صفق الكونجرس الأمريكي واقفاً أو جالساً للمجرم نتنياهو تأييدا لحرب الإبادة في غزة ، فإن ذلك لن يُغيّر شيئا من أن الكيان الصهيوني سيزول .. لن تنقذه أمريكا لو أقامت بدل الجسر من المساعدات العسكرية جسورا ..

أمريكا أم الخبائث وأصل الشرور

أمريكا أصل الشرور، موطن الفساد السياسي، وحليف كل جزار، وصانع كل آلة إبادة..لا فرق بين جمهوري وديمقراطي، يسار ويمين، ترامب وبايدن.. الكل سواء..ولولاها..لولا الولايات المتحدة لكان الصهاينة بأسلحتهم النووية حفاة عراة أمام أبطال القسام، ولكان القتال يدور حاليا في نهاريا وعسقلان وتل أبيب..منظر استقبال نتيناهو وكأنه بطل قومي بعد ٤٠ ألف شهيد فلسطيني..يخبرك بالتحديد من هو العدو الأزلي، ويخبرك للمرة الألف عن قيمتنا من وجهة نظرهم..مجرد أرقام في ورقة في دفتر قديم..وجب سحقنا..ملعونة حضاراتهم التي تقيم الدنيا لأجل دب قطبي شريد، وملعونة سياستهم القائمة حصرا على استباحة أطفالنا..لا أحد ينسى..ولا أحد يسامح..فقط نراكم الثأر جيلا بعد جيل..إلى أن يأتي يوم الحساب.

جديد نتنياهو هو قديمه.. عن خطابه في الكونغرس.

ردّد حشدا من الأكاذيب عن 7 أكتوبر، لطالما ردّدها من قبل دون دليل.

الدولة العميقة في أمريكا تقول إن تحدّيها الاستراتيجي هو الصين، وبدرجة ثانية روسيا، وجاء نتنياهو ليقول للحضور والمستمعين إنها إيران، كأنها قوة عُظمى.

استعاد هُراء “النصر المُطلق” الذي ما برح يردّده منذ 7 أكتوبر، ويسخر منه معظم الساسة والخبراء في “كيانه”.

تجاهل الصفقة ومفاوضاتها، وتحدّث عن “استسلام حماس” وإعادة الرهائن كشرطين لوقف الحرب، مع أن ذلك لا يعني موقفا إذا تذكّرنا ضغوط المؤسسة الأمنية والعسكرية، وحديث الجميع عن موافقته عليها بعد بدء عطلة الكنيست الأسبوع المقبل.

عن “اليوم التالي” في غزة، أعلن أنه يريد فلسطينيين على مقاسه (لا يريدون تدمير إسرائيل).. عملاء بتعبير أدق، لا شأن لهم بقضيتهم.. فقط يحملون عنه أعباء الاحتلال؛ ليس على طريقة سلطة رام الله، بل على نحو أسوأ، لأن الأخيرة “تحرّض على إسرائيل” (برأيه).

استخفّ من جديد بـ”باعة أوهام الحل السياسي”، رغم أنه لم يذكر قرار “الكنيست” برفض الدولة الفلسطينية، بل اكتفى بالحديث عن القدس الموحّدة، ومن يجرؤ على قبول حل يستثني القدس ومقدّساتها؟! وكل ذلك يجعل من حديثه عن “التحالف الإقليمي” بلا قيمة، فهو يريد تطبيعا بلا ثمن.

رغم شكره أمريكا على التسليح، إلا أنه قرّعها ضمنيا لأنها لا تفعل ذلك كما ينبغي، إذ ينبغي أن تسرّع الأمر.

مشهد سوريالي تجلّى في “الكونغرس” وتصفيق أعضائه لنتنياهو، الأمر الذي يعكس سطوة اللوبي الصهيوني من جهة، وسطوة اللوبي الإنجيلي في الحزب الجمهوري من جهة أخرى، وإن عدّل الموقف قليلا بعض النواب الديمقراطيين، مع بعض المحتجّين خارج مبنى الكونغرس.

حفلة من الهُراء ستعزّز من رفض الشارع الأمريكي لحرب “الكيان” الوحشية ولعموم دعايته، الأمر الذي سيتجلّى بعد شهرين حين تعود الجامعات إلى دوامها، ما لم يحدث تطوّر جديد في مشهد الحرب.

