يرسل الله تعالى أقداره على يد من يشاء ليرى الناس صِدْق ما أخبر وحِكمة ما أمر. وهكذا يرى أفراد السلطة الفلسطينية من الذل ما يوضح لهم عار وخزي ما هم فيه.
الخبر
“أعلنت إسرائيل أن قواتها اعتقلت عناصر من الشرطة الفلسطينية وصادرت أسلحتهم وسط الضفة الغربية، كما منع الاحتلال أصحاب حقول زيتون في الضفة من دخول أراضيهم لجني الثمار، واعتدى مستوطنون عليهم.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مساء الأربعاء إن قوة من الجيش الإسرائيلي رصدت عناصر مسلحة من الشرطة الفلسطينية، موضحة أن القواعد المتبعة تحظر وجود عناصر مسلحة من الشرطة الفلسطينية بالمنطقة.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي اعتقل عناصر الشرطة الفلسطينية وصادر أسلحتهم، قبل إطلاق سراحهم لاحقا لكن دون إعادة الأسلحة المصادرة لهم.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن عناصر من قوات الاحتلال تسللوا داخل مركبة تجارية واقتحموا مدينة البيرة، وعندما أوقفهم عناصر جهاز “الضابطة الجمركية” اعتدى عليهم جنود الاحتلال ونكلوا بهم.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا لجنود الاحتلال ينتشرون حول عناصر الضابطة الجمركية، بعد أن كبلوهم وتركوهم على الأرض”. (1موقع “الجزيرة”: الضفة الغربية.. قوات الاحتلال تعتقل عناصر من الشرطة الفلسطينية)
التعليق
يجب أن يدرك أنصار التنسيق الأمني وأتباع “أوسلو” والسلطة الفلسطينية العلمانية التوجه القومية الهوية، أنها لا تعدو أن تكون بأفرادها ووزرائها أفرادا أجراء عند الكيان الصهيوني.
وفي المشهد الذي يسوقه الخبر أعلاه بيان للإهانة التي يتجرعونها، حيث ينبطحون على الأرض لمرتزقة الصهاينة، ليكبّلوا أيديهم ثم يقتادونهم حيث شاؤوا ويطلقوا سراحهم أو يوقفوهم؛ كما يرون رأيهم ودون امتناع فلسطيني..!
إن الصهاينة يقولون لهم أنتم لستم بشيء، فلا تصدقوا أنفسكم أنكم شرطة، ولا أنكم تملكون سلاحا، فالسلاح يمكننا أن نجردكم منه في أي وقت دون رفض منكم أو مقاومة، ولا كرامة.
وفي عام (2000) ـ زمن عرفات وتمهيدا لقتله ـ قتل الصهاينة فوق الأربعين شرطيا منهم ورموهم جثثا متكدسة دون نكير من أحد ولا عاقبة لما فعلوا.. واليوم يتكرر المشهد لكن على سبيل المذلة.
من الضروري أن يتم هذا المشهد، ومن المهم أن يذوقوا مرارة ترك الجهاد في سبيل الله وعاقبة ولاء الكافرين والتنسيق معهم ضد أمتهم ومجاهديهم؛ ليعلموا أن العزة في الاعتصام بالله وحبله، وأن ولاءه تعالى هو الجانب القوي والركن الشديد.
العجيب أنهم بعد أن يذوقوا تلك المرارات يعودون الى العمل، والأعجب أن يأخذوا الصور التذكارية ويجعلوها مفخرة لهم..! عجيب أمرهم وعجيب انتكاس شعورهم..! إنهم يحتفون بمذلتهم ويرون فيها بطولة..!! بينما الجندي المسلم عندما ينازل هؤلاء الأوغاد الصهاينة لا يجرؤون أن يفكروا في مثل هذا الإجراء معه، بل يفرّون ويصرخون “دعني أعيش”؛ كما روى المجاهدون في اقتحام “جنين” منذ بضع سنوات.
ثم ترى جنود السلطة لا زالوا بعد هذا يحملون للصهاينة الود والترحاب وإمكانية التنسيق الأمني مرة ثانية، وتقديس ذلك التنسيق بتعبير “محمود عباس”..! بينما يحملون الحقد والبغضاء لأهليهم وإخوانهم من المجاهدين في شعور بالبغضاء كان الأوْلى به الصهاينة فوجّهوه لإخوانهم في تناقض غريب، وتسمع نبراتهم وهم يتحدثون عن الفصائل المسلمة التوجه والراية فتتساءل كثيرا من أين أتوا بهذه البغضاء.. وصار الأمر مقلوبا في حقهم إذ أمسوا أذلة على الكافرين أعزة على المؤمنين، يمدهم النفاق وتنفخ فيهم أجهزتهم الأمنية بثقافتها المستمدة من الأجهزة العلمانية العربية المجاورة، التي تكره الله ورسوله ودينه ورايته، والتي هي بدورها صليبية الهوى صهيونية المنزع والتربية.
يعرّي الله للأمة، وللمنافقين أنفسِهم، حالَهم ويبيّنه لهم ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ (النساء: 139) ويوضح لهم صدق فريضته الكريمة ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾ (التوبة: 14) وأنه ما ترك قوم الجهاد إلا سلط الله عليهم الذل، كما قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه.
إن القدَر يصدّق الشرع ويوضحه ويؤكده ويشرحه لمن لم يفهمه..! فمن الخير أن يعقل الناس عن ربهم خطابه، وأن يعاودوا أمر دينهم؛ فلا الشرعية الدولية تنفعهم ولا الوعود الصهيو صليبية، ولا تهديدهم؛ فكم أرادوا ونقض الله هممهم وفسخ عزائمهم وأبطل كيدهم ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ﴾ (المائد: 64).
الأمان والعزة في جانب رب العالمين وصفّ الإيمان وأهله، لو كانوا يعقلون.
……………………………..
هوامش:
- موقع “الجزيرة”: الضفة الغربية.. قوات الاحتلال تعتقل عناصر من الشرطة الفلسطينية.