لم يدر بخلد أبي عبيدة وجوب التحاق العلماء الصادقين بجبهات القتال وإنما المطلوب منهم بيان التوصيف الشرعي للقتال الدائر بين الصهيونية المسيحية وحلفائها من الأنظمة العميلة من جهة والمقاومة السنية من جهة أخرى وإثبات الشرعية لهذا الجهاد المبارك والحض على النصرة والإمداد.

عبد المالك رمضاني: شاهد زور الأنظمة الإباحية وحامل لواء الردة الجديدة

لا يزال عبد المالك رمضاني منذ كان استئصاليا مخلصا لمهندسي المجازر والمقابر الجماعية…لا يزال مخلصا وفيا للأنظمة اللادينية الإباحية…لا يزال من كبار شهداء الزور الذين يشهدون لهذه الأنظمة اللادينية بالشرعية ويثبتون لها الولاية الدينية.

جمعوا بين الكذب على الله والنذالة باستحقاق…إنهم حربيون باليد والحجة كما أن ساداتهم الصهاينة وعملاءهم حربيون باليد والقدرة.

خرج على الناس بمقطع يطعن فيه بالمقاومة السنية في غزة ويرد على أسود الإسلام والسنة بالزور والبهتان خدمة للادينية وتنفيرا من حركات المقاومة الجهادية1(1) الرد على آخر كلمة لأبي عبيدة، https://www.youtube.com/watch?v=Yk-LTQhqaxE. زعم فيه مزاعم ظاهرة البطلان لولا خشية اغترار العامة بها لم ينولها أي اهتمام فإن البوالين في بئر زمزم نشطوا نشاطا ملحوظا في الدفاع عن رأس الطائفة يلتمسون له الأعذار كأن ما ولغ فيه أمر اجتهادي لا تعلق له بخرم أصل الدين يبتغون ما كان يبتغيه أول من بال في بئر زمزم. فتعين التنبيه على أهم تلبيساته في هذا المقطع خاصة.

عندما يصبح ‘العالم’ بوقاً لشرعنة الاحتلال

ينكر رمضاني شرعية المقاومة السنية وجهادها المبارك وغزوة الشرف والعزة طوفان الأقصى. وأنكر على أبي عبيدة تثريبه على العلماء الذين أسلموا أهل غزة لمصير مر وهلاك محقق ولم يضطلعوا بالمهمة الشرعية التي أوجبها الله عليهم وأخذ عليهم الميثاق لأجل العمل بها وعدم التفريط فيها، فظن أن العلماء الذين قصدهم أبو عبيدة بكلمته هم العملاء الخونة وليس الأمر كما ظن.

نقول إذا شغر الزمان عن قوام بأمر الإسلام انتقل وجوب أداء واجبات الكفاية كالجهاد إلى العلماء الأحرار غير التابعين للأنظمة اللادينية فإن هؤلاء التابعين من أعوان اللادينية والأنظمة الموالية للصهيونية المسيحية.

ليس في كلام أبي عبيدة إلزام العلماء الأحرار بالالتحاق بالمقاومة في غزة فإن ما يتأدى به واجبهم بوصفهم علماء وهو الحد الأدنى من مراتب ما يجب عليهم هو تبيان شرعية جهاد الصهاينة ودحض شبهات أشباه القرامطة المنتحلين للدعوة السلفية المباركة زورا وبهتانا.

فهذا الخائن وحزبه يطعنون في الجهاد في كل البلاد بل يطعنون في كل وسيلة للتغيير ولو كانت سلمية ويعلقون شرعيته على فتاوى علماء خونة عملاء راضين تابعين للحربيين ولو كان حكم الله قائما لنودي على رؤوس الأشهاد هذا جزاء من حارب الله ورسوله ووالى أعداء الإسلام.

أبو عبيدة وأصحاب الضمائر الحية: بين تقصير الصالحين وخيانة العملاء

إن جهاد الدفع لا يحتاج في شرعيته إلى إذن أحد لأنه معلوم بالضرورة الدينية بل بالفطرة والمعقول الصريح. فلا اعتبار فيه بإذن الوالدين والدائنين بل أوجبه لفيف من العلماء على النساء ولكن أهل هذا الحزب الخبيث يعلقون مشروعيته على إذن علماء ممن رضي وتابع وشايع وبايع ممن هم وقافون عند أوامر الحكام الخاضعين للصهيونية العالمية.

