209 – مفهوم 5: فهم خاطئ للإسلام
يظن بعض الناس -إما عن جهل بحقيقة الإسلام أو عن هوى ومغالطة- أن الموحد من أي ملة مضت هو مسلم مؤمن لو بقي على ملته بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويستدلون على رأيهم بقوله تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ) [البقرة:62]، وهذا فهم منحرف لأن الآية نزلت فيمن مات على التوحيد من نصارى أو يهود أو صابئة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، أمَّا بعد بعثته صلى الله عليه وسلم فلا بد لكل أحد أن يؤمن به ويتبعه، ولا يكفيه أن يكون موحدًا مع بقائه على دينه وعدم اتباعه صلى الله عليه وسلم؛ لأن الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثته هو كفر بموسى وعيسى -عليهما السلام- فقد قال تعالى: (وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ) [آل عمران:81]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) [رواه مسلم (153)].
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445