العلمانية والصوفية خطر يهدد الشريعة الإسلامية واحترامها وتبجيلها والتعامل معها بجدية والتزام لإصلاح الدنيا وإصلاح الآخرة.

قد يبدو الأمر للنظرة الأولى متباعدا بين الطرفين، بين العلمانية من جانب والصوفية من جانب آخر..
فيبدو للوهلة الأولى أن الطرف الآخر مغرق في المادية ورفض الشريعة ويدعو الى الإلحاد، في مقابل طرف مغرق في الروحانيات والإثبات.. لكن يدهشك أن الانحراف قد يتلاقى..!
لا يبالي الشيطان بأي انحراف ظفر، ما دام حقق مراده في النهاية ﴿لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء 62].

المنة في هذه الشريعة

مهما كان السبب الذي يترك الناس به شريعة الله، إما بمادية العلمانية، أو بغلو الصوفية فيجب أن يعلم كلاهما ما خسروه.
فقد جعل تعالى هذه الشريعة من أعظم مننه على الخلق:

﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]، وجعل المنة بالكتاب المتضمن للشريعة وهو القرآن العظيم سابقاً للمنة بالوجود الإنساني نفسه ﴿الرَّحْمَٰنُ ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، خَلَقَ الْإِنسَانَ﴾ [الرحمن: 1-3].

وبديل هذه الشريعة هو تخبط الإنسان فردا، وتخبط المجتمعات في مجموعها..

ولو كان يمكن (للعقلاء) في أي جيل بشري أن يستقلوا بالتشريع ويستغنوا عن شريعة الله تعالى ويمكنهم إصلاح الحياة بدون منهج منزل؛ لما كان للناس بالشريعة من حاجة، ولكن الله تعالى قال ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ﴾ [فاطر: 15]. وفقر الناس لربهم تعالى ثابت من جهتين:

  • من جهة ربوبيته لهم، بالإطعام والإنعام والعافية.. وسائر مقتضيات الربوبية.
  • ومن جهة ألوهيته لهم، فهم فقراء الى محبته وطاعته وتعبدهم له..

فالناس مفتقرون الى طاعة الله، ولها فتنزيل المنهج اليهم منة من الله عليهم.
ولو كان يمكن لهم أن يستغنوا عما أنزل الله لأمكنهم إصلاح الحياة؛ لكن ذلك لم يكن؛ فقد كانوا ـ كما قال تعالى ـ في ﴿ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾، وسارت حياتهم على اضطراب إن حصّلوا مصلحة فاتتهم مصالح مقابلها ولم يتخلصوا من المفاسد..

وقبيل البعثة كان تعبير أحدهم ممن أعمى الله بصيرته عن الآخرة أن يقول فيما يرى الحال من الفساد والانحراف والفراغ: (أرحام تدفع وقبور تبلع، وليس وراء ذلك شيء)، ولم ير ما وراء ذلك، ورأى الحياة عبثا، ورأى قتلهم لبعضهم مهلكا، ووجد الحياة لا تسير على استقامة.

للجاهلية دورات

ولكن كلما خفَت نور النبوة وسيادة الرسالة وتنكر الناس لها، طواعية من البعض أو إجبارا على آخرين، كلما تضخمت الأهواء وعميت البصائر وظن الناس استغناءهم عن شريعة الله تعالى.. ومن هنا قال الغربيون، وتبعهم القردة عندنا: (الإنسان يقوم وحده) (Man Stands Alone) كما كتب جوليان هكسلي.

توهين الشريعة عند العلمانيين

يبدؤون بكذبة

العلمانية مقصود بها (اللادينية)، وهي الترجمة الصحيحة للكلمة في لغتها الأصلية، وهي تعنى فصل الدين عن الحياة، وهذا يعني رد الشرائع ورفض شريعة الله تعالى؛ فلا شأن لنا بالشرائع الدينية المحرفة التي رفضها الغرب من خلال علمانيته.

لكن تعنينا شريعة الله تعالى المحفوظة والمعصومة، والتي نجزم أنها كلمة الله تعالى، وأنها محل رضاه، ومخالفتها محل سخطه، وبها صلاح الحياة واستقامة الأمر.. ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 18].

