انشغلت لظرف خاص عن متابعة الشأن العام لعدة أيام، ثم فوجئت بعدها بآخر صرعات العلمانية الماسونية، التي انبعث أشقاها “أبراهام” عيسى بضلالة جديدة هو وأمثاله من جهلة المثقفين عميان البصيرة؛ فأطلقوا ما أسموه (مركز تكوين للفكر العربي)..!
مركز تكوين الملاحدة
-
اتضح منذ الوهلة الأولى أن المركز الذي تم افتتاحه في المتحف الفرعوني الكبير ، وسط احتفال واحتفاء إعلامي شبه رسمي؛ قد أنشئ بغرض جر الناس لمناهج الكفار عن طريق “حرب الأفكار” التي دعا إليها وخطط لها (معهد راند) منذ ما يقرب من عشرين عاما، وهو معهد يديره عتاولة من اليهود وغيرهم من التابعين لوزارة الدفاع الأمريكية.
-
هذا المركز المشين تتضح من ملابسات إطلاقه في هذا التوقيت؛ أنه من وحي شياطين “كوهين” من أجل ترسيخ الكراهية للدين، وصناعة أجيال للطعن فيه والجرأة عليه؛ بما يمثل في الحقيقة جولة جديدة ومتطورة في (معركة الثوابت بين الإسلام والعلمانية).
-
وقد صار معلوما أن تلك العلمانية الجبرية في بلادنا العربية؛ قد أوكل لأكابرها استهداف الإسلاميين بجميع أطيافهم على مراحل ، حيث جرى البدء بالمسلحين الحركيين، ثم ثنوا بالسياسيين ، ثم استهدفوا الدعاة السلميين النشطين، مرورا بتجفيف منابع المؤسسات الخيرية، وتشتيت المنابر الدعوية والحواضن التربوية، ليجيء الدور اليوم على الرموز العلمية والفكرية، كي يجري جرها وتوريطها في معارك جدلية تضيع فيها الأوقات، وتبعثر الأوراق، وتهدر الجهود، وتعطل الدعوة لعقود ..
ولكن هيهات..
فالله تعالى يقول: (بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَٰطِلِ فَيَدْمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) [الأنبياء:١٨]. والمعنى – كما بين القرطبي وغيره – أن الله يسخر من يرمي بحقائق القرآن على أباطيل الشياطين، فيقهرهم ويدمرهم ، وكأن الرمي يشج منهم الرأس فيبلغ الدماغ ويتحقق الهلاك . وللحديث بقية إن شاء الله..
المصدر
د. عبدالعزيز كامل.
اقرأ أيضا
المشروع الأمريكي في حرب أهل السنة .. الحرب الفكرية
أحد صور الحرب الفكرية.. الحرب على التوحيد في مؤتمرات الضرار
الحرب على التوحيد في مؤتمرات الضرار