نتنياهو .. خطاب وداعٍ واستجداء!

كانَ خطاباً للوداع، برر فيه لماذا بعد ١٠ أشهر لم ينجح في كسر فلسطيني محاصر لكنَّه يقاومُ ببسالة، وحذَّر من أنه قد يُهزم إنْ تضاءل الدعم له ولجيشه، وحاول الالتصاقَ بالأمريكي دون جدوى، فالكونغرس الذي يتحدثُ أمامَه منقسم، وعلى وشك المغادرة بعد أقل من ١٠٠ يوم، والشبابُ والطلبة يتظاهرون ضده، ونوابٌ يطالبونه بالاستقالة، والمجتمع الإسرائيلي باستثناء حفنة متطرفين ناقمٌ عليه، وجيشُه منهك، وحديثُه عن حربِ حضارات تشبهُ الدعاية النازية.

أخطر ما في حفلة نتنياهو في واشنطن أنَّه قوَّض السردية الغربية، وجعل مفاهيم العدالة والإنسانية والحرية في موقع ابتذال، فالمتحدثُ متهمٌ بارتكاب جرائم إبادة وجرائمِ حرب، وشبهُ ملاحقٍ دولياً، ويخشى أنْ تهبط طائرته في مطار لظرفٍ طارئ فيُعتقل، ويدركُ أنه لم يحقق نصراً أو إنجازاً يُذكر رغم الدعم الهائل الذي تلقاه (ضعفُ الدعم الأمريكي المقدم لأوكرانيا في عامين)، وفُرصُ حلفائه في واشنطن في العودة إلى البيت الأبيض تتضاءل، والتهديد بحربٍ أوسع ليس بيده.

خسر نتنياهو كلَّ ما بناهُ على مدى عقدين، وبقيَ ظاهرةً صوتية، في خطابِه قُوبل بتندُّر، فبدلاً من تفاخره بانتصارات، قدَّم لمستمعيه جنوداً معوَّقين، وملأ خطابه بأكاذيب يفنِّدها الإعلام العبري صباح مساء، وبدلاً من أنْ يجلب دعماً لحربه، مزَّق الإجماع اليهودي التقليدي حولها، وباتَ صوتُ رافضي الحرب ودعاة السلام هو الأعلى، وانفضَّ الغالبية عنه، ويبدو الآن وحيداً يحيطُ به غلاة المتطرفين.

أراد نتنياهو أنْ يعلن النصر من واشنطن، ولكنَّه في الواقع ألقى خطابَ وداعِه الأخير، وكلُّ عبارات الاستجداء لطلب الدعم لن تفيده في تغيير معادلة الصراع، أو النجاة من تداعيات خسائر استراتيجية  لحقت بكيانه.

معزولٌ في حربٍ عبثية .. منبوذٌ في سياسة متهورة

من تعليقات كتاب “الكيان” على خطاب نتنياهو في الكونغرس

ناحوم برنياع (يديعوت):

“لا ينبغي أن يخدعنا التصفيق المدوي: أمريكا تبتعد عنا. وكانت المقاعد الفارغة في القاعة رسالة لا تقل أصالة عن المقاعد الممتلئة. لقد أدرك نتنياهو أنه يجب عليه أيضا أن يقدم في خطابه رؤية لليوم التالي: في غزة، في الشمال، في الرهائن. للأسف، لم تكن هناك أي صلة بين ما قاله وما يفعله كرئيس للحكومة، لا على جبهة غزة، ولا على الجبهة الشمالية، وخاصة في صفقة المختطفين”.

إيتان جلبوع (معاريف):

“الخطاب كشف عن الفجوة الكبيرة الموجودة بين الكلمات التي يعرف نتنياهو كيف يقولها والأفعال التي يصعب عليه القيام بها”.

ليزار مرغليت (معاريف):

“الجزء الأهم من خطاب نتنياهو لم يكن المضمون، في الواقع لم يكن هناك أي مضمون. كان هناك طلب لزيادة معدل توريد الأسلحة، وتم طرح رؤية للتحالف مع دول المنطقة، ولكن من أصل 54 دقيقة من الكلام، كان الجزء الأهم هو الصمت. كل توقف دراماتيكي لنتنياهو كان يرسل رسالة صامتة إلى الكونجرس مفادها أن هذا هو وقت التصفيق له”.

