الخطر الحقيقي سيكون هو خطة النظام المصري، التي سيتم تبنيها عربياً في القمة القادمة ، وطرحها كحل إجباري لإنقاذ القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي من مخاطر “خيال المآتة الترامبي” الذي بالغ في جرعة التهديد والرعب، كما هو مخطط.
وعيد ترامب هل هو فرقعات ميكروفونية؟
سأكتبها، وتذكروها في وقت لاحق ….
ترامب والعالم كله يعرفون أن عشرات التصريحات التي أطلقها، ليست للتنفيذ.
وما أطرحه هو أن هذه المساحة الكبيرة من التهديد هي لفرش الأرض أمام الخطة الحقيقية.
المبالغة في تهديد كل شئ ، ووضع القضية الفلسطينية على الحافة ، وإظهار التهديد الأمن القومي للدول المعنية بشكل مستفز ومهين للشعوب ، كل ذلك لرفع معدلات الرعب والصدمة لدى الشعوب العربية والفلسطينيين، لكي يكونوا مستعدين لقبول الحل الرسمي العربي البديل ، باعتباره الإنقاذ أو التحرك البطولي اللازم لإنقاذ كل شئ ، وتحدي الإرادة الأمريكية المتعجرفة.
سيُنظر للحل العربي الذي سيعلن قريباً باعتباره شجاعة عربية وموقف عربي موحد ، وتحدي للكاوبوي الأمريكي … هذا ما سيجعل هذا الحل يحظى بتأييد شرائح واسعة من الشعوب العربية المذعورة .
ستدعوا كل الأبواق العربية الشعوب والجماهير لدعم الموقف الرسمي للأنظمة، باعتبارها لحظة اتحاد، والاتحاد قوة بالطبع!!
ودعونا ننسى خلافاتنا ونتوحد خلف هذا الحل الرجولي البطولي التستيروني الشجاع في مواجهة المؤامرة الكونية !!
إذن ما هو الحل العربي الذي يعده نظام السيسي؟
إدارة مصرية عسكرية وأمنية لقطاع غزة ، بتمويل خليجي ، وسلطة مدنية فلسطينية تابعة إدارياً للحكومة المصرية وليس للسلطة الفلسطينية (التي سيتم تفكيكها قريباً بعد ضم الضفة).
هذه الإدارة العسكرية الأمنية المصرية لقطاع غزة ، سيكون مهمتها تفكيك المقاومة على مدى سنوات ، في مقابل إعادة الإعمار الذي سيكون في يد مصر، بمعايير هندسية ترسمها الإمارات، لبناء غزة بنمط عمراني لا يسمح بتجدد المقاومة واحتضانها، (كما فعلوا في الضفة بعد انتفاضة 2000).
الحكومة المصرية ستتسلم سبوبة الأموال الخليجية، وتكلف شركات المقاولات التابعة للمخابرات، بتنفيذ إعادة الإعمار، والبنية الأساسية، وتحيا مصر 3 مرات ، منقذة غزة وحامية الأمة العربية.
سيتم توفير الكهرباء والماء والطرق، والخدمات، وفتح المعبر، وإعادة البناء …. لكن لا يمكن أن يحدث هذا في ظل وجود المقاومة التي يمكن أن تشكل تهديداً بتكرار الحرب مستقبلاً فتضيع أموال العالم وتدمر غزة مجدداً … إذن ما الحل ؟ السلاح مقابل الإعمار.
أمام عظم التهديدات، سيحظى هذا الحل بقبول عربي وإسلامي رسمي واسع ، وشعبي أيضاً.
ستقف المقاومة وحيدة في مواجهة كل الرأي العام العربي الرسمي والشعبي …
سيقولون ، هذا هو الحل الوحيد ، كيف لحماس أن تعطل مصلحة الفلسطينيين ، الأمر لم يعد شأناً فلسطينياً ، إنه الآن مصلحة أمن قومي عربية في مواجهة غول ترامبي مجنون له أنياب.
الأمر فيه تفاصيل كثيرة، وتشابكات كثيرة
هذا السيناريو يفكك كل التعقيدات ، يعفي إسرائيل من مواجهة المقاومة في غزة لعقود، يفكك السلطة فينتهي معها مشروع الدولة، يحمي أمن الدول العربية من سيناريو التهجير المزعوم، يخلص العرب والعالم من إزعاج الضمير كل عدة سنوات من تكرار العدوان على غزة، يسكن ضمير المجتمع الدولي الذي لا يتحمل تدمير قواعد اللعبة الدولية.
العروض العسكرية التي تجريها قوات شرطة مصرية في رفح، مدججة بالأسلحة والمدرعات ، قوات فض الشغب والإرهاب ، عشرات الآلاف من الجنود والمجندات المدربين تدريب عالي ،، بالطبع هذا العرض المهيب ليس موجهاً لتهديد إسرائيل ، هذا عرض عسكري لقوات شرطية …. لذلك فهو موجه لحماس، هذه القوات الهائلة التدريب والتسليح من الرجال والنساء ،، معدة ومدربة لكي تسيطر على شعب من المدنيين، بما فيهم من نساء وأطفال.
هذا سيناريو شيطاني.
الخطر الحقيقي على فلسطين ، هو الحل الرسمي العربي … وليس فرقعات ترامب الميكروفونية.
اللهم بلغت ،،، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
المصدر
صفحة الأستاذ عز الدين دويدار، على منصة x.