لا يتنكر الغرب للدين كما يفعل المقلدون عندنا؛ والغرب يجعل للدين دورا في حين يتنكر له الأذناب لدنيا؛ فهل سيضبطون مقدار كفرهم بأسيادهم..؟!
الخبر
“الراعية “بولا وايت ـ كاين” هي المستشار الروحي للرئيس دونالد ترامب. وهي شخصية مثيرة للجدل، وهي ترأس حاليا مبادرة الإيمان والفرص المتاحة في البيت الأبيض. تنصح ترامب بوصايا إنجيلية تشجعه على مواقف وترى تدخل الرب في الأحداث وفي اختيار “ترامب”..الخ ما تدلي به من تصريحات” (1موقع (BBC عربي) 19/11/2019، على الرابط:
بولا وايت-كاين: مستشارة الإيمان للرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض)
التعليق
في هذ الخبر؛ بتدخل العقيدة المسيحية تدخلا صريحا في رأس السياسة الأمريكية وبطريقة شبه رسمية، وعلنية بلا خجل ولا مواربة؛ تبدو دلالات وتساؤلات..
أولها: أن هذا يؤكد أن الحضارة الغربية علمانية القشرة ولكنها صليبية المضمون. وأن الغرب بجملته كذلك، وهذا يبدو من حوادث عديدة ومواقف شتى بعضها فيه تصريح، منها ـ على سبيل المثال فقط ـ قول “جورج بوش الإبن” عن حرب الخليج عام (2003) على العراق:
“فلتكن حربا صليبية”
وقول “جاك شيراك” الرئيس الفرنسي الهالك”
“أن أوروبا نادٍ مسيحي فكيف تَدخله دولة مسلمة كتركيا”..؟!
وعلى هذا المنوال الكثير والكثير.. لكن القوم عندنا لا يعقلون، ولا ينظرون، ولا يريدون أن يعقلوا أو ينظروا؛ لأنهم إذا بدت لهم الأمور مكشوفة علموا أن الجولة الآن لصالح الصليبيين بفارق هائل وأنها تستلزم من الأمة حشدا عقديا إسلاميا. وهذا يكرهه الملاحدة ولو ذُبحوا..! ويخشى من الاعتراف به أصحاب الهمم الساقطة لأنه يوضح أن التكاليف على كل فرد في الأمة الإسلامية اليوم تكليف ثقيل وعظيم، للعودة الإسلام وأصوله واستئناف الجولة أمام الغرب.
ثانيا: أن هذا يرشح لرؤية ما أخبر به نبي الله، صلى الله عليه وسلم، الصادق المصدوق، أن مواجهات المسلمين مع الروم الى آخر عمر الحياة على الأرض ستكون مواجهة لأهل لإسلام وهم معتزون به؛ في مواجهة أهل الصليب وهم متعصبون له.
ثالثا: أن هذا يوجه للعلمانيين في بلادنا سؤالا كبيرا؛ مضمونه أن هذا ما سمح به “سيدكم” ومعبودكم في الغرب من دورٍ للدين الغربي المحرف والممتلي بالترهات؛ فماذا أنتم فاعلون في دور الدين عندنا..؟! هل ستسمحون له بالقدْر نفسه..؟ فهذا يفضحكم كإمعات وأشباح لا رؤوس لها وكراقصين لا تثبتون على مبدأ..!
أم سترفضون دور الإسلام خصوصا..؟!! فعندها سيكون السؤال أشد أنْ لماذا يُسمح للدين الغربي بمساحة أعظم في الحياة العامة في حين أنه بطبيعته ـ المحرفة ـ لا دور له في النظام العام للحياة، ولا دور له تاريخي في هذا المجال، سوى تحكم القساوسة باسمه لنيل مآرب الدنيا.. بينما لا يُسمح للإسلام بهذا الدور وهو من أقام النظام الرباني الكامل في جميع مجالات الحياة لأكثر من ألف عام..؟!
رابعا: أن هذه المرأة الأشبه بالعرّافة والتي تُلقي بكلام مرسل لا قيمة له؛ ومع أنها “في 2007 خضعت لتحقيقات حول التهرب الضريبي، كما واجهت في السابق تهما تتعلق بسوء السلوك الأخلاقي”..! (2موقع “الجزيرة” 23/11/2019، على الرابط:
تتهم بالبدعة وتعيش في قصر.. قصة باولا وايت مستشارة ترامب للإيمان) مع ذلك تَلقى هذا الاحترام في قلعة من قلاع العلمانية الغربية؛ فلماذا يَلقى ورثة محمد صلى الله عليه وسلم من أصحاب العلم الرصين والقواعد المحكمة ونور النبوة الصافي؛ يلقون الظلمة في السجون والمهانة في الأغلال والحرمان من الأهل والولد، ثم يلقون الموت في سجون أراذل الخلق في بلادنا الحزينة..؟
تلك أسئلة إجاباتها هي واقعٌ قفز فيه القرود ومسْخُ الخنازير على أزمّة الأمور في بلاد الإسلام. اللهم ارزق المسلمين نورا وبصيرة، واكشف الغمة عن أمة محمد، وارزقهم قيادات ربانية تعتز بالإسلام وتعزها به.
…………………………….
هوامش:
- موقع (BBC عربي) 19/11/2019، على الرابط:
بولا وايت-كاين: مستشارة الإيمان للرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض - موقع “الجزيرة” 23/11/2019، على الرابط:
تتهم بالبدعة وتعيش في قصر.. قصة باولا وايت مستشارة ترامب للإيمان