هل القول اللين يتمثل في السكوت عن مخالفات المسؤولين ومنكراتهم ومفاسدهم، وغض النظر عن الممارسات والسلوكيات الخاطئة التي يقومون بها؟!
واجب التصدي للمفاهيم المغلوطة لبعض آيات القرآن
لقد ساءنا تحريف المحرِّفين لمعاني كلام رب العالمين، وللنتائج الخاطئة التي خرجوا بها منها، والأحكام الباطلة التي بنوها عليها، كما أزعجنا ازدياد نسبة هذه التحريفات في هذا الزمان، وشمولها لآيات ذات أبعاد شتى، سياسية واجتماعية واقتصادية وعلمية.
وقد قرأنا عن مفاهيم لبعضهم زعموها قرآنية مستمدة من القرآن، كما سمعنا كلاماً كثيراً أورد فيه أصحابه مفاهيم ومعاني زعموها قرآنية، مستمدَّة من آيات معينة، وقَبِل بعض الناس بهذا التحريف، وهذه النتائج والمفاهيم.
وحرصاً منّا على بقاء مفاهيم القرآن كما هي في كتاب الله، وعلى الفهم الصحيح لآيات القرآن، وقياماً منّا بواجب الحراسة على حسن الفهم للقرآن، وواجب الدعوة إلى الله والنصح للمسلمين، وواجب تقديم العلم الذي نراه نافعاً للآخرين، فإننا سنورد نماذج حرَّفوها، واستنبطوا منها أحكاماً ومفاهيم زعموها قرآنية.
نماذج لآيات حرَّفوا معناها: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا)
قال تعالى لموسى وأخيه هارون عليهما السلام عندما وجّههما إلى فرعون: (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طه:42-44].
كلَّفهما الله سبحانه الذهاب إلى فرعون، وزوَّدهما بالزاد الذي يمكِّنهما من أداء الواجب والقيام بالتكليف (ولا تَنِيَا في ذِكري)، أي لا تُقصرا في ذكري، ولا تفتُرا عنه -لأن الوني هو الفتور والتقصير- فذكْر الله العظيم الجبار يزيل أي خوف من فرعون الطاغية المتجبِّر.
وأمرهما الله أن يقولا له: (قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى).
الفهم المغلوط للآية يمثل وثيقة إدانة ضد الدعاة الذين يجهرون بالحق أمام المسؤولين
ويقف بعض المسلمين في هذا الزمان أمام هذا الأمر الإلهي، فلا يفهمونه حق فهمه، بل يحرفون معناه، ويجعلونه وثيقة إدانة ضد الدعاة الجريئين، والخطباء الصريحين، والعاملين الصادقين، الذين يجهرون بالحق أمام المسؤولين، فينصحون ويذكِّرون وينكرون. إنهم يتَّهمون هؤلاء بمخالفة هذا الأمر، وأنهم لا يقولون للمسؤولين قولاً ليناً، بل قولاً عنيفاً شديداً قاسياً منفراً، ينفرهم من الطاعة بدل أن يقربهم منها.
ويقدم هؤلاء الناصحون النصائح للدعاة، بوجوب مراعاة القول الليِّن في خطاب المسؤولين، ويفسرون لهم القول اللين تفسيراً خاصاً خاطئاً:
– إن القول اللين يتمثل في السكوت عن مخالفات المسؤولين ومنكراتهم ومفاسدهم، وغض النظر عن الممارسات والسلوكيات الخاطئة التي يقومون بها.
– القول اللين يعني: إذا شاركهم في مجلس أو حفلة أو لقاء أو اجتماع، وجرت فيه منهم مخالفات ومنكرات، أن يصمت الدعاة، وكأنهم لم يروا ولم يسمعوا ولم يلاحظوا.
– القول اللين يعني: إذا فكر هؤلاء في الكلام والتذكير، فليكن بأخفض صوت وألينه وأضعفه، وبلهجة بسيطة ذليلة، تُخرج النصيحة الخافتة والتذكير الميت، بسيل من الثناء والمدح والإشادة.
أما إذا وقف الداعية أمام المسؤول برجولةٍ وثبات، وأنكر عليه مخالفاته ومنكراته بوضوحٍ وتحديد، وقال كلمة الحق بجهرٍ وجرأةٍ وشجاعة، وذكّره بالواجب بإقدامٍ وثبات، إذا فعل هذا فقد خالف الأمر الوارد في الآية، وما قال لهذا المسؤول قولاً ليناً.