أنشيل فيفر (هآرتس):

“ربما يكون نتنياهو قد حصل على 52 فاصل تصفيق حار من الجمهور المتحمّس ذي الأغلبية الجمهورية، لكن خطابه الذي أثار إعجاب المواطنين الأمريكيين الأصليين، لم يقدّم شيئا للإسرائيليين الذين يشاهدونه في وطنهم”.

نوعا لنداو (هآرتس):

“نتنياهو لم يذهب إلى واشنطن لإنهاء حرب غزة. ذهب ليحصل على الوسائل اللازمة لإطالة أمدها. وبينما يتم اكتشاف المزيد من جثث الرهائن الإسرائيليين، يسعى نتنياهو إلى حشد الدعم، ليس فقط للأسلحة الأمريكية، بل أيضا للسيطرة الإسرائيلية الأبدية على قطاع غزة”.

صراعنا مع الكيان الصهيوني مستمر حتى زواله ..

الذين صفقوا لخطاب مجرم الحرب نتنياهو في الكونجرس الأمريكي ، هم يصفقون لحرب الإبادة التي يقوم بها هذا المجرم في غزة ..

هذه هي ديمقراطية أمريكا ، التي تفننت بإبادة شعوب عدة ، كان نصيب عالمنا العربي والإسلامي الأكثر منها ..

صفق الكونجرس الأمريكي واقفاً أو جالساً للمجرم نتنياهو تأييدا لحرب الإبادة في غزة ، فإن ذلك لن يُغيّر شيئا من أن الكيان الصهيوني سيزول .. لن تنقذه أمريكا لو أقامت بدل الجسر من المساعدات العسكرية جسورا ..

أمريكا هُزمت وطُردت من أفغانستان وقبلها فيتنام ، وذاقت الويل في العراق رغم جرائمها البشعة ..

صراعنا مع الكيان الصهيوني مستمر حتى زواله ..

واجب الوقت وطريق الخلاص

حفلة التصفيق التي حظي بها النتن ياهو في أعلى سلطة تشريعية تؤكد الدعم المتواصل لهذا الكيان والاستهانة بنا وبدمائنا، وتؤكد أنهم جميعا في خندق واحد أمام أمّة مشتتة رسميا وشعبيا وفكريا؛

1-كل نظام فيها يصيح (يا روحي) في نزعة قُطرية ضيقة، ويا ليتهم يحافظون على أقطارهم ودويلاتهم.

2-فكر قومي بائس انقلب على (قوميته) فصار يمجّد بمن يذبّح أبناءه ويستحيي نساءه ويشوّه تاريخه.

3-فكر إسلامي انحرف من (وحدة شاملة وتشريع إسلامي) إلى (من يضع اللقمة في فمي فهو أخي وحبيبي وإن كان قد قتل كل إخواني وجيراني)

4- جمهور حائر لم يعد يثق بأحد، حيث سقطت القدوات وتهاوت الشعارات.

5- إنها الغثائية التي حذرنا منها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.

وإنه الفشل المتراكم وذهاب الريح الذي حدّد القرآن سببه بقوله (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).

إن واجب الوقت وطريق الخلاص لن يكون أبدا إلا بإحياء روح الأمة وربطها بكتاب ربها وسنة نبيها ومنهج سلفها الصالح من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين

المصدر

صفحة الأستاذ ياسر الزعاترة على منصة x.

صفحة الأستاذ عبده فايد على منصة x.

صفحة الأستاذ جابر الحرمي على منصة x.

صفحة د. محمد عياش الكبيسي على منصة x.

أحمد رمضان

اقرأ أيضا

الإرهاب الأمريكي الإسرائيلي

“عندما يتفرّق القطيع تقوده “العنزة الجرباء”

مر المسلمون من هنا .. ومرت أمريكا من هنا

المستقبل وأمريكا

ترامب و بايدن وجهان لعملة واحدة

القدس .. ونهاية القرن الأمريكي

التعليقات غير متاحة