وقد جعل تعالى الهوى قسيما لشريعة الله. والهوى مُهلِك ومُضل عن سبيل الله ﴿وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [ص: 26].
وحتى لا تشتبه الأمور فهناك صور مرفوضة للتدخل باسم الدين في الحياة، وتكبيل مجرياتها:

1) فالثيوقراطية بمعنى أن حاكما يحكم باسم الله، وما يقرره هو في الأرض بهواه يصبح مقرّرا في السماء ومقدسا بين الخلق ولا يجوز الاعتراض عليه أو نقده، فهذا باطل وانحراف عن دين الله..

2) وتطويع الشرائع الدينية لأهواء الحكام ومواقفهم مرفوض كذلك، وهو ما يُعني بتسييس الدين، بالمعنى السييء للكلمة. وهو ما عناه ابن المبارك بقوله (وهل أفسد الدين إلا الملوك .. وأحبار سوء ورهبانها).

لكن أن تقام شريعة الله، وأن تكون مصدر التقنين للحياة، ومصدر القيم والأخلاق والتصور والسلوك، وموجِهةً للتعليم والإعلام، وأن يكون إقامتها هو مشروع أمة.. فذلك هو عين ما أمر الله تعالى، وهو محل النزاع مع العلمانيين؛ إذ يرفضون الشريعة الربانية وإقامتها فضلا عن سيادتها..

[اضغط للمزيد عن: طبيعة الاسلام عبر التاريخ وما جاءت به الأنبياء]

مرجعهم في رد الشريعة أمور

ومرجعهم في رد الشريعة أمور

1) طعنهم في صلاحيتها لهذا الجيل أو لهذه الحضارة المعاصرة

وهو طعن في علم الله سبحانه، والذي ألزم بها خلقه الى قيام الساعة مع علمه تعالى بتغير الأجيال والحضارات التالية لجيل نزول الوحي..

2) أو طعنهم في عدالتها

فيما بدا لهم أنه كذلك، كقسمة المواريث وغيرها.

وهو مع جهلهم بحكمة الأمر وتعنتهم في الاستسلام لله، فهو طعن في عدل الله تعالى وحكمته..

3) أو طعنهم في الحكمة مما أمر الله وشرع

ورأوا أن ما عندهم يفي بالمقصود كحكم الله وأحسن، وبالتالي استغنوا عن شرعه وحكمه، كما قال تعالى عمن سبقهم: ﴿فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [غافر: 83].

واستغنوا عن ربهم ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ﴾ [ العلق: 6-7]..

وهو طعن يعود الى حكمة الله تعالى الذي أمر بها وأثنى عليها ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟﴾ [الأنبياء: 10].

4) أو طعنهم في رحمتها

وذلك عندما نظروا الى زواجر الشريعة وحدودها التي تنزلت لمجتمع أقام أركانها وفرائضها، وجعلوا أنفسهم أرحم بالمخلوق من الخالق، وظنوا فيما عندهم الرحمة، فكانت الطوام، ومع وحشيتهم وجبروتهم في حربهم للمسلمين طعنوا في رحمة الله تعالى ورحمة ما شرع..

مدار العلمانية، وحقيقتها، وما تؤول اليه

ومجمل وحقيقة ما تعود اليه العلمانية هو الإلحاد وإنكار الوحي، والتكذيب بالرسالة، بل وجحود لرب العالمين..

إذ يقول قائلهم أنا أقر بوجود الله، لكن أنا أو (نحن) من يحدد مساحة الدين ومجالاته في حياة الناس.

وهذا أمر لا يقوله من يصدق بالله وبرسالته ووحيه؛ لأن من أقر أن هذا وحي الله أقر بأن الله تعالى هو الذي يحدد مساحة ومجال ما أنزل، وليس العبيد..

أما الله تعالى فقد قال ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163].

فمن يحادّ اللهَ تعالى، ويقرر على الله، ويحدد للعبيد مساحة ومجال ما يقبلون من أمر الله وما يرفضون.. فهذه مشاقة ومحادة، وقد قال تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ [المجادلة: 5]. وقال ﴿أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ﴾ [المجادلة: 20].
ولهذا.. فهذه الجرأة لا تكون ممن يجلّ اللهَ تعالى ويعظمه، بل لا تكون ممن يقر بوجوده تعالى ولقائه.. هذا منطلقهم وتلك نتيجتهم.