ويورد هؤلاء الناصحون مثالاً على هذا الفهم بما جرى أمام الخليفة العباسي المأمون: حيث يروون أنه قدم أحد العلماء الدعاة الرجال على المأمون، فذكَّره بالله ووعظه ونصحه، وأنكر عليه مخالفات قام بها، بجرأة وشجاعة وثبات. فقال له المأمون: يا هذا إنك خالفت أوامر الله، إن الله أرسل من هو خير منك إلى من هو شرٌّ مني. أرسل موسى إلى فرعون، فقال له: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا).
المقصود بالقول اللين
فما هو القول اللين؟ وكيف قدمه موسى عليه السلام لفرعون؟ وماذا فهم الدعاة السابقون؟ وماذا نستفيد نحن من ذلك؟
علَّلت الآية الحكمة من القول اللين لفرعون: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)، فالقول اللين يرقق القلوب، ويزيل ما فيها من جفوةٍ وإنكار، ويحطم الحاجز النفسي بين الداعية والمدعو، فيقترب المدعو كثيراً، ويستعدّ لقبول دعوته ونصائحه وتذكيره. لعله يتذكر أو يخشى.
ولقد أمر الله موسى عليه السلام في موطن آخر يقوله: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى) [النازعات:17-19].
هل لك: بهذا الحث والتحضيض والترغيب، بهذا الأسلوب اللين المؤثر. هل لك في التزكية والطهارة والخير والفضيلة والسعادة والحياة.
ولقد نفَّذ موسى عليه السلام أمر الله، وقال لفرعون قولاً ليناً، ورغَّبه في الإِيمان والتزكية، وعرَّفه على الله سبحانه.
ولكن فرعون رفض الدعوة وهدَّد موسى عليه السلام، وتحدَّاه بالسحرة، واتَّهمه بالباطل. وموسى عليه السلام جريء صريح، ويقول له القول اللين.
قال موسى عليه السلام لفرعون قولاً ليِّناً عندما قال له: (هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى).
التفسير العملي للأمر الرباني بالقول اللين
ولم يخرج موسى عليه السلام عن القول اللين، وهو يحاور فرعون هذا الحوار الدعوي، ويقدم له نفسه بشجاعة وجرأة وصراحة، ويقدم له دعوته بصفاء وبيان وتحديد:
(قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ * فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ * وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ * قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ) [الشعراء:18-33].
هل تريد بياناً للدعوة أوضح من هذا البيان؟ وهل تريد جرأةً وشجاعةً وثباتاً أصدق من هذا؟ وهل تريد قولاً ألين من هذا القول؟ ولكنه لينٌ مع الوضوح والحسم والجزم والتحديد، وهل تريد لهجةً أصدق وأثبت من هذه اللهجة؟.
هكذا يكون القول اللين. ويا ليت الناصحين يوضحون هذا للآخرين.
وما زلنا مع موسى الكريم عليه السلام لنتعلم منه كيفية القول اللين.
ففي موقفٍ من مواقف مواجهته لفرعون، وكلامه معه بالقول اللين، آذاه فرعون بالكلام وتوقَّح عليه، ووجه له ما يشبه الشتم والإهانة. فماذا فعل موسى عليه السلام؟؟.
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا * قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا * فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا) [الإسراء:101-103].
كان من القول اللين: أن يكشف موسى عليه السلام لفرعون مغالطاته، وأن يبين له علمه بأن الآلهة المزيَّفة لا تملك شيئاً، ومعرفته بأنه لا إله إلا ربّ العالمين، لكنه يغالط في هذا، ويزعم إنكار الألوهية لله رب العالمين.
قال فرعون: إني لأظنك يا موسى مسحوراً.
أجابه موسى عليه السلام برجولة وجرأة وتحديد وصراحة: إني لأظنك يا فرعون مثبوراً -والمثبور هو الهالك الخاسر-.
والسؤال الذي نوجهه للناصحين المنظِّرين: هل كان موسى عليه السلام مخالفاً للقول اللين عندما قال لفرعون: إني لأظنك يا فرعون مثبورا؟.
والتساؤل الذي نطرحه: لو كان موسى عليه السلام يعيش في زماننا هذا، وقال الكلام هذا. فبماذا يصفه الواصفون؟ ومع من يصنِّفونه؟ أقلُّ ما يقولونه عنه: إنه متعصبٌ متزمتٌ متشددٌ غليظٌ عنيفٌ قاسٍ منفر.
بهذا التفسير الواضح من موسى عليه السلام، يجب أن نفهم المراد بالقول اللين وكيفية ومجال قوله، ويجب أن نعرف كيف قال موسى هذا القول اللين لفرعون، من خلال الاطلاع على مشاهد المواجهة بينهما التي أشار إليها القرآن الكريم، والتي تعتبر هي التفسير العملي للأمر الرباني بالقول اللين.
