في عاشوراء درس للمستضعفين في المشارق والمغارب ؛ أن الله محيط بالكافرين، ومحبط كيد كل متكبر خوان أثيم..

عاشوراء.. وسنن الانتقام لأهل الإسلام.. 

● في يوم عاشوراء تذكير سماوي سنوي بسنة ربانية في حتمية انتقام إله الحق من المجرمين وثأره للمؤمنين، فلا ينبغي لمؤمن من المستضعفين – وبخاصة في وقتنا أهل فلسطين – أن يظنوا أن الذين أزهقوا أرواحهم أو أحرقوا بيوتهم أو أغرقوا زروعهم أو تعاونوا في انتهاك حرماتهم وحرمات المسلمين سيسلمون من شر العقاب العاجل وسوء العذاب في يوم الحساب الآجل .. فقد قال رب العالمين: ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [الأعراف:١٨٣].

●.. ومن صفات الله أنه (عزيز ذو انتقام)، وأنه (شديد العقاب)، يعاجل الجبابرة المجرمين، ويثأر لعباده المؤمنين كما قال: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: ٤٧]..

●..وفي يوم واحد – وهو يوم عاشوراء – جاء الانتقام الإلهي للمؤمنين، فبدل الله المقهورين من قوم موسى – أيام كانوا صالحين- أمنا بعد خوفهم، وحول أمن فرعون وقومه إلى خوف تلاه حتفهم، كما قال القهار الجبار سبحانه عن فرعون وقومه: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَٰهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَٰهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ﴾ [الزخرف:54-56]..

ومعنى آسفونا: أي أغضبونا واستجلبوا سخطنا.

●.. وفي عاشوراء درس للمستضعفين كذلك في المشارق والمغارب ؛ أن الله محيط بالكافرين، ومحبط كيد كل متكبر خوان أثيم، فقد قال القوي القاهر القادر سبحانه: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوامُسْتَبْصِرِينَ * وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [العنكبوت:38-40]..

●.. أما.. الذين احتفوا بذاك اليوم من يهود المدينة في عصر النبوة؛ فلم يعد اليوم يومهم ، لأنهم كذبوا رسولهم وجميع أنبيائهم بتكذيب رسولنا الذي عهد الله بتصديقه لكل النبيين فقال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * أَفَغَيْرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [ آل عمران:٨١-٨٣].

●.. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين الذين يفجرون بالمسلمين، كما في الحديث: «اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ» 1(1) رواه الحاكم في مستدركه وصححه الالباني في الأدب المفرد (٥٤١) .…اللهم آمين.

الهوامش

(1) رواه الحاكم في مستدركه وصححه الالباني في الأدب المفرد (٥٤١) .

المصدر

الدكتور عبد العزيز كامل.

اقرأ أيضا

عاشوراء بين هدي الإسلام وهدي الجهلاء

النصر والتمكين في يوم عاشوراء

من بشائر النصر في اللحظات الحرجة .. يوم الأحزاب

أسباب النصر وأصول التمكين .. (2-2)

التعليقات غير متاحة