يرى بعض المحللين الإسلاميين أن عداوة الرافضة وحربهم مع اليهود حقيقية واستراتيجية وأن الضربة الإيرانية ليست مسرحية ويدلل على ذلك بحرب السجال مع اليهود والأمريكان وكون اليهود وأمريكا قتلت كثير من رموز الرافضة في سوريا والعراق ولبنان كما يستدل بالعقوبات الأمريكية على إيران وانزعاج اليهود من المفاعل النووي الإيراني….
حتى لا ننخدع
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففي عصرنا اليوم الذي اختلطت فيه المفاهيم وتعددت أنواع الفتن والتلبيسات حتى صارت سمة واقعنا المعاصر واستخدمت في ذلك آلة إعلامية هائلة اقتحمت على الناس بيوتهم وعقولهم.
في هذا العصر المضطرب يأتي الكفرة وأذنابهم من المنافقين بأشكال وممارسات من المكر والاستخفاف بعقول الناس يلبسون فيها على السذج من المسلمين، بل على بعض العقلاء والمثقفين منهم.
ومن آخر هذه الممارسات والأحداث ما حصل في الأيام الماضية بما يسمى بالضربة الإيرانية للدولة اليهودية في فلسطين ومع أن الأعداء من رافضة ونصارى ويهود يملكون من وسائل التضليل الشيء العظيم إلا إنهم في هذا الحدث أخفقوا ولم يحسنوا إخراج المسرحية كعادتهم ولا أدل على ذلك ما تداوله الناس في وسائل التواصل من كشف لهذه اللعبة والمسرحية.
هل إيران الرافضية هي عدو استراتيجيي لليهود والأمريكان؟!
ولأجل بيان هذا الأمر وفضحه لمن بقي مخدوعا بفصول هذه اللعبة وظنه أن العداء بين الرافضة واليهود والغرب عداء استراتيجي وأن إيران الرافضية جادة في حربها وعدائها لليهود أو أن الرافضة تقوم بنصرة المجاهدين في غزة نبين في هذه الورقة حقيقة ما وقع بأدلته وذلك من خلال ما يلي:
– العقائد الرافضية شديدة الانحراف عن الإسلام
إن المطلع على عقائد الرافضة في إيران وغيرها ومن خلال كتبهم وممارساتهم لا يجد عناء في معرفة أنهم دين آخر لا يمت للإسلام والتوحيد بأي صلة وذلك بما يتضمن من الشرك بالله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
– الرافضة خنجر في خاصرة الأمة الإسلامية
كما أنه لن يجد عناء باطلاعه على تاريخ الرافضة ومواقفهم من أهل السنة في الوصول إلى أن عداء الرافضة لأهل السنة عداء استراتيجي طيلة التاريخ الإسلامي والواقع المعاصر يشهد بذلك حيث تخندقوا مع الكفرة الغزاة في مواجهة أهل السنة وإبادتهم وتهجيرهم من بلدانهم ولا أدل على ذلك ما قاموا به من حرب إبادة وسجن وتعذيب وتهجير لأهل السنة في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
– التاريخ يشهد بموالاة الروافض لليهود والنصارى ومظاهرتهم على أهل السنة
فكيف يأتي من يصدق أن الرافضة في إيران أو غيرها يحبون أهل السنة وينصرونهم في فلسطين على اليهود والنصارى بل الواقع والتاريخ الإسلامي يثبت أن الرافضة والشيعة لم يعرف عنهم جهاد لليهود والنصارى بل المعروف عنهم موالاتهم ومظاهرتهم على أهل السنة في كل مكان وزمان إذن كيف يأتي من يقول أن إيران الرافضية هي عدو حقيقي لليهود والأمريكان وما قاموا به من الأحداث الأخيرة من توجيه الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية إلى اليهود في فلسطين؟! هي حرب حقيقية ونصرة لأهل غزة؟!
كيف نجمع بين هذا الرأي وما نراه من عداء حقيقي استراتيجي لأهل السنة وإبادة جماعية تقوم بها فرق الرافضة المرتبطة بإيران في مدن العراق السنية وما تقوم به إيران وأذرعها في لبنان من تقتيل وتهجير لأهل السنة وما يقوم به الحوثي من تقتيل وسجن ومحاصرة لتعز السنية في اليمن؟!
حصاد الرد الإيراني على الصهاينة
وفي ضوء ما تقدم نصل إلى حقيقة الهجوم الإيراني على اليهود بالصواريخ والمسيرات وأنها مسرحية لم تؤثر في اليهود شيئا وإنما كانت بتفاهم مع الأمريكان واليهود على هذه الضربة والتي صرح بها العسكريون الإيرانيون بقولهم: ( بلغنا أمريكا بالهجوم قبل ذلك بـ 72 ساعة واتفقنا معهم على محدودية الضربة ) فتمخض الجبل فولد فأرا.
