حين تتزاحم الفتن، وتُفتح أبواب الشهوات والشبهات على مصاريعها، يظل قلب المؤمن بين امتحان الغيب، وتعظيم الرب، وأمانة الدعوة.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فهذه مئة قاعدة وفائدة في الدعوة والتربية:
51- سهل الله عز وجل اليوم الوصول إلى المعصية، وَكَثُرَتْ وسائلها (مواقع الإنترنت وتطبيقات الهاتف الجوال) ليعلم الله عز وجل من يخافه بالغيب. كما فعل ذلك مع الصحابة رضي الله عنهم وهم محرمون؛ بأن جاءتهم الغزلان والأرانب إلى خيامهم، وكان في مقدورهم صيدها باليد والرمح، اختبارا لإيمانهم بالغيب، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ﴾ [المائدة:94].
52- إذا أردت أن تعلم قدر الإسلام في نفوس أهله، فلا تنظر إليهم في ازدحامهم على أبواب المساجد، ولا إلى ضجيجهم بلبيك في عرفات، ولكن انظر إلى مواطأتهم لأعداء الشريعة أو معاداتهم.
53- لنتدبر قول الله عز وجل: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ [التكاثر:1] ونحن ننظر اليوم إلى انفتاح الدنيا والترف بصورة لم يسبق لها نظير في تاريخ البشرية وذلك في صور من التكاثر والتنافس في الأموال والأولاد والمراكب والمساكن والملابس والمطاعم والجوالات وعدد المتابعين للمشاهير بل وصل التكاثر إلى أهل العلم في تكاثرهم بالكتب والمخطوطات.
54- أشرف علم على الإطلاق العلم بالله عز وجل وأسمائه الحسنى وصفاته العلى وآثارها والتعبد لله عز وجل بها. فشرف العلم من شرف المعلوم وهو الله عز وجل ومع ذلك ينصرف كثير منا عن هذا العلم الشريف إلى الانشغال بما لا ينفع من علوم لا يضر الجهل بها.
55- ينبغي النظر إلى الكافر أو المبتدع أو الفاسق بعينين:
1- عين القضاء والقدر فترحمهم بها، وتحمد الله تعالى على أن لم تكن مثلهم.
2- وعين الشرع فتأمرهم وتنهاهم وتأطُرهم على الحق.
56- القلب السليم: هو القلب الذي:
1- سلم من أي شبهة تعارض خبر الله عز وجل أو خبر رسوله صلى الله عليه وسلم.
2- وسلم من أي شهوة تعارض أمر الله عز وجل وشرعه.
3- وسلم من أي إرادة تعارض إرادة الله.
4- وسلم من أي اعتراض على قضائه وقدره.
57- تعظيم الله عز وجل ليس بمجرد التسبيح والتحميد والتكبير والأذكار الموظفة، وإنما تعظيم الله عز وجل يعني أيضا: تعظيم حرماته وحدوده، وتعظيم أوامره ونواهيه، والغضب إذا انتهكت حرماته، وتعظيم كتابه سبحانه وتعالى، وتعظيم نبيه صلى الله عليه وسلم؛ واتباعه.
58- ﴿وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ﴾ [القصص:87]: من الناس من يدعو ظاهرا إلى الله، ولكن في حقيقة الأمر يدعو إلى نفسه وطائفته.
59- أهداف الدعوة إلى الله ثلاثة:
1- التعبد لله تعالى بهذه الشعيرة لأنها مما يحبه الله ويأمر به ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:104].
2- رجاء مرضات الله تعالى وجنته.
3- النصح للمسلمين والشفقة عليهم من عذاب الله ليهنئوا بالإسلام في الدنيا ويدخلوا الجنة في الآخرة.
60- أهداف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
1- معذرة إلى الله عز وجل وإبراء الذمة.
2- لعل المدعو أن يتق الله تعالى ويترك ما هو عليه من المنكر.
3- أن يبقى المنكر منكراً، والحرام حراماً في أعين الناس؛ حتى لو لم يتغير، فكون الناس يعرفون سبب الأمر والنهي؛ أن هذا حراما، هذا هدف مقصود؛ حتى لو فعلوه، لأنه يخشى مع السكوت أن يتحول المعروف منكرا، والمنكر معروفا.
المصدر:
مئة قاعدة وفائدة في الدعوة والتربية – الشيخ عبد العزيز الناصر
انظر أيضا
مئة قاعدة وفائدة في الدعوة والتربية