يا هذا أنت تزعم ان أبا عبيدة أسقط العلماء دون أن تستفصل فالعلماء الذين يخاطبهم ليسوا التابعين للأنظمة العميلة فهذا الصنف أسقطته الشريعة نفسها ومنهم فسقة ومنهم مرتدون وإنما قصد العلماء الذين هم على خير فيهم الغيرة على الإسلام والولاء له ولكن قصروا في أداء الواجب .

وإنما يحتاج في مباشرة الجهاد إلى تحقيق المناط وتحقيق المناط هو من تخصص العالمين بفن الحروب ولا علاقة لعلماء الشريعة به بل قد يكونون أجهل الناس به فالإحالة عليهم هي إحالة على غير خبير وهذا من أعظم الغش للدين والخيانة للأمة.

الجماعات السنية: البديل الشرعي عندما تخون الأنظمة الأمة

إن الجماعات والتنظيمات السنية هي البديل الشرعي عن القوام بأمر الإسلام فإذا عجزت واستنفرت جهات معينة أو أفرادا لزمهم النفير، الأدنى فالأدنى وإذا طلبوا النصرة وجبت نصرتهم (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق). وهذا خطاب موجه للأمة لا يسقطه امتناع الأنظمة عنه ومظاهرتها للكيان الصهيوني على أهل غزة لأنها أنظمة لا شرعية لها لا بالمنظور الإسلامي ولا بالمنظور الدستوري، فحين يزعم أن الجهاد لا يشرع إلا بعد مشورة العلماء فإنه يقصد علماء السلطان العملاء الخونة الذين هم على شاكلته فإن هؤلاء العلماء لهم حكم الطائفة التي يتبعونها ويوالونها ويرضونها ويفاصلون لأجلها.

وإن لباسهم اللباس الإسلامي والتزين بالعمائم واللحى وشرح المتون وحملهم لألقاب المشيخة كل هذه الأوصاف ملغاة غير مؤثرة بل هي عليهم عند التحقيق لأنهم عن علم غووا وظاهروا أعداء الملة. فالوصف المؤثر هو خيانتهم لله ورسوله  صلى الله عليه وسلم ونصرة أعداء الإسلام.

نعم خذل المجاهدون بصمتنا لأن السكوت عند قيام مقتضي الكلام وانتفاء المانع منه هو خيانة للأمانة فسكوت من يرى ما حل بأهل غزة وغيرهم مع قدرته على الكلام هو خيانة لأن ترك نصرتهم بحسب الإمكان هو فعل لا مجرد ترك فهو فعل يصب في مصلحة الكيان. قال تعالى: (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) فسمى تركتهم فعلا. هذا في مجرد السكوت فكيف بالتحريض عليهم وتثبيطهم ومظاهرة الكيان عليهم بالتشكيك في جهادهم.

 لقد صرح بأن أبا عبيدة أعلن بالعداوة للعلماء

سبحان الله! كأنه يجهل أن عداوة علماء اللادينية والتابعين لسياسات الأنظمة ساقطة الشرعية هو من أوثق عرى الإيمان ومن أجل القربات . كيف نحبهم وهم في صفوف المجرمين يناضلون بالفتاوى الناكبة ويوقعون عن رب العالمين ويختمون بأختام مزورة بل كيف نحبهم وهم أوتاد اللادينية الإباحية.

نعم العلماء العملاء هم العدو الأول للحركات والمقاومات السنية لأنهم يحاربون الإسلام بالكلام والحجة وإثارة الشبهات والتشكيك في شرعية أهل الحق مع إثبات الشرعية لأنظمة الإلحاد والفساد وهذا الخائن يقلب المناطات فالحقوق التي بذلتها الشريعة للعلماء الربانيين الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله يريد أن نبذلها لعلماء خونة شبهتهم الشريعة بالكلاب (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث).

هل ضيعت كتائب القسام ضوابط الجهاد وما ضوابط الجهاد؟  

فجهاد الدفع يجب عند استنفار القوام بأمر الإسلام وعند الالتقاء بجيوش المحتلين وإذا احتل الكفار أرض المسلمين . وهذه متوفرة في جهاد المجاهدين من أهل غزة وتوفر معها أكثر من سبب يحتم مباغتة الصهاينة وهو علم القياديين بتبييت الكيان النية على مباغتة أهل غزة إلى أسباب أخرى ذكرناها في منشوراتنا بهذا الصدد وهي مثبتة على الصفحة.