ومعرفة أمريكا واليهود وإعلان إيران بموعد الضربة ووقتها ووقت وصولها إلى فلسطين كل ذلك جرى بالتفاهم وذلك لتحقيق المكاسب التالية:
أولا: المكاسب الإيرانية
- لقد أرادت إيران أن ترفع سهم تعاطف المسلمين السذج معها وأنها هي التي تقوم بمحاربة اليهود ونصرة المسلمين في فلسطين وحماية المسجد الأقصى فأين إيران التي تدعي أنها تنصر المقاومة وتحرير المسجد الأقصى لماذا لا تنصر أهل غزة وتدخل في حرب حقيقية ضد اليهود. كما تريد إيران الرافضية من هذا التعاطف أن تقطف ثمار طوفان الأقصى وأن يكون لها الدور الرئيس في المفاوضات لو حصلت بين اليهود وحماس.
- كما أرادت إيران أن تظهر أنها ذات قوة وشجاعة وأنها هي الوحيدة القادرة على حماية ديار المسلمين ومواجهة الغرب واليهود ومخططاتهم بعد أن تخاذل حكام العرب والمسلمين وخانوا دينهم وأمتهم ومال كثير منهم مع اليهود في حربهم وإبادتهم لأهل غزة ومما يدل على كذب الرافضة ادعائهم في نصرة أهل غزة كونها تتفرج على أهل غزة رجالاً وأطفالاً ونساءً وهم يبادون كل يوم وليلة فهل قتل ثمانية من الحرس الثوري في قنصليتها في سوريا أغلى وأعظم من قتل الآلاف من أهل السنة في غزة فلتظهر إيران لنا غيرتها وعنترياتها.
- كما أرادت إيران من هذه الهجمة المهزومة حفظ ماء وجهها أمام شعبها وأنها قامت بما ينبغي في ردع العدو وعدوانها.
ثانيا: المكاسب اليهودية من هذا الهجوم
- ارتفاع تعاطف الغرب وولاؤه لليهود ونصرتهم لهم وكسب تعاطف شعوبهم المخدوعين في بلاد الغرب بعد أن ساءت سمعة اليهود ونزلت إلى الحضيض في عدوانهم وفي أخلاقهم وإنسانيتهم بقتل الأطفال والنساء وهدم المساجد والمستشفيات، وحرق الأخضر واليابس.
- صرف النظر والاهتمام عن غزة وما يجري فيها من إبادة ومجازر والتركيز على الضربة، متى؟ وكيف؟ وتداعياتها.
- هي تجربة لليهود كشفت فيها دور الدول المحيطة بها لو قامت حرب حقيقية بين العرب المسلمين واليهود فمع أنها كانت مطمئنة بعمالة الصهاينة العرب الذين يحكمون بلدان المسلمين ولا سيما المحيطة بهم كالأردن والعراق ودول الخليج ومصر وسوريا وأن ولاء هذه الدول لها إلا أن الضربة كشفت لليهود صدق هذا الولاء وخيانة الحكام العرب لدينهم وشعوبهم وأمتهم وازدادت طمأنينتها بأن هذه الدول معها في أي حرب خارجية تشن على اليهود كما فعلت الأردن بإسقاط الصواريخ والمسيرات الموجهة لليهود قبل وصولها لهم.
شبهة وجوابها: بين العداء التكتيكي والعداء الاستراتيجي
يرى بعض المحللين الإسلاميين أن عداوة الرافضة وحربهم مع اليهود حقيقية واستراتيجية وأن الضربة الإيرانية ليست مسرحية ويدلل على ذلك بحرب السجال مع اليهود والأمريكان وكون اليهود وأمريكا قتلت كثير من رموز الرافضة في سوريا والعراق ولبنان كما يستدل بالعقوبات الأمريكية على إيران وانزعاج اليهود من المفاعل النووي الإيراني وللرد على هذه الشبهة نقول:
إن العداوة بين المسلمين السنة والشيعة الرافضة عداء استراتيجي حقيقي في كل مراحل تاريخ المسلمين قال الله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [المائدة:82] فهذا نص قرآني يحذر هذه العداوة وأن الرافضة مشركون معادون للتوحيد وأهله.
صراع الرافضة مع الغرب لتوازن القوى ولتحقيق تفاهمات مفيدة للطرفين
والأصل في علاقة الرافضة باليهود والنصارى أنها علاقة تخادم وصداقة استراتيجيه يشهد لذلك كثير من المواقف التاريخية المعاصرة وإن ظهر عداء أو حرب بينهم فهو عداء وحرب تكتيكي لمصلحة معينة وفي زمان ومكان معين تزول بزوال سببها ويبقى الولاء الاستراتيجي على أصله فهم متفاهمون على كل شيء ومن ذلك تفاهمهم على حرب الإسلام السني وأهله ومتفقون على خطوط حمر لا يتجاوزونها بينهم وإن حصل شيء بينهم من التجاوز أدب وضرب الطرف المتجاوز ضربة محدودة تكتيكية ترده إلى الخط الأحمر كما يؤدب الأب ابنه والسيد عبده.
والله أعلم والحمد لله رب العالمين..
اقرأ أيضا
نقاط حاكمة في فهم أحداث المنطقة
المشروع السني.. أين.. وإلى أين..؟