توهين الصوفية لشريعة الله

وهو أمر عجَب ! وقد قال بعض السلف “ما أمر الله سبحانه بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وتقصير، وإما إلى مجاوزة وغلوّ. ولا يبالى بأيهما ظفر”.

والمقصود بالصوفية هنا هو الغلاة والمنحرفون وليس المستقيمين منهم على السنة.. أما المستقيمون منهم على السنة فهم متمسكون بالشريعة ظاهرا وباطنا، ولا يقبلون من أحد قولا أو نكتة أو معنى قلبيا إلا وعليه شاهدا عدل من الكتاب والسنة.. فلله تعالى درُّهم.

ولكن المنحرفون منهم من المتسمّين باسمهم والمتّسمين بسمتهم ـ ـ وقد كثروا وتصدروا المشهد ودعوا صراحة لما يصادم أمر الله تعالى ـ لهم مآخذ كذلك للانحراف..

مآخذ إسقاط الشريعة عند الصوفيين

للصوفيين عدة مآخذ في توهينهم للشريعة وإسقاطهم لها.. أهمها أربعة مآخذ:

المأخذ الأول:

النظر الى القدر لا الشرع، ثم القول بالحلول والاتحاد

أنهم يجعلون للسالكين مراحل:

1- أولها يرى فيها السالك الطاعة والمعصية.. (نظرا الى الأمر الشرعي).

2- فإذا ارتقى ـ بزعمهم ـ رأى طاعة بلا معصية، (نظرا الى القدر) فرأى الجميع مطيعا لأنهم جارون على قدر الله لم يخرجوا عنه.

وجعْلُ هذا طاعة لله فهذا إلغاء للفارق بين الكفر والإيمان وموجِب الجنة وموجب النار؛ إذ لا يخرج أحد عن قدر الله ومشيئته ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾ [الأنعام: 112] ومع هذا أسكن فريقا الجنة بفضله وذكر أن السبب هو عملهم وما وفقهم اليه (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13-14].

وأسكن فريقا النار بعدله، وذكر أنهم ما جوزوا إلا بما كانوا يعملون ﴿وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [سبأ: 33].

فمن ألغى الفارق شابه المشركين في قولهم ﴿لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ﴾ [النحل: 35].

فأسقطوا الشريعة رأسا وأوهنوا أمر التزامها.

3- فإذا ارتقى ـ على زعمهم ـ لم ير طاعة ولا معصية، بل رأى أن (الكل هو عين الحقيقة فلا يوجد مطيع ومطاع).. وهذه عقيدة وحدة الوجود أو الحلول.. وهي من أفسد العقائد عقلا وشرعا.

وكلا أهل الدرجتين الأخيرتين ليسوا من أهل التقيد بالشريعة ولا إجلالها ولا تعظيمها:

– فهذا يرى العاصي والكافر مطيعا، ويعبّرون عن ذلك بقولهم أنه «إذا عصى الأمر ( يقصدون الشرع)، فقد أطاع الإرادة (يقصدون القدر)»..

– وذاك جعل عين وجود المخلوق هو عين وجود الخالق.. فلا مطيع ولا مطاع ولا آمر ولا مأمور.. فأسقطوا الشريعة رأسا كإخوانهم من القدرية المشركية.. لكن هؤلاء قولهم أفحش وأخطر.

المأخذ الثاني:

تحكيم الشريعة على الظاهر، وتحرر الباطن من قيدها

أنهم يجعلون الشريعة حاكمة على الظاهر من الأقوال والأفعال وأما الباطن فلا حكم للشريعة عليه ولا يلزم التقيد بها، بل هو بحسب وجده وذوقه، بلا ضابط..!

فقد تحلل باطنهم من التقيد بالشريعة إذ نظروا الى أحكام الفقه من العبادات والمعاملات والشروط والأركان والنواقض ولم ينظروا الى ما أمر الله تعالى به من إصلاح القلوب ورقابته على البواطن، ولم ينظروا الى التلازم بين الباطن والظاهر في دين الله تعالى.

