يتلاقى العلمانيون في بلاد المسلمين ـ بردتهم ونفاقهم ـ على كراهة كتاب الله. ويلتقون على مأرب قطع الطريق على إقامته وتحكيمه، ويتطاولون لقطع الطريق على الصغار لحفظه وتفهيمه. لكن الله غالب.
الخبر
“طالب سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي بإقالة مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي..! الحاقد “عمر أحمد القراي” بعد تصريحات له عن قرار مرتقب بحذف القرآن الكريم من مناهج رياض الأطفال. واتهم سودانيون القراي “بمعاداة الإسلام” ونشروا مقاطع فيديو سابقة له قبل توليه ادارة المركز قال فيها إن الشريعة الإسلامية ليست صالحة لكل مكان وزمان.
وطالب بيان لجماعة أنصار السنة المحمدية في السودان بإقالة مدير المناهج فورا وإيقاف طباعة المناهج الدراسية التي أشرف عليها. وأثار قرار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تعيين د. عمر أحمد القراي مديرا للمركز القومي للمناهج في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 جدلا في السودان، إذ يعد المجرم المدعو “القراي” أحد قيادات الحزب الجمهوري والذي أسسه “محمود محمد طه” والذي صدرت فتوى بتكفيره وإعدامه في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري”. (1موقع “الجزيرة مباشر”،5/5/2020، على الرابط:
مسؤول يطالب بحذف القرآن من مناهج الأطفال.. وسودانيون يطالبون بإقالته)
التعليق
في شهر رمضان نزل القرآن، وفي هذا الشهر يؤمر المسلمون بتلاوته وتدبّره أسوة بنبي الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يدارس القرآن مع أمين السماء جبريل عليه السلام، لزيادة العلم والتدبر. وفي آخر عام من عمره الشريف صلى الله عليه وسلم دارسه له مرتين استجابة لدعائه ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (طه: 114) الذي أُمر به، إذ يحوي كتابُ الله تعالى العلم لما يحتاجه العبيد ﴿لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾ (النساء:166). ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ (الأنعام: 38) (2على أحد وجهي تأويل الآية الكريمة)
يتلو المسلمون كتاب الله، راغبين في التقرب به لله تعالى، ومستشرفين القيام بأحكامه وحدوده، مستعيذين بالله تعالى أن يقيموا حروفه ويهملوا حدوده؛ فإقامته هي المقصود الأعظم منه.
ويعلّمه المسلمون لأولادهم آملين أن يمتد في ذرياتهم تلاوتُه وحفظه وتعلمه وإقامته.
لا يتحاشى المسلم أن يعلم أولاده آية أو سورة أو حكما أو موضعا من كتاب الله؛ فليس فيه ما يُخجل..! أو يُخاف..!! حاش لله تعالى. بل فيه هدى للمتقين، ونور مبين أنزله الله، وروحا تحيا به النفوس. ومن أخذه بحقه كان له نورا في قلبه وعلى وجهه وعلى لسانه وفي حكمه. كما يُلبس الأبوان تاج الوقار يوم القيامة الياقوته منه خير من الدنيا وما فيها لما بذلاه من تعليم ولديهما كتاب الله وتعهداه بذلك.
يتعلم النصارى آيات الإنجيل بلا محاشاة. وفيها من التحريف والوضع ما أدخل به محرفوهم نصوصا يستحيي الشخص السويّ قراءتها لفحشها وفُحش واضعها ومفتريها. ولا يقف أحد عليها. ولولا الخجل والحياء لأوردنا طرفا منها لكن يمنعنا من ذلك الأدب الذي أدبَنا الله تعالى به وخشية على مشاعر القاريء المسلم الحيي العفيف.
لم يستح هؤلاء ولم يكفوا عن قراءة كتاب مبدل، الأثر البشري فيه واضح لكل ذي عينين، بل مزعج..! بينما يتطاول هؤلاء المجرمون والمنافقون في بلاد المسلمين على كتاب الله؛ لمنع هذا الكتاب من السريان في قلوب الصغار وأن يعقلوه ليروا الحياة من خلال منهج ربهم وكلماته سبحانه.
إنهم يرومون قطع الطريق على الكبار أن يحكّموه ويقيموه، ويرومون قطع الطريق على الصغار أن يحفظوه ويفهموه؛ توصلا بذلك ألا يكون هناك غراس يهد بنيانهم الفاسد ويقلق عليهم الخرائب التي يقيمونها وينشرونها في جنبات بلاد المسلمين.
