الموقف الحازم من الشرك واجب الداعية في زمن البدع

إذا أردت أن تكتب في الاعتقاد أو الإيمان الذي أوجبه الله تعالى على عباده؛ فلا تكتب كتابة المرتجف، أو الذي يصانع أهل البدع، أو الحريص عل جمع الكلمة!

لا تصانع في العقيدة

أمتهوكون فيها؟! والذي نفسي بيده لقد جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم: بيضاء! نقية1(1) العبارة مأخوذة من حديث في مسند أحمد، ولفظه: (أمتهوِّكون فيها يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية …)، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وبقية رجاله موثَّقون، ومعناه في غاية الصدق.!

إذا أردت أن تكتب في الاعتقاد أو الإيمان الذي أوجبه الله تعالى على عباده؛ فلا تكتب كتابة المرتجف، أو الذي يصانع أهل البدع، أو الحريص عل جمع الكلمة!

لا سيما في الكلام على عبادة الله.

لا سيما في وقت الموالد الشركية، التي يعبد فيها الناس المقبورين، ويطلبون الحوائج من الموتى، يطلبون الرزق، والشفاء، والمغفرة.

ويبكون على عتبات القبر.

ويتصدقون بالمال نذرا، لصاحب القبر، بل؛ لا بد أن تقع أموالهم في شاهد القبر.

مسؤولية طالب العلم: قول كلمة الحق

إذا كنت تنسب نفسك لأهل الحديث، أهل السنة والجماعة، وكان لك قبول عند جمهور من المسلمين، وأردت أن تكتب أو تتكلم؛ فوالله لا يحلُّ لك إلا أن تقول: هذه أفعال شركيّة.

ويجب عليك أن تقول: هذا هو الشرك الذي أرسل الله الرُّسلَ جميعا ليبطلوه، ولينذروا أهله يوم الحشر، وليبلِّغوهم وعيدَ الله بالنار، إلا أن يتوبوا.

العلم هو ما أنزله الله وبينه الرسول

وإن كنتَ تدَّعي أنك طالب علم، أو تصدِّرَ نفسك للعامة ليسمعوا لك (العلم)، فالعلم في هذا المقام هو شيء واحد: ما أنزله الله تعالى، وما بينه الرسول، صلى الله عليه وسلم.

فإن كنتَ طالب علمٍ حقا؛ فلا بد أنك تفهم أن ما حكم الله تعالى بأنه شرك وكفر، فهو الشرك والكفر، فلا يحل لك أن تتهوك – تتحير – فيما تخبر به الناس، فيتهوَّكوا!

مخاطر التهوك والتردد في بيان الحق

لا تكن كأهل البدع الذين:

يخشون أن يقرءوا على الناس القرآن والحديث وكلام التابعين والصحابة، لما زعموا أن القرآن: حججه خطابية، والحديث: آحاد لا يؤصل به الاعتقاد.

وفي كلام الصحابة والتابعين تعددت مذاهبهم، بين قائل: غير محفوظة، وبين قائل: لا تلزمنا، وبين محرِّف لها لتوافق معنى كلام إمامه المبتدع.

وكل ذلك قد وقع.

الفرق بين الحكم على الفعل والحكم على الشخص

وإن كنت طالب علم؛ فيسعك أن تبيَّن – إن كنت تفهم – أنَّ هذه الأفعال الشركية، قد يقع فيها الجاهل الذي لا يعرف القرآن، وأنك لا تريد أن تقضي على شخص بعينه بالكفر، وإنما تريد أن تذكر ما أنزله الله، وتبيَّن ما بيَّنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حسب.

لا حرج، وقد ينبغي هذا البيان، فلا بأس.

العبارات الرمادية: إفساد في مواسم الابتلاء

أما أن تأتي في وقت البدع الشركيِّة..

أو تأتي في وقت البدع الموسمية..

وتحرص في كل مرة أن تكون عبارتك (رمادية) (ضبابية) (محتملة)..

بل، فوق ذلك؛ تحرص ألا تغضب منك هؤلاء المتلبسين بأفعال الشرك الأكبر.

بل؛ تلتمس لهم العذر، حتى تخطئ وتزلَّ وتقول: ربما كان عُبَّاد القبور هؤلاء خيرًا في إيمانهم ممن لا يعبدون القبور!

وكبرت كلمة، فاسدة، داحضة!

أو تقول إن المتلبس ببدعة قد يكون خيرا عند الله ممن لم يتلبس بها!

بالله ما مناسبة هذا وما معناه، ومن الذي تكلَّم في حكم الله أو أحكام الآخرة، وأي علاقة بين هذا وبين إنكار المنكر؟!

وتقول ذلك، وغيره، في أوقات البدع الموسمية الفارقة بين أهل الحديث وأصحاب البدع والخرافة.

وتقولها في مواسم البدع الشركية الكبرى، الفارقة بين عباد الله وعباد البدوي.

فقد أفسدت ولم تصلح.

خطورة الحرص على كسب القلوب على حساب العقيدة

واعلم: أن بعض عباراتك منبئة عن قصور تحريرك للباب كله، أخي الكريم!

لا سيما التفريق في فعل الشرك، والحكم على الشخص بأنه مشرك.

حرصك على ألا تغضب العامة، أو: ظنك أنك بأفعالك تلك تجمعهم ولا تريد أن تنفرهم، لن ينفعهم، بل يضرهم، ويوشك أن يذهب بك أنت المذاهبَ فيضرك، والتاريخ شاهد، وقد سبقك السابقون، يرحمك الله!

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

الهوامش

(1) العبارة مأخوذة من حديث في مسند أحمد، ولفظه: (أمتهوِّكون فيها يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية …)، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وبقية رجاله موثَّقون، ومعناه في غاية الصدق.

المصدر

صفحة الشيخ خالد بهاء الدين، على منصة ميتا.

اقرأ أيضا

ديننا واضح

الفقيه ونصرة الدين

مفهوم الدين

التعليقات غير متاحة