المأخذ الثالث:

الفهم المنحرف لـ “اليقين” كغايةٍ للعبادة

هو فهمهم لأمر (اليقين) المأمور به في خاتمة سورة الحجر؛ إذ قال الله تعالى ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: 99].

ونصُّ رسول الله المفسر للآية أنه الموت فقد قال صلى الله عليه وسلم «أما عثمان ـ يعني ابن مظعون ـ فقد جاءه اليقين من ربه» [رواه البخاري] وهذا عقب وفاته رضي الله عنه، وهو مفسَر كذلك في سورة المدثر ﴿حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ﴾ وهو الموت.

أما المنحرفون من الصوفية فقد حملوه على اليقين المناقض للشك، أو على درجة خاصة منه!

ورتبوا على هذا أن التعبد المأمور به إنما هو لحالة ما قبل اليقين، فإذا وصل أحدهم الى اليقين سقطت عنه التكاليف فلا صوم ولا صلاة ولا فرائض، ولا رعاية لحرمات الله ولا حفظ حدوده بل ارتكاب للفواحش والمحرمات..

ويعتذرون ـ ويعتذر عنهم أصحابهم المخودعون، والآملون الوصول لحالهم! ـ بأنهم أصحاب يقين فهم غير مخاطبين بالشريعة..!

المأخذ الرابع:

النظر الى القدر لا الشرع

والاحتجاج بما قَدّر لترك ما أَمر

هو ما يرون أنهم مأمورون بالقدر لا بالشرع، وأنهم جارون على قدر الله لا يمانعونه، ولهذا فهم مع من غلب ولو كان كافرا فيرون أنهم مأمورون بنصرته ! ويروون أحاديث ملفقة ومخترعة بأن أهل الصُفّة يوم أُحد كانوا مع المشركين يقاتلون معهم عندما ظهر غلبهم للمسلمين..! ويرون أنهم يتدينون بهذا وأن هذا عليهم كواجب..!

وهو اطراد لمأخذهم المنحرف في عدم التفريق بين الأمر الشرعي والأمر القدري؛ فلم يفرقوا بين الأمر الشرعي الذي أمر الله بتصديقه واتباعه والتزامه باطنا وظاهرا، فرديا وجماعيا.. وبين الأمر القدري الذي أمر الله تعالى أن نصدق به ونتوكل على الله تعالى في الحول والقوة عليه، لتغيير الشر والقوة على الخير..

فالأول يوجب العبادة والثاني يوجب التوكل.

ولكنهم ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وناقضوا كتاب الله بآياته، وجلعوا هذه الآية مسقطة للتكاليف.. فسبحان من جعل الهوى شرسا في قلوب الخلق، حتى خرجوا من دينه وأسقطوا تكاليفه لخلقه وانسلخوا من الحق بعدما علموه..!
ولذلك كان للضلال (سُبلا) فيضلوا عن سبيله.

[اضغط هنا لمعرفة: علاقة الشريعة بالعقيدة الاسلامية]

الخلاصة؛ كلاهما خطر على الأمة

ومما سبق من بيان تشابه النتيجة بين الملاحدة من جانب وغلاة الإثبات حتى ألحدوا كذلك.. يتضح لماذا تشابهت النتائج واتفقا على توهين الشريعة.

ومن هنا ندرك معنى التلاقي في صراعهما مع أصحاب الدعوة الى تحكيم الشريعة واحترامها والدعوة من أجل إقامتها.

ولهذا تجد تحالفات العلمانيين مع الصوفية..

ثم تجد ترحيب الغرب بهم والذي يعلن أنه

“لا خوف على الحضارة الغربية منهم وأنهم لا يمثلون خطرا على الحضارة الغربية”

فهم لا يقدمون بديلا عن حضارته إذ لا شريعة ولا أحكاما ولا قيما ولا توجهات ولا سلوكا ولا تفسيرا متفردا للحياة؛ بل هم مع الغالب، وقد غلب الغرب فهم إذن معه..!

ولهذا فمصاب المسلمين كبير في الجانبين ويجب الحذر منهما سواء بسواء، ويجب تصحيح المفاهيم وتعرية حقيقتهما سواء بسواء..

والله تعالى الهادي والعاصم وهو الموفق سبحانه وتعالى.

اقرأ المزيد:

التعليقات غير متاحة