أظلنا العشر الأواخر، بما فيها من خير وبركات وفرصة عظيمة لإدراك ليلة القدر، واستجابة الدعاء، وختامٍ حَسن لعبادة الشهر الكريم.
مقدمة
إذا اقترب تمام العمل وشارف كماله اجتهد صاحبه ليخرج أحسن ما عنده، وليتهيأ للجزاء وتلقي الفرحة القريبة عند فطره، والفرحة الأعظم يوم لقاء ربه تعالى..
ويبدأ هذا الاجتهاد الخاص بعد مضيّ ثلثا الشهر، واستقبال فضل العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر.
فضل العشر الأواخر من رمضان
في الثلث الأخير من شهر رمضان المعظم تتضاعف الحسنات وتتعدد المناسبات فقد جعل الله تبارك وتعالى في فضل العشر الأواخر رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر إكراما من الله لأمة محمد عليه الصلاة والسلام..
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». (1متفق عليه)
بشائر خير أطلت
فها هي بشائر الخيرات قد أطلّت، ونسائم الرّحمات قد أظلّت، ولحظات المنح والعطايا قد حلّت؛ بإقبال العشر الأخيرات من شهر الفضائل والبركات؛ هذه العشر التي حوت فضائلَ جليلةً كثيرةً، وأجوراً كريمةً وفيرةً..
حريٌّ بكلِّ مسلم أن يغتنمها، وبكلِّ مؤمنٍ أن يستثمرها، أسوته في ذلك نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام.
هدْي رسول الله في العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر
الّذي كان إذا دخلت عليه العشر الأواخر، أقبل على عبادة ربِّه وشمّر، واعتزل نساءه وشدّ المئزر، وأحيا اللّيل بالصّلاة وقرأ القرآن وتدبّر، واجتهد فيها بالطّاعة ما لا يجتهد في غيرها من اللّيالي الغوابر.
وقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ». (2رواه مسلم 2009)
وفي الصّحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ». (3رواه البخاري 1884)
ومعنى (شدّ المئزر) أي: اعتزل النّساء ؛ كما فسّره بذلك سفيان الثّوريّ وغيره من العلماء.
وإنّما كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في هذه الليالي الطّيّبات ؛ ليتقرّبوا إلى الله سبحانه بالصّالحات، وينالهم من خيرها.
هدْي أصحاب رسول الله في العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر
وهكذا كان الصّحابة رضي الله عنهم والسّلف الصّالحون ـ في العشر الأواخر خاصة ـ يجتهدون في العبادة باللّيل وإلى الله يتقرّبون، ولفضله ورحمته يتعرّضون، ويأمرون بذلك أهليهم ولهم يوقظون..
فها هو عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، كما في موطّأ مالك: «كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أَيْقَظَ أَهْلَهُ لِلصَّلاَةِ، يَقُولُ لَهُمُ: الصَّلاَةَ! الصَّلاَةَ!، ثُمَّ يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾». (4موطّأ مالك 241)
وقال سفيان الثّوريّ رحمه الله: «أحبُّ إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجّد باللّيل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصّلاة إن أطاقوا ذلك».
[اقرأ أيضا: تجديد البديات]
أهم الأعمال لتنال فضل العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر
أولا: إحياء الليل
فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزره. ومعنى إحياء الليل: أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما.
وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة لا شك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء.
ثانيا: الاعتكاف
مما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر الاعتكاف في المساجد التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم المستمر الاعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة.
من حكمة الاعتكاف
وإنما كان يعتكف، صلى الله عله وسلم، في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه، وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم.
ومن أسرار الاعتكاف صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث «ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب». (5رواه البخاري 50)
فلما كان الصيام وقاية للقلب من مغبة الصوارف الشهوانية من فضول الطعام و الشراب والنكاح فكذلك الاعتكاف ينطوي على سر عظيم وهو حماية العبد من آثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم وغير ذلك من الصوارف التي تفرق أمر القلب ونفسدُ اجتماعه على طاعة الله.
ثالثا: قراءة القرآن
ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منه على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع واعتبار معانيه وأمره ونهيه قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة:185).
فهذا شهر القرآن وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل عليه من القرآن وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين.
