يتلقى قادة السودان الفشلة، أوامر المذلة في الإمارات حيث يمليها عليهم الصهيوني “كوشنر” صهر الصليبي “ترامب” لتخضع رتب وشوارب وبزات عسكرية لخطة لا يسمعها مخلوق إلا وتعجب من كؤوس الذل التي يتجرعونها!!
الخبر
“فوجئ الوفد السوداني الذي يتفاوض مع الأمريكان حول التطبيع مع إسرائيل بوضع الأمريكان (47) شرطاً لتحقيق التطبيع منها:
توطين ملايين من اللّاجئين الفلسطينيين في السودان الشاسع، وسيطرة الأمريكان على المياه الإقليميه السودانية (البحر الأحمر)، ومنْح السودان الأمريكان إنشاء قواعد عسكرية على أراضيه، ونقل قيادة Africom الى السودان، وإعادة النظر في كل القوانين السودانية، وإبعاد الصين من أي نشاط داخل السودان واحتكار الأولويه للإستثمارات الأمريكيه..!! إلخ فلا يتصور أحد أن التطبيع حفلة شاي”. (1موقع ” عربي 21″: النفيسي يكشف شروط أمريكا لتطبيع السودان مع الاحتلال
موقع “يوتيوب”: ماذا وجد الوفد السوداني عندما توجه لأبو ظبي لبحث اتفاقية التطبيع
موقع تويتر، الصفحة الشخصية د.عبد الله النفيسي)
التعليق
لقد قدّر الله تعالى أن نحيا هذه الأيام ونرى تلك المحن والمصائب المتوالية التي تشهد سقوط بلاد المسلمين سقوطا بعد آخر؛ فبعدما كانت في قبضة علمانيين وشيوعيين وغيرهم، صارت تقع في يد الصهاينة والصليبيين صراحا جهارا على الوجه المذكور أعلاه.
لك أن تتصور أن السودان العملاق، بمساحته وعدد سكانه، يخضع للزائدة الدودية المسماة بالكيان الصهيوني، ولك أن تتصور ـ في مشهد مضحك محزن ـ هذا العملاق وهو يبحث عن قدم الصهاينة، فلا يراها لصغر حجمها؛ ليقبل حذاءهم؛ بينما هم يتطاولون..!
ويبدو من وراء المشهد الصلف النصراني الأمريكي وهو يُمعن في إذلال السلطة السودانية “الخائنة” فيجرّعها الذل مترعا.
ثم يبدو من وراء ذلك التساؤل المشروع عن سبب ضعف السودان واحتياجه للأمريكي وللبوابة الصهونية وعن قدم الصهيوني الذي يجتهد ليراه لكي يخضع له..!! ما سبب انقلاب المعادلة..؟ وما سبب العار التاريخي..؟
إنها الأسباب نفسها؛ أمة تبتعد عن هويتها الإسلامية الى هويات مصطنَعة بديلة فلا تتجمع على خير ولا تأتلف وتأتيها النزاعات والانقسامات المختلفة على أسس قبلية أو قومية أو جهوية..! فتتمزق البلاد وتتشظى.
أمة تتنكر لشريعة الله وتبتعد عن حاكميته تحت أغطية مختلفة.. فمرة تلبس رداء الديمقراطية وأخرى الشيوعية وأخرى علمانية مقنعة ومرة لافتة إسلامية كاذبة كانوا مِن وراءها مستبدين فسدة، وضعافا فخانوا وسقطوا وذهبوا يوالون كل فاجر وتنازلوا عن بلادهم ومزقوها بأيديهم..
واحترف السياسيون في السودان كراسي السلطة والتلاعب بها ومعها، والنزاعات التافهة بينما ترك الجميع البلاد بلا ترسيخ للهوية الإسلامية الجامعة، وبلا عودة لشريعة الله وحاكميته الواحدة، وتركوا مشاريع التنمية الجادة والتحديث وتوطين التكنولوجيا وتطويرها وامتلاك أسباب القوة الحديثة. هذا بالنسبة لهم مرهق وهم لم يستهدفوا أهدافا شريفة ومحترمة ﴿ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة﴾ ولكنهم لم يريدوا، بل هربوا من الأهداف الجادة والمحترمة واستهدفوا إداراة الصراع السياسي على سلطة فاشلة؛ فكانت المهدوية والميرغنية والعسكر، والبلاد تنتقل على أيدي الجميع من فشل الى آخر؛ حتى جاءت سلطة جاهزة للخيانة بأشكالها المختلفة ومتأثرة بإخوانها خونة مصر من العسكر المجرم العلماني الخائن، فكانت جاهزة للخيانة أكثر من غيرها؛ لأنها جاءت عقب منتسبين ـ كذبا ـ للاتجاه الإسلامي فكانت حجة لمخاصمة الإسلام صراحة والتباعد العقدي والتحلل من التزامات لا إله إلا الله، ولأن من أدار الثورة خليط أبرزهم يساريون، ولأنهم جاءوا في سياق أزمة مالية داخلية نتيجة للفشل التنموي والعقدي، وجاؤوا في سياق تساقط خارجي لدول الخليج ومصر والشام في الحِجر الصهيو صليبي.. وهو تساقط لم تنقصه البجاحة بالتحجج بالوطنية النتنة والكاذبة.
يقول من حضر مفاوضات الوفد السوداني في الإمارات أن الوفد لا يستطيع أن يدخل أحدهم الحمام إلا بإذن من اليهودي (كوشنر) صهر الصليبي (ترامب)..! ثم تجدهم عندما يروحون لبيوتهم ومرعاهم يستأسدون على الشعب المسلم في السودان ويتبجحون أنهم قادة وزعماء ورؤساء..! وأنهم أصحاب مناصب ورتب وألوية..!! وفي حقيقتهم هم مجموعة مرتزقة أذلة. فلله المشتكى، ولله تعالى حال أهل السودان، وحال الأمة كلها.
إن جميع الأنظمة في بلاد العرب والمسلمين هم على هذه الشاكلة التعيسة.. فئران خائفون ومرتزقة يتلقون التعليمات من نصارى وصهاينة، ثم ينتفشون على شعوبهم قتلا وتشريدا… ووطنية!!!
خاتمة
كلما تسمع عن “التطبيع” تذكر جيدا هذه الخلفيات والتفاصيل، واعلم أنه ليس هناك استثمارات ولا غيره، ولا تطوير مزعوم ولا ما شابهه؛ بل هو وقوع للفريسة ومجيء الذئاب والضباع لامتصاصها مهما كان الألم لشعوبها، وثمة راعٍ كذاب يرفع راية الوطن وراية السلام؛ بينما عظام الفريسة تتبدى وأنّاتها تتلاحق وأشلاؤها تمزق..!
هل يستمر هذا الوضع..؟
لا؛ بل ثِق أنها جولة ولو مؤلمة. وثمة جولات تصول فيها هذه الأمة؛ فالباطل يحمل بذور تدميره في نفسه؛ بذور الشرك والظلم والبغي، والحياة وفطرةُ الكون لا تطيق هذا، وقبل ذلك وبعده يأباه الله ويأباه ميزان الحق الذي به قامت السماوات. للإسلام وأهلِه جولة قريبة بإذن الله.
……………………………..
هوامش:
- موقع “عربي 21”: النفيسي يكشف شروط أمريكا لتطبيع السودان مع الاحتلال.
موقع “يوتيوب”: ماذا وجد الوفد السوداني عندما توجه لأبو ظبي لبحث اتفاقية التطبيع.
موقع تويتر، الصفحة الشخصية د.عبد الله النفيسي.