الحقائق والمقررات لا تقبل المداهنة والتنازلات
إن القول اللين هو في أسلوب مخاطبة المدعوين -ومنهم المسؤولون- وفي ألوان هذا الخطاب، وفي درجته ومستواه، وفي القالب الذي تُقدَّم فيه الحقائق، والصورة التي تُعرض فيها، والإطار الذي تكون ضمنه، وفي اختيار الألفاظ والمفردات والتراكيب والعبارات، التي تدل على الموضوع.
القول اللين في الأسلوب وليس المضمون والحقيقة
ولا يمكن أن يكون القول اللين في الموضوع والمضمون، والحقائق والمقررات، والمعالم واليقينيات، والخطة والمنهج. لأن هذه الأمور لا تقبل المساومة ولا المفاوضة، ولا المداهنة ولا التنازل، ولا تأجيلها ولا إخفاءها.
القول اللين في أسلوب الخطاب لا مضمونه، القول اللين في عرض الحقيقة لا في جوهرها وكنهها.
يريد ناصحون من الدعاة أن يتنازلوا عن المضمون والجوهر باسم القول اللين، وأن يُخفوا الحقائق والمقررات باسم القول اللين، وأن يباركوا الفساد والانحراف والمنكر باسم القول اللين، وأن يتخاذلوا ويجبنوا ويذلوا أمام المسؤولين باسم القول اللين.
وهم ظالمون لأنفسهم ولإِخوانهم ولدينهم وإسلامهم. هم ظالمون لمفهوم ومعنى القول اللين، ظالمون لموسى في فهمهم عنه التزام القول اللين.
القول اللين: هو ما سبق أن أوردناه من بيان موسى عليه السلام دعوتَه ورسالتَه، وتقديمه نفسه لفرعون كما بيَّن القرآن.
– ونأخذ معنى القول اللين وطريقة تنفيذه، من أوامر الله لمحمد عليه السلام، التي بلَّغها بطريقة القول اللين:
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) [المائدة:67-68].
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) [الكافرون].
– ونأخذ القول اللين من ذلك المسلم الذي قال لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – اتق الله. فقال له أحدهم: أتقول هذا لأمير المؤمنين؟ فأجابه عمر: لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولاخير فينا إن لم نسمعها.
– ونأخذ القول اللين من الإمام سفيان الثوري – رضي الله عنه – حيث بحث عنه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور حتى لقيه في موسم الحج فقال له: لأي شيء لا تأتينا، فنستشيرك في أمرنا، فما أمرتَنا من شيء صِرنا إليه، وما نهيتنا عن شيء انتهينا عنه.
فقلت له: كم أنفقت في سفرك هذا؟.
قال: لا أدري، لي أمناء ووكلاء.
قلت: فما عذرك غداً إذا وقفت بين يدي الله تعالى، فسألك عن ذلك؟ لكن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لما حج، قال لغلامه: كم أنفقتَ في سفرك هذا؟ قال -: يا أمير المؤمنين ثمانية عشر ديناراً، فقال: ويحك، أجحفنا بيت مال المسلمين.
ثم قال الثوري للمنصور: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رُبَّ مُتَخَوِّضٍ في مال الله ومال رسول الله فيما شاءت نفسه، له النار غداً.
فقال أبو عبيد الكاتب -أحد متزلفي الحاشية-: أمير المؤمنين يُستقبل بمثل هذا؟.
فأجابه سفيان: اسكت. فإنما أهلك فرعونَ هامانُ، وهامانَ فرعونُ.
– ونأخذ القول اللين من الإمام عبد القادر الجيلاني – رضي الله عنه – حيث وقف على منبر مسجده محاسباً الخليفة المقتفي لأمر الله، ومنكِراً عليه تولية يحيي بن سعيد المشهور بابن المزاحمِ الظالمِ، القضاء. فقال الجيلاني للخليفة: وَلَّيْتَ على المسلمين أظلم الظالمين، فما جوابك غداً عند رب العالمين، أرحم الراحمين، فارتعد الخليفة وعزل المذكور.
المصدر
تصويبات في فهم بعض الآيات” للشيخ صلاح الخالدي، ص114-121.
اقرأ أيضا
تصويبات في فهم بعض الآيات: (ادع إلى سبيل ربك)
تصويبات في فهم بعض الآيات: فاتقوا الله ما استطعتم
تصويبات في فهم بعض الآيات: عليكم أنفسكم