يصمم اليسار السوداني على سرقة ثورة أهل السودان والانحراف بها لمعاداة الإسلام شريعة وهوية، والتصادم مع الشعب المسلم أو إضلاله؛ إرضاء للغرب ليسمح لهم بشهواتهم وأحقادهم.
الخبر
“أصدرت لجنة “إزالة التمكين” التابعة لمجلس السيادة السوداني، قرارا بحل وإلغاء تسجيل “منظمة الدعوة الإسلامية”، واسترداد 156 قطعة أرض من 3 من قيادات النظام السابق.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته اللجنة الجمعة، وبثته وكالة الأنباء السودانية الرسمية عبر مواقعها، ونقلته بعض القنوات المحلية. كما نص القرار على إلغاء سجل كل الشركات المملوكة للمنظمة ومشاريعها الاستثمارية.
وقال عضو لجنة “إزالة التمكين”، صلاح مناع، إن مقر منظمة الدعوة الإسلامية بالعاصمة الخرطوم، شهد تسجيل البيان الأول لانقلاب الرئيس المعزول عمر البشير قبل استلامه السلطة في يوينو/ حزيران (1989).
وتابع بالمؤتمر نفسه: “لن يعود الإسلاميون في السودان للسلطة أبدا .. عشم إبليس في الجنة”، وفق تعبيره.
ومنظمة الدعوة الإسلامية تأسست العام 1980، كمنظمة عالمية إنسانية طوعية غير ربحية ومستقلة، ومن أهدافها نشر الإسلام، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، إلى جانب دعم وإغاثة المحتاجين، وتشجيع المبادرات المحلية في التنمية والبناء”. (1موقع “الأناضول”،10/4/2020، على الرابط:
السودان.. قرار بحلّ “منظمة الدعوة الإسلامية” ومصادرة ممتلكاتها)
التعليق
ثمة ترتيب يوجبه الإسلام على المسلم وهو يتناول حياته وعلاقاته. وثمة ضوابط يفرضها الإسلام وتفرضها عقيدته على المسلمين في علاقاتهم بل وصراعاتهم.
ويبدو اليساريون في السودان في خصام مع العقيدة وعناق واضح للعلمانية، وتقرب فاضح للغرب وللوكيل الصهيوني. كما تبدو تلك الحالة المقززة عبر التاريخ في الاستهانة بالدين في الصراع، ووضعه محل تفاوض وابتزاز؛ وهو وضع لا تقبله العقيدة ولا يجوز التعامل معها بهذه الطريق إطلاقا.
عندما يتصارع هؤلاء السياسيون فإنهم يدوسون ما تبقى من الدين والعقيدة والخير.
ما دخْل الدعوة الى الإسلام وإغاثة الخلق في مناكفة سياسية..؟ وهل هي مناكفة بلا ضوابط..؟ أم لأنها صادرة من قوم لا دين لهم ولا خلاق..؟ أم صادرة من قوم في قلوبهم عداوة للإسلام وقد أخذوا الاتجاه اليساري بإلحاده وعمقه وإيديولوجيته المعادية لدين الله تعالى..؟ أم هم قوم مجرد فقاعات سياسية تظهر على السطح، ولأنهم لا قيمة لهم؛ لم يأخذوا دورا سوى إثبات مؤهلات “التأهل للقيادة تحت سيطرة الصليبي الغربي” والتأكيد على “إلغاء” حالة التباعد عن الخط الأمريكي الذي كان ينتجه النظام السابق في أول أمره حتى سقط في العمالة الصريحة؛ فجاء هؤلاء يرفعون راية الانبطاح والركوع بمبالغة لاسترضاء العدو الغربي..؟
احتمالاتهم كلها مخزية. والسبب الدافع لهم سبب صبياني؛ يتمثل في أن إعلان قيام نظام سابق كان من هذا المكان..!
ولكن الأمور لا يبقونها محتملة بل يبدؤون في التصريح بأن الطريق ممنوع على المسلمين ومن يريدون شريعة الله وهوية الإسلام. ومن جانبآخر فهذا مصادم للحريات التي خرج الناس من أجلها؛ فكيف تستقيم الأمور أن يغلق الطريق ابتداء على المسلمين..؟
والسؤال الآخر هو إذاً فما المطروح..؟ يجيبونك: علمانية قحّ، مفارقة للدين وتخاصم الإسلام، متحججة بما لابس النظام السباق شيء من الإسلام؛ فلما انحرف وذهب اليهم إذ بهم يتنكرون له ويقولون إن بقايا الإسلام التي تعلقْتَ بها لا ترضينا وهي السبب في معاناة الشعب المسلم في السودان..!
لم يخرج أهل السودان في ثورة ليبيعوا دينهم أو يتنكروا له أو يعترضوا على ما بقي منه..! بل ثاروا من أجل المظالم التي نهى الله عنها والتي افتقدها النظام السابق ولم يقمها من دين الله. كل الحلول كانت في الإقامة الشاملة للإسلام لا في التنكر له ولا في الإنسلاخ منه.
لكن الهيمنة في بلادنا العربية والإسلامية ما هي إلا صدى للهيمنة الغربية على المنطقة وقيادتها للعالم، وليس هناك لهؤلاء حجة؛ إنما يُصطادون من طريق الشهوات. لكن من يُخدع بالفعل هو الشعوب المسلمة التي تقدم أبناءها للتضحية في جسارة وعزم محمود في البداية، لكنهم يسلِمون ثوراتهم وحِراكهم لحفنة من النخبة المتغربة التي لها أجنداتها الخاصة وشهواتها وأهواؤها التي لا تمت لمصالح الأمة بِصِلة.
خاتمة
في تجارب المسلمين في مصر وتونس وليبيا وسوريا ثم أخيرا السودان.. يبقى الدرس نفسه يشير الى حالة الفراغ التي تعانيها الأمة في مجال “النخبة” الجديرة بقيادة الأمة والكفء في عقيدتها ودينها، ومعرفة مشروعها الإسلامي حقا، ومعرفتها وقراءتها للمشهد ومعرفة الفرص والعوائق، والثبات أمام المغريات، والقادرة على منع استلاب جهود الجماهير حتى لا تسلم الأمة الى جزاريها كما يحدث كل مرة..!!
…………………………………..
هوامش:
- موقع “الأناضول”،10/4/2020 ، على الرابط:
السودان.. قرار بحلّ “منظمة الدعوة الإسلامية” ومصادرة ممتلكاتها