أما بقية الضوابط فموكول العمل بها للمتخصصين في فنون الحروب والسياسة.

وتعجب عندما تسمعه في هذا المقطع يصور المؤمنين الذين ظلموا فانتصروا ويشنع عليهم بأنهم ينتصرون بأي شكل من الأشكال ولو بالانتحار.

هذا المسكين لم يعط لنفسه الوقت للتفقه في دقائق أحكام الجهاد لذلك يجازف هذه المجازفات البهلوانية، فإن هذا الذي يسميه انتحارا قد شرعته الشريعة إذا كان فيه مصلحة الجهاد.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في فوائد قصة أصحاب الأخدود التي رواها مسلم وغيره: (إن الغلام أمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين، ولهذا جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين … فإذا كان الرجل يفعل ما يعتقد أنه يقتل به لأجل مصلحة الجهاد مع أن قتله نفسه أعظم من قتله لغيره كان ما يفضي إلى قتل غيره لأجل مصلحة الدين التي لا تحصل إلا بذلك ودفع ضرر العدو المفسد للدين والدنيا، الذي لا يندفع إلا بذلك أولى)2(2) الفتاوى الكبرى لابن تيمية (3/ 554)..

تحريف الآيات لخدمة الطغاة.. كيف يشوه ‘علماء’ السلطة شرعية الجهاد؟

فعلى زعمه كان يجب على المقاومة السنية استشارة العلماء الذين حددهم وهم بلا شك الذين رضوا وتابعوا وخانوا فهانوا واستدل بآية (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) وأنه ليس في المقاومين من هو أهل للاجتهاد.

وهكذا كلما انحرف استدل بانحراف آخر فأورث هذا عنده تسلسل الانحرافات.

إن هذه الآية لا علاقة لها بالاستنباط الفقهي والاجتهاد الفقهي إنما تتحدث عمن يتعجل بنشر الأخبار إما خبر تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه وإما أخبار السرايا انتصرت أم انتهزمت.

وهذا موضع يكون أهل الاستنباط فيه هم أهل الحكمة والعقل ومراعاة المآلات ونتائج التصرفات فهم أبعد شيء عن الطيش والخفة ولا يدخل فيهم علماء الشريعة إلا على هذه المواصفات. فإن عمر هو استنبط واستخرج حقيقة الأمر، فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم هل طلقت نساءك؟ قال: لا. فأخبر عمر الناس بذلك وقال: (كنت أنا استنبطت ذلك الأمر) ولم يكن عمر ولي أمر المسلمين.

ولو قيل المقصود بهم العلماء الذين لهم فطنة ونباهة وحكمة ورزانة وتؤدة ومراعاة لمآلات التصرفات لكان متوجها.

وأيضا فإن عادة القرآن أن الرد يكون إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) أو يذكر أن الرد إلى الله وحده (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) ولم يعهد لفض النزاع الرد إلى الرسول وإلى أولي الأمر فتعين أن الآية لا علاقة لها بالاستنباط الفقهي وإنما على المسلمين سؤال أهل العلم واستفتاؤهم على شرط ألا يكونوا تابعين للادينيين ولا للظالمين.

وسياق الآية يدل على ما ذكرناه.

وعند التأمل تكون الآية حجة على هذا الخائن لأنه لا يكتفي بإذاعة واقع الحال بل يكذب ويفتري ويدعي أن المجاهدين يسبون اليهوديات ويطؤونهن ولو رد هذا الأمر إلى المجاهدين وسألهم لأخبروه ولكانوا هم من يستنبط حقيقة الأمر لو كان حقا يحرص على معرفة الحق ولكن عمى البصيرة وما أشرب في قلبه من حب اللادينية وعقد الولاء عليها وكراهية من ينازعها من أنصار الشريعة أورث كل هذا.

هذا هو المعنى المقصود من لفظ أولي الأمر منهم ولكن هذا البائس يرى أنهم حكام اللادينية الذين أسقطوا الالتزام بالشريعة والتزموا طاعة غيرها.