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل القرآن وتلاوته فقال «إقرؤوا القرآن فإن لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف». (6رواه الترمذي وإسناده صحيح)
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال «يؤتي يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما». (7رواه مسلم 1338)
رابعا: الزكاة
ولكي يعظم الله الأجر ويجزل الثواب للصائمين قرن الله تعالى اختتام فريضة الصيام بأداء زكاة الفطر..
وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم الحكمة منها حيث روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «صدقة الفطر طهرة الصائم من اللغو والرفث وطعمة المساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات». (8رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم)
وزكاة الفطر تجب على الغني والفقير فعن عبد الله بن ثعبلة أو ثعبلة بن أبي صغير عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «صاع من بر أو قمح على كل صغير أو كبير حر أو عبد، ذكر أو أنثى غني أو فقير، أما غنيّكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى». (9رواه احمد وأبو داوود)
اختيار بعض الصحابة
وبعض الصحابة والصالحين من بعدهم كان يختار إخراج زكاة ماله في هذا الشهر الكريم لترافق زكاة الفطر، ويعظُم أجره، ولإدخال الفرحة على فقراء المسلمين.
وهو أيضا أكثر ضبطا لميعاد إخراج الزكاة بالحول القمري الذي جعله الله تعالى شرطا لوجوب الزكاة، وسببا للوجوب كلما مر على المال.
[اقرأ أيضا: المغزى الرمضاني .. المجلس الأول]
ليلة القدر
سبب تسميتها بليلة القدر
أولا: سميت ليلة القدر من (القدْر) بمعنى الشرف، كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف.
ثانيا: أنه يُقدَّر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام.
ثالثا: وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». (10متفق عليه)
علامات هذه الليلة المباركة
هذه الليلة سمحة، طلقة، بلجة، منيرة، معتدلة، تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها، سالمة من الشيطان والعذاب، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ..
ليلة القدر تتنزل الملائكة فيها إلى الأرض أكثر مما تتنزل في بقية أيام السنة حتى تكون في هذه الليلة أكثر من عدد الحصى على هذه الأرض، يكثر فيها من قول: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».
ومن قامها إيماناً بثوابها، وفضلها، واحتساباً للأجر الوارد فيها؛ غفر له ما تقدم من ذنبه، فيجمع العبد بين التصديق بالوعد، والطلب للأجر ليحصل له هذا، فالأعمال الصالحة لا تقبل إلا مع الاحتساب، وصدق النيات.
ومن علاماتها أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله: «أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها». (11رواه مسلم 1999)
الحكمة من إخفائها
وهذه الليلة من الليالي ينبغي أن تُتحرى، وقد أخفاها الله تعالى لنجتهد في العبادة في كل ليالي العشر، لعل العبد أن يصيبها، فمما ينافي الحكمة الإلهية في إخفاء ليلة القدر.
[اقرأ المزيد: المغزى الرمضاني .. المجلس الثاني]
فضائل ليلة القدر
ليلة القدر لها فضائل كثيرة، نذكر منها عشر فضائل:
الفضيلة الأولى
أن الله أنزل القرآن فيها الذي به هداية العباد وسعادتهم في الدنيا والآخرة ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (القدر:1) وقال عز وجل: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ (الدخان:3).
الفضيلة الثانية
في هذه الليلة يفرق كل أمر حكيم، أي يُفصل من اللوح المحفوظ ما هو كائن في السنة: من الأرزاق، والآجال، والخير والشر.﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ (الدخان:3).
الفضيلة الثالثة
ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم لهذه الليلة في قوله سبحانه: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾ (القدر:2).
الفضيلة الرابعة
أن هذه الليلة مباركة ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾.
الفضيلة الخامسة
أن هذه الليلة خير من ألف شهر ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ (القدر:3).
الفضيلة السادسة
تتنزل الملائكة فيها، والروح وهو جبريل؛ لكثرة بركتها، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا﴾ (القدر:4)..
الفضيلة السابعة
أن هذه الليلة سلام حتى مطلع الفجر؛ لكثرة السلامة فيها من العقاب، والعذاب، بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل. ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ (القدر:5)…
الفضيلة الثامنة
أن من قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه. (12البخاري برقم 35، ومسلم، برقم 760)
الفضيلة التاسعة
أن من أدركها واجتهد فيها ابتغاء مرضاة الله فقد أدرك الخير كله، ومن حرمها فقد حُرِم الخير كله، كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم: «أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتحُ فيه أبواب الجنة، وتُغلقُ فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حُرِم». (13النسائي برقم 2108، وصححه الألباني في صحيح النسائي 2/ 456)
وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخير كله، ولا يحرَمُ خيرَها إلا محرومٌ». (14ابن ماجه، برقم 1644، وقال الألباني في صحيح ابن ماجه 2/ 59: “حسن صحيح”)
الفضيلة العاشرة
أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تُتلى إلى يوم القيامة: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾.
[للمزيد: أيها الصائمون .. شريعة الله رحمة ومصالح]
من أفضل ما يفعل في ليلة القدر
القيام، وقد اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر كلها لإصابة ليلة القدر؛ لأن من اعتكف العشر الأواخر، وقام في كل ليلة منها وهو يدعو فإنه سيصيبها بإذن الله..
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم حتى تتورم قدماه كما قال الله: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ (الذاريات17)، وكان السلف يسيرون على هذا المنوال، يقومون ليلهم، ويخفون دعائهم، ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾ (مريم:3)،
وكان ظمأ الهواجر، يعني: العطش في الصيام لأجل حر النهار، وألم الأرجل في الليل من طول القيام هو أشهى ما عند العابدين، والذي يرغبهم في البقاء في الدنيا.
ومن أطال قيام الليل هون الله عليه وقوف يوم القيامة كما قال الأوزاعي رحمه الله؛ لأن يوم الدين فيه وقفة طويلة جداً؛ لأنه في الطول خمسين ألف سنة، الناس واقفون على أقدامهم كما قال الله: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (المطففين:6).
ويشتد الحر على الناس لأمور ثلاثة: الزحام، فليس للإنسان إلا موضع قدميه، ودنو الشمس قدر ميل من رؤوس العباد، وتقريب جهنم ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ (الفجر:23)، تجرها الملائكة، فيأخذ الناسَ من العرق والكرب ما الله به عليم.
من طال قيامه اليوم هون الله عليه القيام غداً، ومن مشى إلى المساجد في الظلمات في العشاء والفجر فله النور التام، «بشِّر المشائين في الظُلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة». (15رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني)
ويدخل فيه مشيهم اليوم لصلاة التراويح قياماً بالليل لله تعالى..
كان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء على السطح، وفي الصيف في بطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح، وترم رجلاه، ويظهر فيه عروق خُضْر، قالت بنت لجار منصور بن المعتمر، لأبيها: يا أبتِ أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة؟، فقال: يا بنيه ذاك منصور نفسه.
وكان ابن أبي ذئب يصلي الليل ويجتهد فيقول له بعض أهله: ارفق بنفسك، فيقول: إن القيامة تقوم غداً.
نهاية السباق، وفرحة مرجوّة
والاجتهاد في العشر وتحري ليلة القدر علامة على حياة قلب المؤمن الطالب إياها والمتحرِي لها..
وهذا التحري والطلب والاجتهاد هو اللائق مع قرب نهاية الشهر المبارك، وقبيل الفرحة بالفطر، وختاما مناسبا لعمل سابق، حيث يحاول المؤمن أن يختم عمله بأفضل حال وأكمل صورة ممكنة..
وقبيل الفرحة بالفطر يكون الاجتهاد فتأتي الفرحة في محلها في الدنيا، ومبشِّرة بفرحة أعظم يوم لقاء الله تعالى حيث قال صلى الله عليه وسلم أن «للصائمِ فرحتان يفرحهُما؛ إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربَّه فرح بصومه». (16متفق عليه، البخاري برقم 1904، ومسلم برقم 1151)
خاتمة
أعاننا الله وإياكم، وبلّغنا تعالى فرحةً غامرة تدوم ولا تنقطع في دار خلد آبد، بكرمه تعالى وبمنّته.
………………………………………………..
هوامش:
- متفق عليه.
- رواه مسلم 2009.
- رواه البخاري 1884.
- موطّأ مالك 241.
- رواه البخاري 50.
- رواه الترمذي وإسناده صحيح.
- رواه مسلم 1338.
- رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم.
- رواه احمد وأبو داوود.
- متفق عليه.
- رواه مسلم 1999.
- البخاري برقم 35، ومسلم، برقم 760.
- النسائي برقم 2108، وصححه الألباني في صحيح النسائي 2/ 456.
- ابن ماجه، برقم 1644، وقال الألباني في صحيح ابن ماجه 2/ 59: “حسن صحيح”.
- رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
- متفق عليه، البخاري برقم 1904، ومسلم برقم 1151.