قتلت سيوف فجار القضاة والأمراء مسلما نهى عن المنكر وأمر بالقسط وغار على دينه وعلى حرمات الله وحرمات الأمة. وقد قصد القتلة رسائل خبيثة.
الخبر
“أعلنت السلطات السعودية اليوم تنفيذ حكم الإعدام بحق متهم يمني أدين بشن هجوم مسلح بآلة حادة على إحدى الفرق الموسيقية الإسبانية التي شاركت في “موسم الرياض” في نوفمبر/تشرين الثاني (2019) مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص.
وأشارت الداخلية السعودية -في بيان- أن “ما أقدم عليه (المهاجم) يعد ضربا من ضروب الحرابة والإفساد في الأرض، فقد تم الحكم عليه بإقامة حد الحِرابة، وأن تكون عقوبته القتل”، وصدر الحكم في آخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.وكان الهجوم المذكور أول اعتداء تشهده الأنشطة الترفيهية التي تنظمها السلطات السعودية منذ سنوات قليلة، وذلك في سياق ما تسمى “سياسة الانفتاح”، التي ينفذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ منتصف (2017). (1موقع “الجزيرة”، 16/4/2020، على الرابط:
“السعودية تعدم يمنيا هاجم فرقة إسبانية في موسم الرياض“)
التعليق
قُتل من لم يرض بما يُشيعه ولي الأمر ـ عند من يراه كذلك. قتلوه لتقرير أمور:
قتلوه لأن مفهوم الفساد يراد تغييره ليصبح “الفساد” ليس ما وصفه الشرع بذلك الوصف؛ بل ليصبح هو قطع متعة الفجار ولذة الفساق. ولئلا يصبح الفساد ترويع المؤمنين في بيوت الله بل ليصبح هو تخويف الماجنين أثناء سكرتهم وفجورهم.
قتلوه لتقرير أن السيف مصلت لا لحماية الدين بل لهدمه، ولا لمنع التعدي على حرمات الله بل لاستباحتها، ولا لقطع الطريق على المنكرات بل لفتحها لهم.
الله تعالى يقول ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ وهؤلاء رفعوا السيف على من أمر بالقسط الذي شرع الله السيوف وخلقها لنصرته.
قتلوه لترهيب المسلمين أن يُقدموا على رفض خط الانحراف المراد لهم؛ فكان المقتول ـ رحمه الله ـ كبش فداء لمن بعده؛ ليخوّفوا به غيره وليردعوا به من يفكر في النهي عن المنكر أو الأمر بالقسط والمعروف. وبالتالي ليُفسحوا الطريق لبقية الآتين من الفجار، ويقال لهم: كونوا آمنين سنقتل من يعترض طريقكم والمجتمع مهيأ ومفتوح لكم؛ طريقكم مؤمَّن فاستكملوا فجوركم..!
قتلوه لتقرير سلطة أولئك الطغاة وتوليد رهبة لهم في قلوب الناس حتى يأمن لهم ملكٌ لن يدوم على حافة قبورهم. يريدون الانفراد باللذات، والاستكبار، والتلاعب بالأمة وثرواتها، بل وبدينها وقيمها.
قتلوه ليأخذوا بقتله صكّ رضا من القابعين في عواصم الصليبية ومن الصهاينة القابعين في فلسطين السليبة.
قتلوه لتقرير تطويع الدين؛ حتى يَكتب قضاة السوء الفجرة أنهم قتلوه لأنه محارب لله ورسوله وساعٍ بالفساد وأن هذا حد الحرابة لمنع إفساده..! يقال هذا ليُنسب ذلك الزور الى دين رب العالمين. ولو اعتدل الأمر لكان حد لحرابة على الآمر بالفجور والممارس له؛ لا على من نهى عن المنكر وأمر بالمعروف.
خاتمة
على سيوف أولئك الطغاة، وبقضاء قضاة السوء، وبأموال المسلمين؛ ترقص الراقصة وتتعرى الفاجرة وتُخرج الأجيال من الإسلام.
فإذا رأيت ذلك الفجور فاعلم أنه قد جرت من أجله دماء الطاهرين. وإذا أراد فاجر في بلاد الحرمين وغيرها أن يستمتع بهذا فليعلم أن مذاق فجوره مرٌّ وعلقم.
إنهم يطمعون أن يزوي الإسلام وأهله على جوانب المجتمع ويترك الطريق للفساق. ذلك طمع الطامعين. لكن الله يغضب لأوليائه. ويجب على الأمة أن تغضب لدينها. فقد توالت المظالم بما يُخشى به من تنزل عذاب رب العالمين، وقد أرانا قليلا من بأسه فضج العالم بأسره.
……………………………..
هوامش:
- موقع “الجزيرة”، 16/4/2020، على الرابط:
“السعودية تعدم يمنيا هاجم فرقة إسبانية في موسم الرياض“