زعم أن المجاهدين لما تسببوا في قتال الأبرياء مسحوا الموسى في العلماء

إنه يهرف بما لا يعرف.

يا هذا إن أبا عبيدة لا يقصد العلماء الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم في سوق من يزيد. وإنما يقصد من أشرنا إليهم آنفا.

وأيضا فإن التسبب مشروع وممنوع فإن الله تعالى أمر بالجهاد مع علمه أن فيه قتلا وسلبا وأسرا يصيب المسلمين كما يصيب أعداءهم لا سيما عند الهزيمة، وقد يؤسر المسلمون وتسبى نساؤهم وأولادهم وتغنم أموالهم وديارهم إذ النصر والهزيمة دول  ومع ذلك أوجبه.

والتسبب الممنوع هو كتسبب المرجئة المدخلية حزب هذا الخائن في تمكن المد اللاديني الموالي للصهيونية المسيحية. ولا يخفى حجم الأضرار التي لحقت الأمة من هذا الحزب الشركي الخبيث. الذي والى أعداء الله المحاربين للشريعة وعادى أولياء الله الساعين لتطبيقها.

إنهم كما أكدت مرارا نواب إبليس في حل عرى الإسلام وتركه كثوب سابري وما أفقه علماء السلف حين وصفوا أسلافهم الذين هم أقل منهم شرا بأنهم يهود القبلة . فلا عجب أن يظاهر اليهود إخوانهم.

ولم يدر بخلد أبي عبيدة وجوب التحاق العلماء الصادقين بجبهات القتال وإنما المطلوب منهم بيان التوصيف الشرعي للقتال الدائر بين الصهيونية المسيحية وحلفائها من الأنظمة العميلة من جهة والمقاومة السنية من جهة أخرى وإثبات الشرعية لهذا الجهاد المبارك والحض على النصرة والإمداد. فمقصوده أنهم لا ينبغي أن يسكتوا ويلتزموا الحياد في وقت يباد فيه أهلنا في غزة.

يشكك في نية المجاهدين

ثم يذهب هذا البائس بعيدا حين يشكك في نية المجاهدين ويصور للمستمعين أن ما يحدث ليس إلا مسرحية بين الصهاينة وحماس.

لم أر نذالة مثل نذالة هذا الخائن ولا دناءة مثل دناءته فكل هذه المعارك قرابة السنتين تدور حولها عنده علامات استفهام. (فالمجاهدون يقتلون ويأسرون كيف سمح لهم اليهود بذلك؟؟؟ وأين الموساد مما يحدث).

إنه يجوز احتمال أن المجاهدين متعاونون مع الصهاينة لتأدية فصول مسرحية اشتركوا في كتابة سيناريوهاتها.

وقد فهم من خطاب أبي عبيدة أن المجاهدين يريدون أن يمسحوا جرائمهم في العلماء.

فهو هنا يجرم المجاهدين في الوقت الذي يثبت فيه الشرعية للأنظمة الإباحية اللادينية التي تستعلن بحرب الإسلام.

فتاوى ابن تيمية الصارخة: الجهاد أولى من إطعام الجياع عند الضرورة

وصدق أبو عبيدة فإن سقوط غزة لا قدر الله يتحمل مسؤوليته كل من قدر على نصرة المقاومة فلم ينصرها فضلا عمن نصر الحكام العملاء والصهيونية المسيحية فإن هذا حكمه حكم من انحاز إلى فسطاطهم كهذا الخائن وحزبه..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومن عجز عن الجهاد ببدنه وقدر على الجهاد بماله وجب عليه الجهاد بماله، …. فيجب على الموسرين النفقة في سبيل الله. وعلى هذا : فيجب على النساء الجهاد في أموالهن إن كان فيها فضل ، وكذلك في أموال الصغار إن احتيج إليها كما تجب النفقات والزكاة. وينبغي أن يكون محل [هذا الحكم] في واجب الكفاية. فأما إذا هجم العدو فلا يبقى للخلاف وجه، فإن دفع ضررهم عن الدين والنفس والحرمة واجب إجماعاً)3(3) الفتاوى الكبرى 5-537..

