بدأ اليسار السوداني خطوات إجرامية لسلخ الشعب المسلم من دينه، مع ترك المشاكل التي أدت للثورة تتفاقم؛ فترك ما ثار الناس لأجله واستهدف دينهم..!
الخبر
“اندلعت مظاهرات في مواقع مختلفة من العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى مثل “شندي” شمالي البلاد و”كسلا” شرقي البلاد، وذلك للتنديد بتعديلات طالت القوانين المتعلقة بالخمور والردة عن الدين وغيرها.
وأعلن المتظاهرون أن هذه التعديلات نكوصا عن حدود الشريعة الإسلامية، وتماهيا مع الدعوات التي وصفوها بالعلمانية، وطالبوا السلطات بالتراجع عما سموه إلغاء قوانين الشريعة الإسلامية.
وردد المتظاهرون شعارات “لا تبديل لشرع ولا رجوع عن حدود الله”، و”الإسلام دستور الأمة”، و”هذا الشعب شعب مسلم”، كما رفعوا لافتات كتب عليها “دين الله وأحكام الشريعة خط أحمر”.
وكان التعديل الذي طال القوانين المتعلقة بالدعارة والخمر والردة قد وجدت رفضا شعبيا واسعا.
وشملت التعديلات، التي أقرها مجلس السيادة الانتقالي، ونشرت في الجريدة الرسمية، منح غير المسلمين حرية صنع وشرب الخمر، كما سمحت للنساء باصطحاب أطفالهن إلى خارج البلاد دون مشاورة الزوج.
وألغت الحكومة أيضا مادة الردة، المثيرة للجدل والتي يُحكم بموجبها على المتخلي عن الدين الإسلامي بالإعدام، واستبدلت بها مادة جديدة تجرم التكفير وتعاقب مرتكبه بالسجن 10 سنوات..! (1موقع “الجزيرة”،17/7/2020، على الرابط:
اعتبروها نكوصا عن الشريعة الإسلامية.. مظاهرات بالسودان ضد تعديلات جديدة في القوانين الجنائية)
التعليق
هكذا تبدأ الأمور..
شعب يثور ضد الاستبداد والفساد والفشل التنموي وفشل معالجة مشاكل الأمة؛ فتأتي سلطة تفاقم المشاكل ولكنها تنجح في الإنسلاخ من الإسلام وتضع قضية الهوية الإسلامية للنقاش والنزاع، وتتراجع عما تبقى من شريعة الله..!
ما العلاقة..؟! لا توجد علاقة؛ لكن يوجد متسلقون على رقاب الأمة وتوجد أجندات جاهزة لأذناب الغرب، وتوجد مادة مطروحة للعمالة تتمثل في عسكر علماني أو جاهل، ونخبة مجرمة بكل معنى الإجرام، منسلخة من دينها تستنكر تاريخها، تشكك في انتمائها، مولّية وجهها شطر النصارى وتأخذ اليهود سلما. لهم مآرب تلبَى عن طريق وظائف. المآرب دنيا وشهواتها، والوظائف تنفيذ أجندات نصرانية أو ملحدة أو إباحية؛ يبدون فيها أصحاب القرار؛ بينما هم وكلاء..
إنهم حتى في نفاقهم أراذل..!
وحسنا ما قام به الشعب المسلم الذي يستنكر ويرفض، ويُشعر المجرمين أن خطواتهم مرفوضة وأنه ليس بمستسلم لهم، وأن لخطواتهم النزقة والمجرمة عواقب قد تزلزل كراسيهم من تحتهم..
حسنا ما قام به الشعب المسلم وهو يرفض انحراف البوصلة ويقول لحفنة اليساريين أنه لم يأت بهم لحرب دينه وشريعته؛ بل جاؤوا وفرضوا أنفسهم لحل مشاكل التنمية والعدالة والحرية.
حسنا أن يذكّر الناسُ الحكام الجدد أنهم لن يرحبوا بتبديل الدين، وأن ثمة خطوطا حمراء أمام أي سلطة.
لكن طريق الشعوب طويل، إذ مزالق وتفاصيل هؤلاء الشياطين كثيرة ودروبهم وعِرة. إذ استعانوا بالمخابرات المصرية واقتربوا من مجرمي الأجهزة الأمنية المصرية. وخطة هؤلاء جميعا هي فليثُر الناس كما أرادوا ثم نغرقهم في التفاصيل، ومن خلال التفاصيل يُخفقون كل شريف ويصلوا الى فسادهم؛ فالشر في بلادنا ذو نفس طويل ودروب وعرة ومزالق كثيرة. ولهذا يجب الحذر.
خاتمة
على أهل السودان ألا يهنوا، ولا يستكينوا ولا يستسلموا في أي مرحلة مهما كانت. وأن يوصلوا رسالة لمشاريع الطغاة والحكام الجدد أن كراسيكم مهددة إن اقتربتم من دين الله؛ فهذه هي اللغة الوحيدة التي تردع هؤلاء المجرمين فيراجعون أنفسهم ويحترموا دين الله رغم أنوفهم.
لكن هذا حل مؤقت في هذه الظروف؛ ويبقى الحل العملي الصواب هو إخراج نخبة مسلمة منتمية مخلصة، تؤتمَن على دين الله وتنطلق منه وتستهدف إقامته وتذود دونه، مع أمة تساندهم وجماهير تمثل ردءا لهم؛ وبهذا يخوضون الغمار وينجحون في التفاصيل ولا يسمحون لعدو أن يلتف على ثورتهم أو يسرق جهدهم.
……………………………..
هوامش:
- موقع “الجزيرة”،17/7/2020، على الرابط:
اعتبروها نكوصا عن الشريعة الإسلامية.. مظاهرات بالسودان ضد تعديلات جديدة في القوانين الجنائية