حين تضيق السبل وتشتد الخطوب، لا يكون الخيار هو الانكسار…
فكيف يحافظ الداعية على جذوة العزة والمقاومة في زمن الاستضعاف؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فهذه مئة قاعدة وفائدة في الدعوة والتربية:
11- في أحوال الاستضعاف: يجب أن نعيش أحوال الاستضعاف المقاوم، ونحذر من الاستضعاف المذل مهما كان ضغط الواقع والاستضعاف.
ومن علامة الاستضعاف المقاوم قوة البراءة القلبية مما يخالف شرع الله عز وجل في أحوال الاستضعاف، وتبقي جذوة هذه البراءة والرفض مستمرة حتى يأتي الله عز وجل بأمره وفتحه، ثم لابد من ظهور هذه المقاومة في المساحة المتاحة للمقاومة في بيوتنا، وأقاربنا، ومساجدنا، ومدارسنا.
12- أحوال الاستضعاف يسعها مالا يسع أحوال التمكين.
13- إذا لم يمكن فعل الصواب بكماله؛ فإنا نقوم بالممكن والمقاربة منه «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا» [البخاري ومسلم].
14- قبل أن تنتقد أو تعاتب جهة ما في مخالفاتها عليك أن تتعرف على الملابسات والظروف والدوافع التي أدت إلى ارتكاب المخالفة [في البيت، في الدعوة، في الجهاد، في السياسة].
15- إذا كان المرء له من البلاء الحسن، والحسنات العظيمة في الدعوة والجهاد والخُلق،
فإن من العدل أن لا تنسى له هذه الحسنات ولا يبخس حقه بمجرد أخطاء ارتكبها؛ ربما تنغمر في بحر حسناته [حاطب- مسطح].
16- الخطأ في التأني أهون وأقل خطرا من الخطأ في التسرع والعجلة.
17- أنت لا تملك إلا روحا ونفسا واحدة فلا تغرر بها في طريق لم يتبين لك الحق فيه كالشمس في رابعة النهار.
18- أكثر ما يضل به الناس كتم الحق عنهم أو لبسه بالباطل وهذه من صفات اليهود ومَنْ شابههم من علماء الدنيا اليوم،
قال تعالى: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:42] فعالم السوء يسعى أولا إلى كتم الحق عن الناس؛ فإذا علم الناس بالحق سعى إلى لبسه بالباطل وتدليسه.
19- مَنْ صدر عن كتاب الله عز وجل في معرفة الهدى؛ ومعرفة الحق من الباطل لا يضل إذا ضل الناس،
وما التبس الحق بالباطل على أحد إلا بإعراضه عن كتاب الله عز وجل وتدبره؛ والاستعاضة عنه بآراء وعقول وتحليلات الرجال. والتعبير عن حقائق الإيمان وغيرها بعبارات القرآن ومصطلحاته أولى وأسلم من غيرها.
20- مَا مَنَّ الله عز وجل على عبد بنعمة بعد نعمة الإسلام كما مَنَّ عليه بحسن القصد وصحة الفهم؛ فهما ساقا الإسلام وصحة الفهم لا يتم إلا بأمرين:
1) فهم شريعة الله عقيدة وأحكاما.
2) فهم الواقع والبصيرة فيه.
المصدر:
مئة قاعدة وفائدة في الدعوة والتربية – الشيخ عبد العزيز الناصر