فجهاد الصهاينة في فلسطين عموما وفي غزة خصوصا مقدم على إطعام جياع المسلمين في حالة ضيق المال.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (لو ضاق المال عن إطعام الجياع، والجهاد الذي يتضرر بتركه، قدمنا الجهاد وإن مات الجياع كما في مسألة التترس وأولى، فإن هناك نقتلهم بفعلنا، وهنا يموتون بفعل الله)4(4) المستدرك على مجموع الفتاوى 3-214..

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (تأخير [الحج] لمصلحة الجهاد كتأخير الزكاة الواجبة على الفور لانتظار قوم أصلح من غيرهم … وكلام أحمد يقتضي الغزو وإن لم يبق معه مال للحج)5(5) المستدرك على مجموع الفتاوى 3-216..

والظاهر أن هذا الخائن إذا دخل عليه الصهاينة بيته لا يحرك ساكنا حتى يستشير علماء السلطان. بئست البدعة بدعتك وبئس الموقف موقفك.

وفي ختام هذه الكلمة تحذير وتذكير

تحذير عاجل من تلبيسات المرجئة.. كيف يحرفون كلام شيخ الإسلام لخدمة الصهاينة؟

أما التحذير فإني أحذر الأمة من تلبيسات المرجئة المدخلية وكذبهم على شيخ الإسلام ابن تيمية فهم يزعمون أنه يرى أن القتال لا يشرع إلا بإذن ولي الأمر (ولي الأمر في السرداب وهم مع ولاية الفقيه اللاديني). ولما كان القوم أهل تخدير وتزوير لبس عليهم الأمر فظنوا أن محمود عباس الذي هو أكثر تصهينا من الصهاينة هو ولي الأمر وتناسوا أن حماس هم ولاة الأمر في عموم فلسطين وليس في غزة وحدها.

ومن تلبيسهم على الناس زعمهم أن شيخ الإسلام قال: (كل قتال غلبت مفسدته على مصلحته فهو قتال فتنة).

وهذا كذب عليه وإنما ورد كلامه في قتال البغاة لا الصهاينة فحرفوه تحريفا كتحريفات اليهود.

والمؤسف أن مثل هذا التحريف لم يصدر عن هذا الخائن وأشباهه فقط إذن لهان الخطب شيئا لأن الشيء من معدنه لا يستغرب ولكن المؤسف حقا أن يصدر عن عثمان الخميس الذي زعم أن شيخ الإسلام قال: (لا يتكلم في الجهاد إلا خواص العلماء)، ولم يقل شيخ الإسلام ذلك وإنما كان كلام شيخ الإسلام في قتال البغاة وما جرى بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن قاتلهم حتى قال وهو بصدد الرد على الرافضي: (وفي الجملة فالبحث في هذه الدقائق من وظيفة خواص أهل العلم، بخلاف الكلام في تكفيرهم، فإن هذا أمر يعلم فساده الخاصة والعامة بالدلائل الكثيرة)6.

ولكن الخميس أطلقه كأنه في جهاد الكفار الصائلين فالخميس يرى أن شيخ الإسلام قال لا يتكلم في الجهاد إلا خواص العلماء. فلو قدر أن ذلك في جهاد الكفار فالمقصود أن مسائل كثيرة من مسائل الجهاد ودقائقه يرجع فيها إلى أهل العلم بخلاف أصل الجهاد لا سيما جهاد الدفاع فهذا معلوم بالفطرة والضرورة من دين الإسلام. فكيف تجعل القضايا المعلومة بالضرورة الدينية كدقائق القضايا.

ثلاثة عقود من النفاق.. كيف خان ‘الداعية’ أمانته ثم انحاز للطغاة؟

وأما التذكير فإني أذكر هذا الخائن بأمر لعله نسيه وهو أمر يبين مدى مروءته ورجولته ليكون حكما على نفسه بنفسه.

هل تذكر ذلك الاجتماع في العاصمة سنة 1988 وقد حضره الشيخ ابن حاج مع جماعة من الدعاة لا يزالون على قيد الحياة. وكنا من الحاضرين وجرى النقاش في بعض الأحكام الشرعية وفي أثناء النقاش استأمننا جميعا على سر من أسراره وقال: المجالس بالأمانة.

