مئة قاعدة وفائدة في الدعوة والتربية 61 70

في دروب الدعوة، تتنوع الابتلاءات وتتشابك المواقف، ويظل الثبات على الحق مقرونًا بالحكمة، والصبر، وحسن الموازنة بين المصالح والمفاسد.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فهذه مئة قاعدة وفائدة في الدعوة والتربية:

61- في بعض أحوال الاستضعاف: لك أن تكتم بعض الحق، لكن ليس لك أن تقول الباطل والزور إلا تحت الإكراه الملجئ.

62- الصبر الذي ينتفع به صاحبه ويثبته الله به هو ما توفرت فيه الشروط التالية:

1- أن يكون صبره لله ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر:7].

2- أن يكون صبره بالله ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [النحل:127].

3- أن يكون صبره مع الله أي مع شرعه وما يحبه.

63- الصبر في ابتلاءات الدعوة والجهاد يعني أمرين:

1- ألا يضعف المسلم عند الابتلاء ويقدم تنازلات عن مبادئه ومسلمات دينه.

2- ألا يؤدي به الابتلاء إلى العجلة والغلو والتسرع في المواجهة مع الباطل قبل أوانها.

64- الاقتتال بين المسلمين من الفتن العظيمة، والموقف منها الاعتزال والفرار منها، كما فعل ذلك جمع من الصحابة رضي الله عنهم، فهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال لمن دعاه إلى الاقتتال في الفتنة التي وقعت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما: (ائتوا بسيف له لسان وعينان فيقول هذا كافر فاقتله، وهذا مسلم فلا تقتله) ولذلك أثنى عليٌّ رضي الله عنه على موقف سعد هذا (لله موقف وقفه سعد بن مالك إن كان آثما في اعتزاله فإثمه يسير، وإن كان مأجورا فأجره عظيم).

65- (الأقربون أولى بالمعروف) وهذا يشمل كل أنواع المعروف، وعلى رأسها هدايتهم، وتربيتهم على العقيدة والأخلاق، ثم الإحسان إليهم في النفقة والسكنى، وقضاء حوائجهم، وتفريج كرباتهم …إلخ أنواع الإحسان. ومن المؤسَف له تقصير كثير منا في تربية أولادهم، وبذل أسباب الهداية لهم، والانشغال عن ذلك بهداية الغير والله عز وجل يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم:6].

66- النقل غير الصحيح عن عالم أو داعية أو غيرهما لا يعني بالضرورة الكذب عليه، ولكن قد يكون ذلك إما بسبب الفهم السقيم للناقل، وعدم التركيز في السماع من المتكلم، أو أن المتكلم لم يكن دقيقا في ألفاظه مما يكون ذلك سببا في فهم السامع غير ما أراد المتكلم.

67- الولاء والبراء: يتناسب طردا أو عكسا مع الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله؛ فكلما كان المسلم نشيطا فاعلا في الدعوة والجهاد زاد ذلك في قوة عقيدة الولاء والبراء، والعكس بالعكس.

68- الوسطية في القرآن والسنة: تعني العدل والخيار بين طرفين مذمومين، طرف التفريط والجفاء وطرف الغلو والإفراط، فالإسلام وسط بين النصرانية التي غلت في عيسى عليه السلام واليهودية التي جفت وعادت أنبياء الله ورسله؛ بل قتلتهم. وأهل السنة وسط في أبواب العقيدة بين الغلاة من أهل البدع، والجفاة والتفريط منهم. أما الوسطية في عرف العلمانيين والمنافقين: فهي التفريط في شرع الله والتساهل والتنازل وعدم الالتزام بأحكام الله ويسخرون من المستقيمين على شرع الله ويصفونهم بالتشدد والغلو ويصفون أنفسهم بالاعتدال والوسطية.

69- المؤمن كيّس فَطِن: فلا يخدع ولا يُخدع كما قال عمر رضي الله عنه (لست بالخب ولا يخدعني الخب) ولذا كان لزاما على المسلم ولا سيما الدعاة والمجاهدين أن يكونوا على مستوى من الوعي والفطنة بكيد الأعداء ومكرهم فلا ينخدعون بتلبيسهم ولا يستخفنّهم الذين لا يوقنون ﴿وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ [الأنعام:55] ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ [الروم:60].

70- فقه الموازنات وما يتفرع عنه من فقه الأولويات وفقه المآلات يعد من العلوم المهمة العالية المقام للدعاة والمجاهدين، والجهل بها ينجم عنه مفاسد واختلاف وفرقة واحتراب، وقد كان للصحوة الإسلامية في العقود الماضية أثر كبير في تربية أبناء الأمة وتحصينهم من الأفكار والمفاهيم المحرفة، وتزكيتهم في العبادة والأخلاق، ولكن كان ينقص مناهج وأدبيات الصحوة العلم بفقه الموازنات وهو: (معرفة خير الخيرين وشر الشرين عند التعارض والمزاحمة) فكان لهذا النقص أثر في وجود بعض الاختلافات وبعض جوانب من الفرقة والتحزب.

المصدر:

مئة قاعدة وفائدة في الدعوة والتربية – الشيخ عبد العزيز الناصر

انظر أيضا

مئة قاعدة وفائدة في الدعوة والتربية

 

التعليقات غير متاحة