(إني أبدع فلانا فبدعوه واهجروه. ومن لم يبدعه ويهجره بدعناه وهجرناه لأن من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع).

الخوارج المعاصرون والمرجئة المدخلية: تشويه النصوص وتزيف المواقف

ضحالة في العلم وشذوذ في المواقف واندفاع في تأسيس الأحكام الكبرى على الظنون والشكوك أورث جيلا هجينا ممسوخا انقلبت في ذهنه مناطات الأسماء والأحكام فعمد إلى نصوص نزلت في الكفار فأنزلها على خيار الأمة من المجاهدين والعلماء الأحرار والدعاة كالخوارج تماما الذين قال فيهم ابن عمر: (انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين).

والمرجئة المدخلية أضافوا إلى منهج الخوارج أنهم عمدوا إلى أحكام أثبتتها الشريعة للحكام الذين التزموا شريعة الإسلام كالطاعة والنصرة وإثبات الولاية الدينية فجعلوها في الملتزمين غير شريعة الإسلام المظاهرين للصهيونية المسيحية .

جيل فريد في الانحراف ظاهره قميص ولحية واشتغال ببعض علوم الشريعة وباطنه موالاة أعداء الملة ونصرتهم ومظاهرتهم على المجاهدين والعاملين لنصرة الإسلام .

أفحش أصل عند المدخلي

أفسد أصل عند ربيع المدخلي وأشنعه في نظري هو أصل إلزام الأتباع بالتقليد في العداوات وما ينجر عليها من الأحكام الخطيرة من غير برهان شرعي فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضوه واهجروه. هكذا دون بيان مناطات البغض والهجر. والقطيع سلس القياد، يسير على قاعدة من قيل له: أين تذهب؟ قال: معهم. قيل: أين يذهبون؟ قال: لا أدري.

وهذه ليست إلا لرب العالمين فهو سبحانه إذا أبغض عبدا قال لجبريل: إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن ربكم يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضه أهل السماء  ثم توضع له البغضاء في الأرض. رواه مسلم وغيره.

إن منهجه هذا هو منازعة صريحة لله تعالى فيما تفرد به من خصائص وصفات الربوبية.

منهج طاغوتي: كيف حوّل ‘ربيع’ القربات إلى بدع، والموالاة إلى فقه؟!

وليس لعبد مهما كان أن يقول للناس أني أحب فلانا فأحبوه وإني أبغض فلانا فأبغضوه إلا ببرهان واضح، وإلا صارت منازعة لله تعالى في خصائصه وهذه المنازعة هي شعبة من دعوى الربوبية، لا يستثنى من ذلك إلا الأنبياء عليهم السلام، فإن لهم ذلك بوصفهم مبلغين عن الله تعالى لذلك لو قدر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بقتل فلان لأطعناه ولو لم نعرف مناط هذا الحكم لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ولا يكون ذلك لمن سواه.

فلما شعر ربيع ببشاعة هذا المنهج الطاغوتي الكفري صار يجمل المناط ولا يفسره خروجا عن قاعدة أن الجرح لا يقبل في الأصل إلا مفسرا، فيقول إني أبغض فلانا فأبغضوه لأنه مبتدع.

 حين يُقلب ‘ربيع’ موازين الشرع لخدمة الساسة

وإذا باحثته في حقيقة البدعة التي يبني عليها موقفه من الحكم على المعينين، وجدت أنها طاعة من أعظم الطاعات وقربة من أجل القربات وليست بدعة إلا عنده وعند أتباعه أحلاس الأنظمة الحربية. ففاق منهجه منهج الخوارج حيث كانوا يكفرون بالمعاصي أما هو فيبدع بمحض الطاعات والقربات والحسنات.

  • فمنازعة اللادينية لإقامة الشريعة بدعة عندهم.
  • وتوحيد الصفوف لإقامة شريعة الإسلام تحزب ممنوع عندهم.
  • ونصرة المسلمين المستضعفين كأهل غزة بدعة عندهم.
  • ودعم المقاومة السنية خارجية عندهم .
  • وكشف تواطؤ الأنظمة العميلة مع الكيان الصهيوني لتصفية المقاومة خارجية عندهم .
  • وكشف مؤامرة تفكيك البنية الدينية والأخلاقية لسكان الجزيرة وإعادة تركيبها بما يتلاءم مع الحضارة الغربية بدعة عندهم .
  • وإشاعة وجود قواعد عسكرية للصهيونية المسيحية في جزيرة العرب بدعة عندهم.

وهكذا فالقائمة طويلة وهذه الأعمال والمواقف وغيرها هي عندنا طاعات وقربات وفرائض كفائية نأثم بتركها وهي عندهم بدع وتحزبات يأثم المرء بالقيام بها.

سارت مشرقة وسرت مغربا…

شتان بين مشرق ومغرب…

المداخلة: حين يصبح ‘التبديع’ فقهًا لحراسة عروش الطغاة!

وإذا غصت أكثر وأمعنت النظر علمت جلية الأمر وبيت قصيده فإن غلوهم في التبديع وإعراضهم عن اعتبار ضوابطه مقصوده الأعظم هو الذود عن عروش الملوك الظالمين فهم يستميتون في الدفاع عنهم وإكسابهم الشرعية التي سقطت بأكثر من مناط فهم أوتاد هذه الأنظمة يناضلون عنها بالكلام والحجة، وأن الدلائل القطعية بينت أن ربيعا وحزبه ليسوا من أعوان الظلمة فحسب بل هم الظلمة أنفسهم.

وأيضا فإن تطبيقهم لأصلهم الطاغوتي كان انتقائيا إذ يطبقونه على قوم دون قوم وعلى بعض الضعفاء دون الملوك والحكام فإن التبديع من جنس التكفير والتفسيق وهو مشمول في عموم الوعيد ومعلوم أن منهج أهل السنة والجماعة أن ذلك موقوف على إقامة الحجة الرسالية.

وأيضا فإنه لغلبة الجهل والهوى وانتشار المخالفات والانحرافات وغربة الإسلام وانطفاء نور السنة في كثير من البلدان فإن منهج التعليم والمناصحة يتعين تقديمه على منهج إقامة الحجة لتنزيل الحكم على المعين فإن أقيمت الحجة وانقطع العذر أتبعنا ذلك بالاستتابة والنصح أيضا. والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

المصدر

صفحة الدكتور سليم سرار، على منصة ميتا.

اقرأ أيضا

استقبال الجماهير لخبر وفاة ربيع المدخلي هل المشكلة في فكرة أم في شخص؟

بيان علمائي بشأن وفاة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي

من يتبع الولاة؛ فهو وسخ

رد صيال الحربيين والدفع عن حزب الله المجاهدين

التعليقات غير متاحة