وهؤلاء ليسوا وحدهم؛ فهي دعوة مكررة إذ كان في مصر مجرمون آخرون؛ منهم ممثل تافه، أخذ أضواء وتمسَّح في القيم زمنا، ثم عند أول اختبار سقط وساند العلمانيين صراحة؛ ثم تطوع ليرضى عنه إخوانه وسادته المجرمون من علمانيي العسكر ـ تماما كما في السودان ـ وطالب بالمطلب نفسه بعدم تعليم الصغار كتاب الله وحذر أن بعض ىآاته تحض على العنف والإرهاب..! ﴿أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُون﴾ (الذاريات: 53) ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ﴾ (التوبة: 67)
بينما مذيعوهم وسدنتهم يطالبون ليل نهار صراحا جهارا بأنهم يريدون أن يروا اجتثاثا للمسلمين ويريدون “جثثا” و”دماء”..! هكذا بهذه الألفاظ، وكان هذا مباحا لهم وليس إرهابا بل وطنية وقداسة..!!
ماذا ينقمون من كتاب الله ولماذا يخيفهم..؟ إنه نفس منطق إخوانهم من كفار قريش حينما قالوا ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ * فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (فُصلت: 26-27) لكننا نبشرهم أن الأولين لم يفلحوا وكذلك الآخرين لن يفلحوا، بل نبشرهم بقول ربنا تعالى ﴿أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآَخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ﴾ (المرسلات:16-18)
خاتمة
ما نحذّر منه هنا هو أن أهل السودان قاموا بثورتهم لكن النخبة التي تقود، توجِه الثورات حيث تريد مجموعة من المرتزقة الملاحدة المستقوين بالغرب الصهيو صليبي والمتوافقين مع مشاريعه؛ فتفتح لهم وسائل الإعلام والوزارات والتحكم في مصير الأجيال. وهؤلاء المرتزقة يعرفون الطريق؛ فمع أحقادهم المنطلقة يتطوعون بهذه المشاريع فينالون نظرة رضا وثناء من القابع في المراكز الصهيوصليبية فيمد لهم في فترة ركوبهم كراسي الوازرات والحكم الى أن يلقوا الله فيجازيهم.
كما نحذّر أيضا أن مجرد مطالبات الهيئات الإسلامية بإقالة هذا الوزير أو ذاك، أنها لن تعدو أن تكون مجرد “مطالبات” وعاصفة صغيرة يستوعبها هؤلاء المجرمون إذ إنهم يتوقعون مثل هذه الاحتجاجات ويجهزون عدة بدائل لمواجهتها بين الاستيعاب والتمرير، ثم تنفيذ ما يريد المجرمون كرها ولو رفضها المسلمون، باستعمال سياسة النفس الطويل والمخادعة والترهيب.
إنما المطلوب وقفة كاشفة للموقف، ولحقيقة القوى المتحكمة وفي الاتجاه الذي تسير اليه البلاد. وقطع الطرق على هذه الكلاب العاوية (3مرفق مع أصل الخبر أعلاه طعن آخر في القرآن والغيب واليوم الآخر؛ يقول به هذا المجرم في ندوات عامة)، وضرورة أن يعرف المسلمون الخطر حولهم وأن يفرضوا من يمثلهم في هذه السلطة ويضغط بقوة وخلفه تكتلات شعبية وحراك جماهيري يُرهب هؤلاء المجرمين.
إن طبيعة المنافقين أنهم يرهبون القوة؛ إذ إنهم لا يخافون الله ولا يرجون لقاءه ولا يستحيون من خُلق رديّ؛ ومن ثم فلا بد من قوة الأمة والجماهير وغيرها مما يرهبهم ويردعهم لهذا يقرر ربنا تعالى ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ (الأنفال: 60)
……………………………..
هوامش:
- موقع “الجزيرة مباشر”،5/5/2020، على الرابط:
مسؤول يطالب بحذف القرآن من مناهج الأطفال.. وسودانيون يطالبون بإقالته - على أحد وجهي تأويل الآية الكريمة.
- مرفق مع أصل الخبر أعلاه طعن آخر في القرآن والغيب واليوم الآخر؛ يقول به هذا المجرم في ندوات عامة.