والثياب المنسوجة بالذهب، وبُسُطُهم على غلوة (قدر رجعة السهم) لا يصل إلى صاحبهم، حتى يمشي غلوة.

وأقبل المغيرة حتى جلس على سريره ووسادته؛ فوثبوا عليه وأنزلوه وضربوه ضرباً ليس شديداً، فقال: كانت تبلغنا عنكم الأحلام، ولا أرى قوماً أَسْفَه منكم! إنّا معشر العرب سواء، لا يستعبد بعضنا بعضاً إلا أن يكون محارباً لصاحبه، فظننت أنكم تواسون قومكم كما نتواسى، وكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض، وأن هذا الأمر لا يستقيم فيكم فلا نصنعه. ولم آتكم ولكن دعوتموني، اليوم علمت أن أمركم مضمحل، وأنكم مغلوبون، وأن مُلكاً لا يقوم على هذه السيرة، ولا على هذه العقول.

فقال السِّفْلَة (5السِّفلَة من الناس ـ بالكسر والسكون وفتح الأول وكسر الثاني: أسافلهم وغوغاؤهم ” المعجم الوسيط 1 / 434):

صدق والله العربي، وقال الدهاقين: والله لقد رمى بكلام لا يزال عبيدنا ينزعون إليه، قاتل الله أوّلينا ما كان أحمقهم حين كانوا يصغِّرون أمر هذه الأمة.

ثم تكلم المغيرة فحمد الله وأثنى عليه، ورد على رستم كلامه.. ثم ذكر مثل الكلام الأول. (6انظر تاريخ الطبري 3/ 520 – 525 بتحقيق محمد بن الفضل إبراهيم، البداية والنهاية لابن كثير 7/ 39 – 40)

خاتمة

تلكم هي كلمات ربعي وإخوانه، رضي الله عنهم، صدى على طريق الدعوة إلى الله، تنير الطريق أمام الناس وتفتح عقولهم وقلوبهم، فلا عجب أن ينزع إليها العبيد وعامة الناس في فارس من بطانة رستم، وأن يخافها دهاقين فارس، أي الرؤوساء فيها المتسلطون على أولئك العبيد..!

لم يكن مجرى التاريخ بتحطم قوى الكفر في فارس والروم ناتجا من فراغ؛ بل كان بسبب تلك التربية التي أجرى الله تعالى قدَره على أيد أصحابها؛ فيقبضون الأجرة ويسترون القدرة.

إن القوة الحقيقية كامنة في قلب المؤمن، واضح العقيدة وقي المأخذ ماضي الهمة. وبمثل هؤلاء ينتصر الإسلام اليوم، فالأمة في انتظارهم، بل والبشرية كلها.

………………………………..

هوامش:

  1. أخرجه البخاري في الجنائز، فتح الباري3/ 219، 246، مسلم في القدر4/ 2047 برقم (2658) ، والحديث أخرجه أيضاً أبو داود في السنة، والترمذي في القدر، ومالك في الجنائز وأحمد في المسند 2/ 315، 346، وانظر شرح السنة للبغوي: 1/ 154 – 162، درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية، وما كتبه المحقق حول الحديث: 8/ 361-366.
  2. الحضارة الإسلامية لأبي الأعلى المودودي ص167-168، وانظر شرح العقيدة الطحاوية 4 – 13، في ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله 6/ 806 – 812، دار الشروق.
  3. انظر بالتفصيل بحثاً لنا بعنوان “إن الدين عند الله الإسلام”، في مجلة البحوث الإسلامية، العدد 15، تصدر عن رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، بالرياض.
  4. اقرأ ـ إن شئت ـ طريق الدعوة في ظلال القرآن، لأحمد فايز 2/ 79 وما بعدها.
  5. السِّفلَة من الناس ـ بالكسر والسكون وفتح الأول وكسر الثاني: أسافلهم وغوغاؤهم ” المعجم الوسيط 1 / 434.
  6. انظر تاريخ الطبري 3/ 520 – 525 بتحقيق محمد بن الفضل إبراهيم، البداية والنهاية لابن كثير 7/ 39 – 40.

المصدر:

  • مجلة البيان، ربيع الآخر – 1407هـ (السنة: 1)، عثمان جمعة ضميرية.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة