أراهُ قريباً، وأقربَ من أيِّ وقتٍ مضى، والاحتلال يوشكُ أن يُقرَّ بهزيمته، وهو يتلقى ضرباتٍ موجعة تقتلُ نخبة جنوده وتدمِّر أحدث أسلحته.

عيد الأضحى وبُشرياتٍ تشفِ صدور أهل غزة

ستحتفل غزة ومعها فلسطين وكل الأحرار، بعيدَيْن، عيد النصر وهزيمة العدوان، وعيد الأضحى، رغم الألم والمعاناة، إلا أنَّ الانتصار على عدوان بهذه الضخامة له طعم آخر.

رئيسة وزراء إيطاليا تقول إنه إسرائيل وقعت في فخ غزة، وإيهود باراك يعترف أن هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها، وكيانه خسرها استراتيجياً، وضباط جيش الاحتلال يناشدون التوصل لصفقة لأنهم غير قادرين على تحقيق أهداف الحرب، ونتنياهو وحيد في مواجهة غضب شعبي نتيجة الفشل والهزيمة.

تفاءلوا

كل يوم هناك مصيدة تنتظر الاحتلال، وخسائره في تصاعد، وأمله في كسب المواجهة بات شبه مستحيل، وأمام نتنياهو طريقان، الذهاب إلى التفاوض وقبول شروط غزة، وتلك هزيمة لها توابعها، والثاني استمرار الحرب، وهي خسارة استراتيجية متراكمة، ستدفع إسرائيل فيها ثمناً باهظاً على المدى المتوسط والبعيد، ولن يكون بوسعها ترميم ما خسرته لأكثر من عقد.

نتنياهو يترنح .. والضربة القاضية قادمة إن لم يعترف بالهزيمة.

أول عيد منذ ٨ عقود يحمل بُشرى ..

على مدى عقود كانت أعيادُنا حزينة ومؤلمة، ترافقها نكسات وهزائم وإخفاقات، والأمل شاحب، لكنَّ عيد الأضحى هذا العام يحمل معه لأول مرة بشرى استثنائية، بانكسار محتل مزَّق بلادنا، وزرع فيها فُرقة واستبداداً وانحطاطا، ودلائل ذلك بيِّنة، فسَاسَةُ الاحتلال يتصارعون، وعساكره يتمردون، وعناصر قوته تتلاشى، واقتصاده يتخبَّط، وكثير من حاضنه يهاجر ويعود من حيث أتى.

قلتُ مؤخراً إن الجيش على وشك التمرد، وظهرت علامات ذلك، بإعلان نتنياهو أن هناك “دولة لديها جيش، وليس جيشاً لديه دولة”، إشارة إلى أن الجيش عليه أن يخضع لأوامره وليس العكس، بعد أن أنذر ضباطٌ كبار بأنَّ الحرب في رفح يجب أن تنتهي خلال أسبوعين، وأن القوات ليست مستعدة لحرب أخرى في الشمال.

مشهدٌ غير مسبوق في إسرائيل

ما يجري من صراع محتدم في إسرائيل هو الأخطر منذ إنشائها قبل ٧٦ عاما، فأُسس الكيان تصدَّعت، واليمين المتطرف يستأثر بالحكم ويقوده نحو الهاوية، والجيش مُرتبك ومُنهك، والأحزاب تتصارع، والغرب الداعم الرئيس لإسرائيل، مُنشغل بحربٍ وجودية مع روسيا، وأزماتُ الدول تستعر نتيجة فجوات الاقتصاد ومحاولة احتكار الموارد والثروات.

مشهدٌ غير مسبوق في إسرائيل، ينذر بانفجارات داخلية متتابعة، ستُرغم نتنياهو وفريقه على الإذعان لشروط غزة، عاجلاً غير آجل، وقدرته على التحدي تآكلت، وما لم يوافق على وقف عدوانه، فإن الجيش قد يتدخل لفعل ذلك رغماً عنه، في سابقة هي الأولى.

عيد الأضحى هذا العام يحمل معه بُشرياتٍ تشفِ صدور أهل غزة بعد صبر طويل ومعاناة كبرى…

المصدر

الدكتور أحمد رمضان.

اقرأ أيضا

طوفان الأقصى، فواتح التحرير

من محنة غزة وُلدت المنحة

شُكراً غزَّة!

اقتربَ الوعدُ الحقُّ فلا تبرحوا أماكنكم!

التعليقات غير متاحة