الحضارة الوحشية .ومن يأتي بفروة رأس هندي أحمر

لم يكن الاكتشاف.. بل كان بداية المجازر،كيف تحوّل الحلم الأمريكي إلى كابوس سالت فيه دماء الملايين باسم “التحضّر؟

“اكتشاف أمريكا” يوصف بأنه لحظة مجيدة لبداية حضارة جديدة، لكن ما يُخفى خلف هذا العنوان البرّاق هو فصلٌ دامٍ من الإبادة الجماعية والخراب.

إبادة بالأسماء والأوبئة: الوجه القبيح لاكتشاف أمريكا

المستعمر الأوروبي يصل إلى شواطئ القارة الجديدة ويظن نفسه في الهند -بيد أنه كان قد وصل إلى أمريكا- فيسمي السكان الأصليين بالهنود ونظراً لميل بشرتهم للإحمرار يطلق عليهم “الهنود الحمر” …. هكذا أنت في عرف الرجل الأبيض سيطلق عليك ما شاء من الأسماء ويمحو إسمك الحقيقي تماماً.

أمريكا …… إنها أرض الأحلام المليئة بالخيرات والتي لابد من الإستيلاء عليها من السكان الأصليين البسطاء الذين لا يملكون سلاحاً فضلاً عن جيش مدرب .

بدأ الأوربيون في حرب إبادة مروعة ضد السكان الأصليين فاستخدموا البنادق وقتلوا الرجال والنساء والأطفال وأحرقوا المحاصيل ليفتك بهم الجوع وسمموا الآبار وارتكبوا أبشع المذابح.

وحين ضاق زعماء القبائل الهندية بما يحدث طلبوا معاهدات سلام فاستجاب الرجل الأبيض بشرط ترحيلهم إلى أماكن معينة وأثناء الترحيل أعطوهم عددا هائلاً من الأغطية والبطاطين.

لا تذهب بخيالك بعيداً لم يحنو الرجل الأبيض أبداً بل إن البطاطين تم جلبها من المصحات الأوربية بها وباء الطاعون والدفتريا والحصبة والسل والكوليرا .

يقول هنري بواكيه في خطابه إلى اللورد جيفري أمهرست: ” سأحاول جاهدا أن أسممهم ببعض الأغطية الملوثة “.

حضارة فوق جماجم الهنود الحمر مذبحة شعبٍ وأفول حلم

بعد ذلك تم رصد الجوائز لمن يأتي بفروة رأس هندي أحمر وكانت الجوائز 100جنيه استرليني لرأس الرجل و50 جنيه استرليني لرأس المرأة أو الطفل وانتشر الصيادون في كل مكان لاصطياد الهنود الحمر.

وكان الصيادون يتباهون أن ملابسهم وأحذيتهم مصنوعة من جلود الهنود الحمر تفاخرا بمهارتهم في الصيد .

يروي السفاح الإنجليزي ” لويس وتزل ” أن غنيمته من فرو رؤوس الهنود لا تقل عن 40 فروة في الطلعة الواحدة.

يعتبر “وتزل ” الآن من أبطال التاريخ الأمريكي ..

هذا غير حفلات السلخ والتمثيل خاصة إذا كان الضحية أحد زعماء القبائل أنت تتحدث عن إبادة  أكثر من 100مليون إنسان .

أنت تتحدث عن حضارة قامت على بحار الدماء والجماجم والعظام المهشمة.

يتحدث أحد زعماء قبائل الهنود الحمر الذي شهد مجزرة ووندد عام 1890 قائلاً :

“ في لحظتها لم أكن أعرف كم من الأشياء قد انتهى وعندما أنظر خلفي الآن من فوق تلة شيخوختي يظل بإمكاني رؤية النساء والأطفال المذبوحين مكومين ومتناثرين بالوضوح نفسه الذي رأيتهم به في شبابي وأستطيع أن أرى شيئاً آخر قد مات هناك في الطين والدماء ودفنته العاصفة الثلجية ….مات حلم شعب…. كان حلما جميلا…. انكسر عقد الأمة وانفرط  ولم يبق له من مركز …..ماتت الشجرة المقدسة ”

أرواحنا مذبوحة على مائدة حقوق الإنسان

أتساءل يا إخواني..

أليس هذا تماما ما يحدث في فلسطين..

أليس هذا ما فعلوه في أفغانستان والعراق ..

أليس هذا ما يفعلونه مع كل دم مسلم في العالم أمامهم الآن ..

ويالوقاحتهم ..

إنهم يذبحونك ويطلبون منك أن تبتسم أثناء عملية الذبح كي تجعل الصورة مبهجة .

إنهم يريقون دمك ويطلبون منك أن تهتف بحضارتهم واحترامهم لحقوق الإنسان وأنت مدرك أنك مهما فعلت فلن تكون أنت ذاك الإنسان .

إنهم يدكون مدنك دكاً ويطلبون منك أن تتحدث عن سماحتهم وكرمهم وطيب أصلهم .

إنهم يقتلون أبناءك ويحدثونك عن حقوق الطفولة المشردة المعذبة .

إنهم يرهبونك ..كل يوم بل كل لحظة .

ثم يصمونك أنت بالإرهاب ….

المصدر

صفحة الأستاذة هبة عوده، على منصة ميتا.

اقرأ أيضا

“عندما يتفرّق القطيع تقوده “العنزة الجرباء”

دور الغرب في إشعال الفتن وإدارة النزاعات

التعليقات غير متاحة