هذا أمر استأمننا عليه ولكنك أفشيته في كتابك المدارك، فعجبت لهذا التصرف كيف يصدر عمن يدعون اتباع السلف. كانت صدمة كبيرة لي حين قرأته في كتابك . في ذلك الزمان لم يدر بخلدي أن في السلفيين أنذالا منافقين كنت أتصورهم كلهم رجالا من الطراز الرفيع ثم علمت أن رضا الله لا ينال بالعناوين ولكن بالمضامين وأن خصال المروءة والرجولة قد تجدها عند بعض العصاة ولا تجدها عند من يرفع شعار السلف والعلم والدعوة والفكر. فالأخلاق أرزاق وهي جارية على الأعراق. فالناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام .

موقفك هذا ينبئ عن معدنك وقد مضى على علمي بخيانتك عقدان أو أكثر أي منذ صدور الطبعة الأولى لمداركك فكنت أحجم عن بيان خيانتك للأمانة وحقيقتك وأصبر على ذلك حتى بلغ السيل الزبى فبلغ من خيانتك الولوغ في أعراض المجاهدين الذين هم صفوة الأمة وعنوان شرفها وعزها.

إن هذا الخائن ليس له أدنى المواقف المشرفة من آثار الحرب على أهل غزة . ولو قدرنا أن المجاهدين مخطئون لكانت المروءة والفطرة قبل الدين القويم تحتم حث الأنظمة والناس على إغاثة أهل غزة وإيقاف هذه الإبادة بحقهم.

وقد كان له نفس الموقف مما حدث في الجزائر من آثار إلغاء المسار الانتخابي. حيث انحاز إلى فسطاط الاستئصاليين وأبلى في سبيلهم البلاء الحسن.

وكان له موقف مماثل من أحداث 8 أكتوبر 1988 حيث نحى هو وحزبه الخبيث باللائمة على الشيخ ابن حاج وحملوه مسؤلية من قتل من الشباب، ولم ينبسوا ببنت شفة في حق من أمر بإطلاق الرصاص الحي على هؤلاء الشباب الذين لم يزيدوا على إقامة تجمع سلمي.

فصارت القاعدة القطعية أنه حيثما ثار نزاع أو قتال بين المسلمين وأعدائهم فابحث عنه في فسطاط الأعداء تلقه هناك هو وأهل حزبه يناضلون عن الأعداء ويستميتون في شرعنة انحرافهم كما يستميتون في تجريم الجماعات والمقاومات الإسلامية جهادية وغير جهادية لأنها عندهم حزبية والتحزب ممنوع عندهم إلا التحزب الشركي للأنظمة اللادينية.

وعلى تقدير خطأ اجتهاد الشيخ ابن حاج من أحداث أكتوبر 1988 فلا أقل من تحميل الطرف الآخر نصيبا كبيرا من المسؤولية ولكن هذا لم يحدث، بل ألصقت المسؤولية برمتها بالشيخ علي ابن حاج فرج الله عنه.

أي سلفية هذه التي أنتم عليها وتدعون الناس إليها. إن ترك الناس على الفطرة أفضل من نقلهم إلى طريقة تنصر الظالمين وتجادل عن المجرمين وتمكن لمناهج المشركين ولا تنصف المظلومين ولا تنصر المستضعفين، لا رجولة في منتحليها ولا مروءة ولا شرف ولا مجرد موقف وسط بين الإسلام والجاهلية يحفظ ماء الوجه.

اللهم إني أعوذ بك من الضلال والغي.

الهوامش

(1) الرد على آخر كلمة لأبي عبيدة، https://www.youtube.com/watch?v=Yk-LTQhqaxE

(2) الفتاوى الكبرى لابن تيمية (3/ 554).

(3) الفتاوى الكبرى 5-537.

(4) المستدرك على مجموع الفتاوى 3-214.

(5) المستدرك على مجموع الفتاوى 3-216.

(6) منهاج السنة النبوية (4/ 504).

المصدر

صفحة الدكتور سليم سرار، على منصة ميتا.

اقرأ أيضا

أوردها سعد وسعد مشتمل …ما هكذا يا سعد تورد الإبل …

بعض آثار تسليم المقاومة لسلاحها

لا دليل على عصمة العلماء من الردة والكبائر

إلى علماء الأمة ودعاتها .. اتقوا اللَّهَ وكونوا مع الصّادقين

سَلامٌ بلا خُيولٍ ، أيُّ ذُلِّ؟!

التعليقات غير متاحة