تجتاح العنصرية الكيان الصهيوني، وتتصاعد أعمال العنف والشغب ـ كثرها الله بفضله ـ فإنهم لا يرومون إنشاء مجتمعا خيّرا؛ كيف وهم شياطين الإنس..؟!

الخبر

“تتواصل في إسرائيل احتجاجات اليهود الفلاشا ذوي الأصول الإثيوبية على مقتل شاب منهم برصاص ضابط إسرائيلي في خليج حيفا الأحد الماضي، ورأى المتظاهرون في الحادثة تعبيرا عن التمييز الذي يتعرضون له.

وجاء فيها:

  • على مدى ثلاثة أيام اشتبك آلاف المتظاهرين مع الشرطة (رويترز).
  • المحتجون أحرقوا سيارات للشرطة والمارة وتحديدا في مدينتي حيفا وتل أبيب (الأناضول).
  • المتظاهرون رأوا في الحادثة تعبيرا عن التمييز الذي يتعرضون له (رويترز).
  • نتنياهو دعا إلى اجتماع وزاري لمناقشة مشاكل هذه الأقلية (رويترز).
  • الشرطة اعتقلت العشرات وأصيب العديد من المتظاهرين وأفراد الشرطة (الأناضول).
  • الاحتجاجات اندلعت عقب مقتل سولومون طاقي (18 عاما) برصاص شرطي (رويترز).
  • (تم الإفراج عن الشرطي بعد يوم واحد)”. (1رويترز  ـ الأناضول ـ الجزيرة، 4/7/2019، على الرابط:
    بالصور.. احتجاجات اليهود الفلاشا بإسرائيل
    )

تعليق

يجب أن نعلم أننا أمام مجتمع الأفاعي البشرية. تلك الأفاعي التي تفسد عقائد “الإنسان” ـ خاصة الإنسان المسلم ـ وتفسد أخلاق البشر، وتستحمرهم لخدمة أهدافها حيث يملك الكثير منهم معظم رؤوس الأموال الدولية، ومِن ورائها يملكون الإعلام العالمي والسياسيين والبرلمانيين، ومصانع الحروب وإثارتها.

وفي النهاية ماذا يريدون أن يُنشئوا..؟ إنهم يريدون إنشاء مجتمع الأفاعي الذي يراه الناس. هذا آخر ما عندهم. مجتمع مظالم وطبقيات، وعنصرية، وإباحية وقذارة. إنه مجتمع على النسق الغربي، والمجتمع الغربي نفسه مهدد بالسقوط والفوضوية، وهذا يظهر في كل فرصة مواتية.

إن هذه طبيعة اليهود؛ فضلا عن الصهاينة بإجرامهم. فقبل مبعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفي زمانه يفرضون على بعضهم ديات مختلفة، وكانت القبيلة العزيزة فيهم تعطي نصف الدية لبقية القبائل، وكانوا يحالفون الوثنيين ضد بعضهم، ويخرجون أنفسهم من ديارهم. كما حكى القرآن الكريم.

وقد طالب المظلومون فيهم العدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلموا أنه لا يستقيم الظلم وقد أرسل الله نبي آخر الزمان. ونحن نقول اليوم كيف يستقيم الظلم وقد أقام النبي أمة، وبلّغ رسالة ربه، وبقي في الأمة من الخير ما يهيئها لقيامها بدورها مرة ثانية وتستكمل مسيرتها الطيبة..؟

إن آخر ما يشرئب اليه الصهاينة هو تلك المجتمعات الهابطة، عقديا وأخلاقيا، ومظالم ووحشية حيوانية، وترهات وخرافات وافتراءات عقدية سفيهة وسخيفة، واعتداء على أمة محمد وأرضهم ومقدساتهم.

أما الإسلام فله تصوره الراقي للمجتمع الذي يريد؛ عدلا وأخلاقا، عقيدة مستقمية وقيما وسلوكا، محبة لجميع الأنبياء وإيمانا بجميع الرسل وقياما بالرسالة الخاتمة المهيمنة على سائر الرسالات من قبل ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ (المائدة: 48).

الإسلام في نفسه شرف. والمجتمع الذي يسعى لإنشائه دوما والحفاظ عليه هو مجتمع شريف رباني العقيدة رباني الخلق، رباني القيم، يُعلي قيمة العفة وقيمة العدل وقيمة الإنسان.

مع انقلاب أوضاع العالم اليوم، ومع كثرة الأدوات التي يملكها الصهاينة اليوم ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ (الإسراء: 6) مع كثرة هذه الأداوت فهم يشوهون ـ دون أن يرد عليهم أحد ـ المجتمع المسلم، سواء بقاياه الموجودة، أو ما يراد إنشاؤه؛ حيث يخوفون العالم منه بوصم “الإرهاب”، بينما يمجدون المجتمعات التي تعادي ما أنزل الله من كتابٍ ورسالةٍ وما أرسل من رسل، وتعادي القيم والأخلاق وتنشر الرذيلة وتمجدها، وتجعل الإباحية ضرورة للحياة..! وتجعل الإلحاد مأخذا وعقيدة لها احترامها..!!

ما يراه الناس اليوم قليل من كثير. ومثال على ما نقول أن الباطل انتفاشةٌ فارغة، وقواه وهْم، وهو الى زوال. وأن الحق مهما تأخر فهو وئيد الخطى قادم في ميعاده منتصر بطبيعته، جميل القيم محبوب للنفوس مهما شوهته شياطين الإنس.

الكيان الصهيوني الى زوال، بسبب طبيعته وكفره، وظلمه وإباحيته، وبغيه، ولأنه في نفسه باطل.. ولوعْد رب العالمين. لكن يبدو أن مواجهته لن تكون معركة محلية ولا جانبية على هامش الحياة البشرية؛ بل ستكون عالمية الأبعاد، ومغيرة لخط التاريخ ومعدلة لأوضاع كثيرة وإيذانا باستئناف الحياة الإسلامية. ﴿أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يونس: 55) صدق الله العظيم

خاتمة

إن هذا الشقاق بين اليهود يذكرنا بقوله تعالى ﴿بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ (الحشر: 14)، وسيظهر هذا الشقاق بينهم بشكل جلي وكبير كلما كان المسلمون أشد تمسكا بدينهم وأشد ألفة واجتماعا. والعكس بالعكس.

………………………………………

هوامش:

  1. رويترز  ـ الأناضول ـ الجزيرة، 4/7/2019، على الرابط:
    بالصور.. احتجاجات اليهود الفلاشا بإسرائيل

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة